أبوظبي ودبي وغيرهما من الإمارات السبع تعمل كل واحدة منها على ترسيخ مبدأ الاستثمار بالإنسان
في الوقت الذي تعمل فيه بعض الدول على نشر سلوك التطرف والكراهية تجاه الآخرين، والتآمر على ضرب استقرار دول أخرى آمنة مطمئنة، تستعد العاصمة الإمارتية أبوظبي لاستقبال حدث هو الأكثر أهمية على الصعيد الثقافي خلال السنوات العشر الأخيرة، بافتتاح متحف اللوفر الذي أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية "فرانسواز نيسن" أنه الرد المشترك ما بين بلادها والإمارات على من يستهدفون الثقافة.
الحادي عشر من نوفمبر الجاري، ستشرق شمس الثقافة والتاريخ في أرض عطشة لنهل المزيد من حضارات المعمورة والانفتاح عليها، بما يؤسّس لبناء جيل مثقف يصل بالإمارات إلى ما خطط له ورسمه شيوخها منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه، فالطموح لايقف عند الافتتاح المنتظر لمتحف اللوفر الذي تم الاتفاق عليه قبل نحو عشر سنوات مع الحكومة الفرنسية، وتحتضنه جزيرة السعديات في أبوظبي .
فإلى ماذا تهدف وتطمح الإمارات من افتتاح هذا المتحف على أراضيها، والذي تبلغ مساحته 9200 متر مربع، تتوزع فيها قاعات ضخمة ومسرح ومتحف للأطفال وأعمال تُطلع الناظرَ إليها على تاريخ البشرية؟.
للإجابة عن هذ السؤال لابدّ من المرور على النهج الذي اتبعته الإمارات خلال السنوات العشر الأخيرة،بالطبع من خلال المتابعة الحثيثة يجد المراقب بأن أبوظبي ودبي وغيرهما من الإمارات السبع تعمل كل واحدة منها على ترسيخ مبدأ الاستثمار بالإنسان، وهذا ماشدّد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، غير مرة، بقوله إنّ دولة الإمارات تصرف من جهدها الكثير في مجال الاستثمار بالإنسان، لأنه الثروة الحقيقة والعمود الذي ترتكز عليه مقوّمات الوطن في الحفاظ على المكتسبات وصناعة المستقبل.
والذي يعيش في هذه البلاد يدرك تماماً ما تعنيه كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أرض الواقع، يُقرأ ذلك من خلال مبادلة الشعب الإماراتي حكامه المحبة والولاء الكبيرين، ما أثّر بشكل قوي على المقيمين والزائرين لأرض الخير للبحث عن ماهية هذه العلاقة النمطية القوية التي تربط الشعب بحكامه، في وقت ثارت فيه شعوب لقلب أنظمة حكمها، نعم من أجل الإنسان عموماً والإماراتي على وجه الخصوص بنى متحف اللوفر منارة صحراء شبه الجزيرة العربية الحديثة.
الحادي عشر من نوفمبر الجاري،ستشرق شمس الثقافة والتاريخ في أرض عطشة لنهل المزيد من حضارات المعمورة والانفتاح عليها، بما يؤسّس لبناء جيل مثقف يصل بالإمارات إلى ما خطط له ورسمه شيوخها منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه.
بعد هذه القراءة السريعة لأهمية الإنسان في دولة الحق والعدالة الإمارات العربية المتحدة، يمكننا الإجابة على سؤالنا في البداية عن غاية افتتاح المتحف، بأنّ البشر أقرب للسلام والتسامح ونبذ الكراهية وإنْ تعددت ثقافاتهم وسلوكايتهم، لذلك لاضير بتذكير قاطني هذا الكون بتاريخهم والمشتركات فيما بينهم وتعريفهم بأنّ ما يجمع أكبر بكثير مما يفرّق. خصوصاً وأن ثمة أطرافاً باتت تغذي التطرف في منطقتنا تجاه الغرب، وهذا ما يفسّر عدم الاندماج الكامل لبعض المهاجرين إلى الدول الأوروبية وبقائهم متزمتين بآراء مؤذية لمن يعيشون بجوارهم في أغلب الأحيان. في المقابل هناك أصوات من جمعيات ومنظمات غربية في عدة دول تنادي بالعنصرية تجاه أبناء الشرق، والمطالبة بمنع دخولهم إلى بلدانهم.
لذلك تأتي مثل هكذا مشاريع ثقافية كبيرة (افتتاح اللوفر في أبوظبي) لتكون جسراً تعبر من خلاله جميع الحضارات لتزور بعضها البعض وتتصافح؛ ما ينتج عنه بالضرورة مجتمع يتقبل الآخر عنوانه التسامح والمحبة
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة