من السين إلى السعديات ستبدأ حكاية حضارة، جُمعت أوصالها من جميع بقاع الأرض لتحكي حكاية جديدة في "اللوفر أبوظبي".
منذ بدء الخلق جبلت البشرية على التعارف والتواصل فيما بينها بمختلف الأدوات والسبل، وما يدل على ذلك تلك المخطوطات والمنحوتات القديمة التي عُثر عليها في أغلب بقاع الأرض.
ولأننا بنو البشر نملك زمام أمورنا ونقدر على الارتحال ولم شمل بعضنا البعض بما يتناسب وطبيعتنا البشرية وتاليا المقومات الديموغرافية والوطنية والفكرية والاجتماعية، لكن آثارنا بما فيها من فنون وإبداعات تبقى عاجزة عن الحراك، تواقةً لمكان يجمعها لتحظى بالصورة الملائمة لها، حافظة لقيمتها الإنسانية وذكراها الخالدة، متمثلة بوطن يحتضنها.
القصص لا تنتهي عن تلك اللوحة وسواها، وإن كانت " السيدة ليزا جيوكاندا " باقية هناك في فرنسا ، ولن تبرح ضفاف نهر السين، فإن أخواتها وعائلتها من الأعمال الخالدة ستسكن شواطئ السعديات.
متحف "اللوفر أبوظبي" جاء ليمثل لها هذا الوطن، فمنذ الاتفاقية التي وقعتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، والهدف الأول الذي وضعته حكومة العاصمة أبوظبي هو لم شمل هذه الأعمال التاريخية تحت سقف واحد لتحتضن حضارة عصور تعاقبت، لنا فيها جذور ومعها حكايات وعبر.
الوطن الأوسط هو الموقع الذي آلت إليه هذه الأعمال الفنية الخالدة، وسطا بمعنى الكلمة، وسطا بالجغرافيا والفكر مقره عاصمة المحبة والسلام.
الآن وبعد إنجاز هذا الصرح الحضاري المبهر آن لنا القول إن عائلة "الجيوكندا" أو الجيوكندو نسبة لعائلة زوج "السيدة ليزا" وبالمناسبة هو الاسم العملي لأشهر لوحة عرفها التاريخ المعاصر "الموناليزا" أو سيدتي ليزا كترجمة حرفية للاسم، قد وجدت لها موطنا آمنا آخر يتوسط خريطة العالم ويربط حضارتها بشرقها وغربها ويجمع فنون شمالها وجنوبها تحت قبة واحدة.
القصص لا تنتهي عن تلك اللوحة وسواها، وإن كانت "السيدة ليزا جيوكاندا" باقية هناك في فرنسا، ولن تبرح ضفاف نهر السين، فإن أخواتها وعائلتها من الأعمال الخالدة ستسكن شواطئ السعديات، ومن شتى بقاع الأرض ستجتمع في مكان واحد تروي لزوارها حكايات وقصصاً عبر العصور وكأنها إحدى الأساطير التي سيعيشونها بأدق تفاصيلها في كل مرة تطأ أقدامهم المتحف عبر تقنيات حديثة مزجت عبق الماضي بواقع وإمكانات الحاضر.
ومن السين إلى السعديات ستبدأ حكاية حضارة، جُمعت أوصالها من جميع بقاع الأرض لتحكي حكاية جديدة في "اللوفر أبوظبي".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة