نساء الروبوتات الفاتنات.. هل دخلنا مرحلة عشق الإنسان للآلة؟ (خاص)
نمت استخدامات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات الحياتية، وأصبحت ملاذًا لراغبي النجاح السريع، أو الحصول على المعلومات الموثوقة.
لكن مؤخرًا، بدأت استخدامات جديدة في الظهور، ربما لم تكن في الحسبان، وهي تصميم صور ودمى بشرية باستخدام الذكاء الاصطناعي، تحاكي الجسد البشري، تتضمن المعايير المثالية للجمال والتناسق.
مع انتشار هذه الصور أبدى كثيرون إعجابهم بها، وتمنوا لو أن في العالم الحقيقي نساء بهذه المعايير الدقيقة للجمال.
هذه الصور إذا وضعت جنبًا إلى جنب مع بعض الأفلام العالمية التي تنبأت بارتباط الرجال بالروبوتات بدلاً من زوجاتهم، نجد أنفسنا أمام مشكلة حقيقية قد تهدد الاتصال والاجتماع البشري.
فهل هذه المخاوف حقيقية وواقعية؟ أم أنها مبالغ فيها؟.. "العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من الخبراء للحديث عن الأمر.
لن تؤثر في الأسوياء
تقول إسراء رفعت، الباحثة في علم الاجتماعي، إن هذه الأشكال قد تؤثر في بعض البشر، ممن هم انطوائيين من الأساس، أو من الفاشلين في إقامة علاقات مع الطرف الآخر، لكنها لن تؤثر في الأشخاص الأسوياء.
وتضيف رفعت، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الخوف يكمن في وجود محاولات لفرض هذه الأشكال أو تسويقها بين الجماهير، ضمن ثقافة اللاإنجابية التي يتم التسويق لها عالميًا.
وتحذر رفعت من حملات لتغيير فطرة البشر من خلال الدراما والإنترنت والميتافيرس وغيرها، لتسهيل عملية قبول أشكال جديدة حول الصداقة والحب والارتباط.
ليست غريزة فحسب
يرى الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، إنه قد يكون من الصعب الاستغناء عن النساء والدخول في علاقات حب وارتباط مع إناث من الآلات لاعتبارات تتعلق بالغريزة الطبيعية لدى الإنسان.
ويوضح الباسوسي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الرجل البشري ينجذب إلى الأنثى البشرية بسبب فوران هرموني التوتستيتيرون عند الذكور، وفي المقابل هرمون الاستروجين عند النساء.
ويضيف الباسوسي أن هذه الجاذبية هي التي تخلق عوالم الحب والرغبة وتنسج أساطير العلاقة بين الجنسين.
ويقول الباسوسي: "في الغرب واليابان نجحوا في محاكاة دمى لأنثى وذكر على سبيل تعويض الذكر الغائب أو الأنثى، لكن ظل الأمر محدودا للغاية، وترقد هذه الدمى في متاجر الألعاب الجنسية من دون بيع أو شراء".
ويضيف الباسوسي: "المسألة ليست غريزة فحسب بل تاريخ من العلاقة البشرية الطبيعية بين الذكر والأنثى استحوذ على كيان الطرفين واستوطن في كافة أرجاء خلاياهم العصبية بحيث يكمل كل منهم الآخر، ومن المستحيل استغناء أحدهما عن الآخر مهما تطورت التكنولوجيا، فالقصد من وجود الذكر والأنثى استمرار وجود الكون وإعماره، وتلك حكمة الله على الأرض".
الانهيار النفسي الكامل
من جانبه يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الإنسان المعاصر يُسحب تدريجيًا لهذا الاتجاه، والدليل على ذلك إقبال البعض على العرائس الجنسية التي تم طرحها منذ عدة سنوات.
ويضيف فرويز، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هناك من الناس من يتعلق بصورة على الإنترنت ويتفاعل معها، وفي النهاية يكتشف أنها صورة أنثوية مصطنعة بتطبيق ما لصديقه أو غيره.
ويؤكد فرويز أنه مع الوقت سيتعلق البعض بصور الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وسيدخل البعض في علاقات كاملة في العالم الافتراضي، حتى يسيطر الكمبيوتر والإنترنت على الحياة بشكل كامل.
ويضيف فرويز أنه بمجرد أن يدخل الإنسان للعالم الافتراضي ويربط حياته الجنسية والاجتماعية والثقافية بالإنترنت، يصعب عرضة لانهيارات نفسية خطيرة إذا ما اختفى عالم الإنترنت فجأة، نتيجة اختفاء الحياة الافتراضية التي أدمنها وارتبط بها.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز