قبل بيعه في مزاد.. مصر تستعيد مخطوطا إسلاميا من بريطانيا
المخطوط هو الثاني الذي تسترده دار الكتب والوثائق القومية في مصر من الخارج خلال أشهر قليلة بعد مخطوط "المختصر في علم التاريخ"
أعلنت وزارة الثقافة المصرية، الأحد، استعادة مخطوط إسلامي يعود تاريخه إلى فترة حكم السلطان قنصوة الغوري آخر حكام المماليك قبل الغزو العثماني لمصر، وذلك قبل بيعه في مزاد بالعاصمة البريطانية لندن.
وحكم "الغوري" مصر في القرن الـ16 الميلادي بين عامي 1501 - 1516.
والمخطوط عبارة عن "ربعة مصحف قرآنية" من 28 ورقة، كتبت بخط النسخ بالمداد الأسود داخل إطار باللون الأحمر، وتبدأ من سورة "آل عمران من الآية 93 إلى نهاية الآية 23 من سورة النساء"، ولها غلاف من الجلد ببصمة مذهبة.
ويُعد المخطوط هو الثاني الذي تسترده دار الكتب والوثائق القومية في مصر من الخارج خلال أشهر قليلة بعد مخطوط "المختصر في علم التاريخ" لمؤلفه محمد الكافيجي الذي استردته في أغسطس/آب 2018.
من جانبه، قال هشام عزمي، رئيس دار الكتب والوثائق القومية في مؤتمر صحفي، إن المخطوط مثبت في سجلات دار الكتب المصرية بتاريخ 1884م، وكان آخر ظهور له بتسجيلات دار الكتب في نهاية القرن الـ19 وتحديداً عام 1892م.
وأضاف أن المخطوط كان معروضاً للبيع في دار مزادات "سوذبيز" في لندن شهر أكتوبر/تشرين الأول بمبلغ يتراوح بين 7 إلى 10 آلاف جنيه استرليني ضمن مزاد بعنوان "فنون العالم الإسلامي".
وأوضح "عزمي" أن وزارة الثقافة بالتعاون مع الخارجية المصرية نجحت في إثبات ملكية المخطوط واسترداده بالاتفاق مع دار المزادات وحائز المخطوط.
وتابع بقوله "ليست كل المخطوطات التي يعلن عن بيعها في المزاد بالخارج تخص دار الكتب، لكن في هذه الحالة أعلنت دار المزادات بالفعل عن بيع مجموعة من المخطوطات، لكن واحداً منها فقط هو الذي كنا نملك وثائقه، ونثق في ملكيتنا له بالأدلة والبراهين".
واستطرد "عزمي" قائلاً: "نتابع جيداً ما يعرض في المزادات بالخارج من مخطوطات ووثائق لكننا لا نتدخل إلا إذا تأكدنا من ملكية دار الكتب للمخطوط، وحينها نتدخل على الفور لوقف البيع كخطوة أولى، ثم نبدأ مرحلة المفاوضات لإثبات ملكيتنا للقطعة المعروضة بالمزاد".
وتملك دار الكتب والوثائق القومية في مصر أكثر من 60 ألف مخطوط، وتعمل حالياً على مشروع كبير لرقمنة هذه المخطوطات.