"القارات المفقودة".. بحث أسترالي يكشف أسرارا كونية جديدة
العلماء يعتقدون أنه قبل 4 مليارات سنة، كانت القارات غير مستقرة وتعرضت لإشعاعات قوية جدا وقتها، ما أثار الشك في أنها ذابت ودُمرت.
كشف بحث جديد أجراه خبراء من جامعة أديليد الأسترالية، عن أن قارات قديمة كانت موجودة على الأرض قبل مليارات السنين من وجود القارات الحالية، اختفت وسُميت بـ"القارات المفقودة".
وأوضح أن قشرة القارات قبل مليارات السنين، كانت أسمك بكثير مما هي عليه اليوم، وفقاً لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
و"القشرة القارية" هي عبارة عن طبقة من الصخور، تنقسم إلى الكثير من "الألواح" المختلفة، وهذه القشرة أقل كثافة من الوشاح (الطبقة أدناها)، لذلك تطفو إلى الأعلى.
والنظرية الرائدة هي أنه عندما تبدأ القشرة في التحرك، فإن الصخور الأقل كثافة داخل القشرة ترتفع إلى الأعلى، مما يشكل القارات التي نراها اليوم.
ويعتقد العلماء أنه قبل 4 مليارات سنة، كانت القارات غير مستقرة وتعرضت لإشعاعات قوية جداً وقتها، ما أثار الشك في أنها نتيجة لذلك إما ذابت أو دُمرت بواسطة حركة تكتونية، وهذا يعني أن القارات لا تظهر في السجل الجيولوجي.
وبشكل مثير للدهشة، حدثت كل هذه الحركة الجيولوجية قبل تشكيل قاراتنا الحالية، ويعتقد أن شبه جزيرة رودينيا تشكلت منذ حوالي مليار سنة، وانقسمت إلى 8 قارات منذ حوالي 600 مليون سنة، لتكون بالشكل الذي نعرفه اليوم.
وقال الدكتور ديريك هاستوك من جامعة أديليد: "القارات لم تكن كبيرة جداً، لكن كان يمكن أن يكون هناك الكثير منها، وربما كانوا مثل سومطرة أو جافا، لكن قاحلين تماماً".
وتحتوي جميع الصخور في القشرة القارية على نشاط إشعاعي طبيعي، ويُنتج هذا النشاط الإشعاعي الحرارة، والصخور الأقدم في القشرة القارية لها نشاط إشعاعي أعلى، والذي يتحلل بمرور الوقت.
وتمكن الباحثون من العثور على أدلة على "القارات المفقودة" باستخدام نماذج لتقدير النشاط الإشعاعي الصخري على مدى مليارات السنين، وفوجئوا بعجز غير متوقع في مستويات النشاط الإشعاعي للصخور التي تزيد على ملياري سنة، وهذا يشير إلى أن بعض القشر القارية قد دُمرت أو ذابت، وتمت إزالتها من السجل الجيولوجي القياسي.