يجتمع العالم اليوم في "اللوفر أبوظبي"، هذا الصرح الحضاري العالمي الذي يمثل تجسيداً لتجربة دولة الإمارات عبر خمسة عقود من البناء.
يجتمع العالم اليوم في "اللوفر أبوظبي"، هذا الصرح الحضاري العالمي الذي يمثل تجسيداً لتجربة دولة الإمارات عبر خمسة عقود من البناء والتنمية والاستقرار، حتى تحولت على أيدي أبناء زايد إلى نموذج ملهم وملتقى للحضارات والثقافات.
إن لحظة افتتاح اللوفر أبوظبي في ظل هذا الحضور الكبير، وتحول بوصلة الإعلام العالمي والإقليمي إلى نقطة واحدة في جزيرة السعديات لتغطية الافتتاح التاريخي لهذا المتحف، تفرض علينا أن نستعيد ذاكرتنا الجماعية في الإمارات؛ لنعرف كيف سارت سفينة دولة الاتحاد لتصل بنا إلى شاطئ الاستقرار والتسامح والتنمية.
أستعير جملة عضو فريق العمل في اللوفر أبوظبي لصحيفة "إل موندو" الإسبانية، قال فيها: "بدأ الحلم قبل 23 سنة، حين زار الشيخ زايد متحف اللوفر في باريس بصحبة مستشاره الثقافي، وقال: "يوما ما سيكون لدينا متحف شبيه بما نشاهده الآن".
هذا الحلم أصبح حقيقة كغيره من الأحلام التي تحققت على أرض الإمارات، ووسط حجم الإنجازات اليومية التي تحفر أنهاراً من الفرص لأبناء الوطن، علينا أن نتساءل: كيف أصبحت الإمارات بالفعل ملتقى للحضارات؟.
قبل 46 عاماً، مع إعلان دولة الإمارات كان الكثيرون يرون أن الهدف الرئيس هو تحقيق الاستقرار والاستفادة من خير النفط لتحقيق التنمية والرفاهية لأبناء الدولة، ولكن كان لدى قادتها رؤى أكثر عمقاً وشمولية، فقد آمن قادة الإمارات منذ البداية أن موقع الدولة المتميز وانفتاحها التاريخي على الحضارات هما جزء أصيل من تاريخ الوجود على هذه الأرض.
هذا الحلم أصبح حقيقة كغيره من الأحلام التي تحققت على أرض الإمارات، ووسط حجم الإنجازات اليومية التي تحفر أنهاراً من الفرص لأبناء الوطن، علينا أن نتساءل: كيف أصبحت الإمارات بالفعل ملتقى للحضارات؟.
فالإمارات كانت تاريخياً في حالة تعايش وانفتاح على العالم في المعاملات الاقتصادية والتاريخية، ولم يشهد تاريخها عملية إقصاء أو انعزال، وهو ما انعكس إيجابيا على تفاعلات الأجداد، وهذا التاريخ حملته قيادة الإمارات، وجعلت من التعايش بين الحضارات والثقافات المختلفة هدفاً لا يغيب أبدا.
هذه ليست كلمات على أسطر، بل حقائق نعيشها في دولة نجحت وسط طوفان العنصرية والصراعات الدينية والعرقية والإثنية الحمقاء، أن تصنع سفينة تحتضن أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها في حالة وئام تام، لتصبح بالفعل، وليس بالقول، صورة لمبادئ الإسلام الحنيف، الذي يقوم على المساواة والعدالة والتسامح.
في لحظة افتتاح اللوفر أبوظبي نستعيد حلم الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في أن تنتقل إنجازات العالم الثقافية إلى أرض الإمارات، وألا تنغلق دولتنا على نفسها، بل تتحول إلى بوتقة صهر جديدة للحضارات والثقافات.
إن اللوفر أبوظبي هو تعبير عن "دور الإمارات كملتقى لثقافات العالم بالمنطقة"، هذه كلمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وهي الرسالة التي تبعثها الإمارات إلى العالم؛ لتصبح بحق البقعة المضيئة للتعايش والتسامح في المنطقة.
إن اللوفر أبوظبي هو أحد أوجه دولة الاتحاد وتعبير عن إنجازاتها خلال مسيرة أكثر من 45 عاماً، فاليوم الإمارات تستضيف العالم على أرضها، وتبعث برسالة مفادها أنها دولة للسلام، ومنبر للثقافة والمعرفة في المنطقة، وأرض للتسامح، وملتقى للحضارات..وبإيجاز أكثر.. الإمارات هي دولة الاتحاد التي حفرت في مسيرة قصيرة بعداد التاريخ حالة فريدة في بقاع الكرة الأرضية.
من هنا علينا أن نفخر بهذا الإنجاز، ليس بالمعايير المعمارية الفذة فقط، ولا بالثروة التاريخية التي يحتضنها المتحف فقط، ولا بالاهتمام العالمي بالحدث، ولكن فوق كل هذا بالدولة وقياداتها التي نجحت أن ترسو بالسفينة في هذا الميناء، وسط منطقة مليئة بالأعاصير والسفن المحطمة والتائهة في بحور الأزمات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة