"اللوزة" سر عشقك للوجبات السريعة.. ما القصة؟
وجد باحثون بقيادة بو لي، من مختبر "كولد سبرينج هاربور"، أن منطقة من الدماغ تسمى "اللوزة"، قد تكون مسؤولة عن الإفراط في تناول الطعام، إلى جانب ما هو معروف عن مسؤوليتها عن المشاعر القوية مثل الخوف.
وخلال دراسة نُشِرت، الخميس، في دورية "نيتشر نيورساينس"، توصل الباحثون إلى مسؤولية مجموعة من الخلايا العصبية في اللوزة المخية تدفع الفئران لتناول الأطعمة الدهنية أو السكرية، حتى عندما لا تكون جائعة، ويمكن أن تؤدي الأدوية التي تستهدف هذه الخلايا العصبية إلى علاجات جديدة للسمنة بأقل آثار جانبية.
ومثل معظم الناس، تميل الفئران أيضاً إلى العثور على الأطعمة الغنية بالدهون والسكر، وقد تنغمس في هذه الأشياء من أجل المتعة، وليس من أجل البقاء، وتثير الخلايا العصبية التي درسها لي وزملاؤه هذا السلوك المسمى "الأكل اللذيذ".
ويقول لي في تقرير نشره، الخميس، الموقع الإلكتروني للمختبر: "حتى لو كان من المفترض أن يتوقف الحيوان عن الأكل لأنه ممتلئ بالفعل، إذا كانت تلك الخلايا العصبية لا تزال نشطة، فلا يزال بإمكانها دفع تلك الحيوانات لتناول المزيد".
ويضيف أنه "لا أحد تقريباً ينجح في إدارة الوزن على المدى الطويل عند علاج السمنة، وغالباً ما تعكس عمليات التمثيل الغذائي في الجسم أي تقدم يتم إحرازه، ويمكن أن تساعد العلاجات في زيادة احتمالات النجاح، ولكن العديد من الأدوية لها آثار جانبية غير مرغوب فيها".
ويتابع لي: "الأدوية المتوفرة حالياً للمساعدة في إدارة الوزن يمكن أن تسبب آثاراً جانبية كبيرة، لذلك، هناك حاجة إلى نهج أكثر استهدافاً، وتحديد دوائر الدماغ التي تتحكم في الأكل مهم لتطوير خيارات علاج أفضل للأشخاص الذين يعانون من أجل السيطرة على وزنهم".
وعندما أغلق الفريق الخلايا العصبية المحددة، لم تنجذب الفئران إلى الأطعمة الدهنية والسكرية التي كانت تغريها من قبل.
ويقول لي: "لقد أكلت الفئران بسعادة وبقيت بصحة جيدة، ولم تتوقف عن اكتساب الوزن فحسب، بل بدت أيضاً أنها تتمتع بصحة أفضل بشكل عام، حيث يؤدي إيقاف تشغيل هذه الخلايا العصبية إلى تقليل الإفراط في تناول الطعام والحماية من السمنة، كما أنه عزز النشاط البدني للحيوانات، ما أدى إلى فقدان الوزن وتحسين صحة التمثيل الغذائي".
ويستكشف لي وفريقه طرقًا للتلاعب بالخلايا العصبية التي تؤدي إلى الأكل اللذيذ، والخطوة التالية، كما يقول، هي تحديد كيفية استجابة هذه الخلايا العصبية لأنواع مختلفة من الطعام ومعرفة ما يجعلها حساسة للغاية، ويأمل أن يؤدي هذا التعاون إلى استراتيجيات جديدة لعلاجات فعالة لمكافحة السمنة.