متلازمة "كوفيد طويل الأمد" تهاجم الأطفال.. السر في الأمعاء
وراء أعراض متلازمة "كوفيد طويل الأمد" عند الأطفال، يمكن أن تكون هناك ظاهرة توصف أيضاً عند البالغين ومرتبطة باستمرار الفيروس في الأمعاء.
هذا ما اقترحته نتائج دراسة جديدة أجراها فريق بحثي في جامعة صني داون ستيت للعلوم الصحية Suny Downstate Health Sciences في مدينة نيويورك الأمريكية.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي "CDC"، فإن مرض "كوفيد طويل الأمد" هو مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تستمر لأسابيع أو أشهر بعد الإصابة الأولى بالفيروس المسبب لكورونا أو يمكن أن تظهر بعد أسابيع من الإصابة.
أيضاً يمكن أن يحدث "لونج كوفيد" لأي شخص مصاب بـCovid-19، حتى لو كان مرضه خفيفاً أو لم تظهر عليه أعراض.
ووثقت الدراسة وجود جزيئات Sars-Cov-2 في القولون لمريضة تبلغ من العمر 11 عاماً استمرت في المعاناة من أعراض الجهاز الهضمي بعد 3 أشهر من الإصابة، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
وكشف تحليل حالة الطفلة، الموصوف في مقال نُشر في تقارير JPGN، عن التهاب القولون بالإضافة إلى دليل على وجود فيروسات سارس –كوف -2 في الخلايا المخاطية المعوية.
وصف التقرير معاناة الطفلة من آلام مزمنة في البطن بعد إيجابية إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وبسبب الأعراض المستمرة، أجري لها تنظير الجهاز الهضمي العلوي وتنظير القولون بعد 3 أشهر من التشخيص الأولي لـ SARS-CoV-2.
وأظهر التشريح المرضي لأنسجة القولون المأخوذة خزعة تسللاً كثيفاً للخلايا الليمفاوية، وتم تحديد بقع كيميائية مناعية لـ SARS-CoV-2.
وأشار العلماء إلى أن "الأعراض المعوية الطويلة، مع وجود دليل على وجود التهاب مزمن بعد 3 أشهر من تشخيص كوفيد، تشير بقوة إلى أنها نتيجة مباشرة لـ Sars-Cov-2".
وأوضحوا: "في مريضتنا، ظهر الالتهاب المعدي المعوي من خلال ارتفاع مستوى الكالبروتيكتين البرازي (علامة على التهاب الأمعاء) وكذلك من خلال الاكتشاف النسيجي لتفاعل ليمفاوي كبير، بما يتوافق مع عملية فيروسية نشطة".
وصفت المريضة الصغيرة أعراضها خلال الإصابة الحادة بالفيروس التاجي بأنها آلام بطنية مستمرة، والتي ظهرت على شكل تقلصات أو حرقة يخفهما التبرز أو الأكل وتتراوح شدته من 5 إلى 7 من 10.
كما كشف الفحص الطبي عن علامات الغثيان، على الرغم من عدم وجود حمى ونقص في الوزن وإسهال وآلام في المفاصل ومظاهر أخرى مرتبطة بشكل عام بـ Long Covid أو متلازمة كوفيد طويل الأمد.
وحدد العلماء أن أعراض هذه الحالة يمكن أن يكون لها تأثير على أكثر من 80٪ من المرضى، قائلين إن بعض الدراسات تشير إلى أن "لونج كوفيد" قد يمثل آثار الوجود الفيروسي المستمر بعد الإصابة الحادة.
وهذه الفرضية الأخيرة بالتحديد هي التي يدعمها الباحثون، قائلين: "نفترض أن الأعراض المعدية المعوية الممتدة التي تعقب الإصابة بفيروس سارس-كوف -2 مدفوعة باستمرارية الفيروس في خلايا الجهاز العصبي المعوي".
وأضافوا: "قد تُظهر عدوى SARS-Cov-2 طويلة الأمد الحاجة إلى تدخلات علاجية لـ Long Covid، بما في ذلك التطعيم أو العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة أو العلاج بأدوية الكورتيكوستيرويد".
وخلص الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم تأثير وتتابع العدوى المعوية المزمنة وربط الأعراض مع شدة المرض.
يذكر أنه مع مرض لونج كوفيد، يجد العديد من الأطفال أنفسهم فجأة يعانون من قائمة طويلة من أعراض ما بعد COVID-19 التي تشمل المشاكل الجسدية والعصبية والعقلية المزمنة والتي تظهر من خلال مكافحتهم من أجل مواكبة واجباتهم المدرسية أو ممارسة الرياضة.
كما لا يستطيع بعضهم النوم أو يجدون صعوبة في المشي، بينما يعاني الآخرون من الآلام المعدية وضيق التنفس والدوار وأعراض أخرى.