قضية سرقة اللوفر تتعقد.. ومحامية المتهم تكشف تفاصيل حالته النفسية
كشفت محامية أحد المشتبه بهم في سرقة مجوهرات التاج الفرنسي من متحف اللوفر أن موكلها يعيش حالة انهيار نفسي شديد منذ احتجازه السبت الماضي.
أعلنت محامية أحد الرجال الموقوفين في قضية السطو على متحف اللوفر، يوم الأربعاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أن موكلها "يشعر بضغط نفسي شديد، وهو منهار تمامًا"، مؤكدة أن القضية "صعبة على الجميع" في ظل ما وصفته بـ"التغطية الإعلامية المكثفة" التي تجعل "الحق في محاكمة عادلة أكثر تعقيدًا"، وفق ما نقلته إذاعة "فرانس بلو" وقناة "TF1" الفرنسيتان.
وأضافت المحامية بورومي أن القضية معقدة بسبب حجم الاهتمام الإعلامي الكبير الذي يحيط بها، ما يؤثر على مجريات التحقيق، ويزيد من صعوبة ضمان العدالة للمتهمين، على حد قولها.
تفاصيل عملية السرقة

وقعت عملية السطو غير المسبوقة في صباح يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025، حين تمكن أربعة لصوص من الاستيلاء على ثماني قطع من مجوهرات التاج الفرنسي في غضون دقائق معدودة.
حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحًا، أوقف أفراد العصابة شاحنة مزودة برافعة أسفل المتحف على رصيف فرانسوا-ميتران، ثم صعد اثنان منهم مستخدمين سلة الرافعة إلى قاعة أبولون داخل المتحف، حيث كانت الجواهر معروضة. وبعد كسر نافذة والواجهات الزجاجية التي تحتوي المجوهرات باستخدام آلات قطع كهربائية، استولوا على القطع وفرّوا بدراجتين ناريتين كان يقودهما شريكان آخران.
واستغرقت العملية بأكملها ما بين سبع وثماني دقائق فقط.
حملة تحقيقات واسعة وملاحقات أمنية
منذ تنفيذ السرقة، تواصل السلطات الفرنسية ملاحقة المتورطين في العملية، فيما لا يزال اثنان من اللصوص الأربعة في حالة فرار. أما الاثنان الآخران فهما قيد الحراسة النظرية منذ السبت 25 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أحدهما أُلقي القبض عليه في مطار رواسي أثناء محاولته الصعود إلى طائرة متجهة إلى الجزائر.
والمشتبه بهما، البالغان من العمر نحو ثلاثين عامًا، ينحدران من محافظة سين سان دوني، وهما معروفان لدى أجهزة الشرطة بسوابق تتعلق بالسرقة. وقد وُجّهت إليهما تهم السرقة ضمن عصابة منظمة وتكوين جمعية إجرامية، فيما يمكن تمديد فترة الحراسة النظرية حتى 96 ساعة، بحسب القانون الفرنسي.
تفاصيل المسروقات والتحقيق الجنائي
قدّرت النائبة العامة في باريس، لور بيكو، قيمة المجوهرات المسروقة بنحو 88 مليون يورو، مؤكدة أن العملية وُصفت بـ"الاستثنائية" لما فيها من تخطيط دقيق وسرعة تنفيذ لافتة.
وذكرت بيكو أن فرق التحقيق المكوّنة من فرقة مكافحة السطو والمكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية تعمل بالتنسيق مع نحو مئة محقق لجمع الأدلة وتتبع الجناة.
وقالت النائبة العامة إن أكثر من "150 عينة من الحمض النووي والبصمات والآثار الأخرى" جُمعت من مسرح الجريمة، ما يجعل التحقيق في مرحلة دقيقة. وأشارت إلى أن اللصوص أثناء فرارهم أسقطوا تاج الإمبراطورة أوجيني، الذي تعرّض لأضرار ويحتاج الآن إلى الترميم.
بحث مستمر عن الجواهر المفقودة
حتى اللحظة، لم تُستعد أي من القطع الثمينة المسروقة، فيما تواصل السلطات جهودها الحثيثة لتحديد مكانها. وتُعد هذه السرقة من أبرز عمليات السطو التي شهدتها فرنسا خلال الأعوام الأخيرة، نظرًا لقيمتها التاريخية والمادية العالية، ولارتباطها بمجوهرات التاج الفرنسي المحفوظة في متحف اللوفر.