آخرها السرطان.. دليل شامل لمخاطر الوجبات السريعة
يؤدي اتباع الأنظمة الغذائية السريعة المعالجة إلى مخاطر من بينها السمنة، وهو أمر معروف طبياً وعلمياً منذ وقت طويل.
الجديد أن أبحاثاً طبيّة أفادت بأن ارتفاع استهلاك الأطعمة السريعة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف، بالإضافة إلى سرطان القولون.
وشارك في الدراسة الأمريكية، التي نشرتها مجلة Nature Reviews Clinical Oncology، خمسة آلاف من المختصين الصحيين.
ولاحظت الدراسة أن الأشخاص الذين ولدوا بعد عام 1990 هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان قبل بلوغهم الخمسين مقارنة بالأشخاص الذين ولدوا قبل عام 1970.
واشتبهت الدراسة في أن الوجبات السريعة قد تكون عاملاً مساهماً في هذا التطوّر.
أنواع الطعام
يعد NOVA نظام تصنيف للأغذية مُستخدم على نطاق واسع وهو يقسِّم الأطعمة إلى أربع فئات بناءً على مستوى معالجتها.
المجموعة الأولى هي الأطعمة غير المصنعة أو المعالجة بالحد الأدنى ومن ذلك الفواكه والخضروات واللحوم والبيض والحليب.
تتكون المجموعة الثانية من مكونات الطهي المصنعة مثل السكريات والزيوت والزبدة، أما المجموعة الثالثة فهي الأطعمة المصنعة مثل الخضار والأسماك المعلبة والخبز والمربى.
المجموعة الرابعة عبارة عن أغذية معالجة بدرجة عالية جداً، وهي في الغالب منخفضة البروتين والألياف وتحتوي على نسبة عالية من الملح والسكر والدهون، وقد خضعت لتدخلات صناعية مثل القولبة والطحن.
الدكتورة سارة بيري خبيرة التغذية في مجال صحة القلب والأيض، تقول: "هناك بيانات واضحة جداً تُظهر أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة لديهم مستويات أعلى من اعتلال الصحة، سواء كان ذلك بسبب السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم أو السمنة أو داء السكري من النوع 2".
انتشار الوجبات السريعة
تجد بيري صعوبة في الاعتراف بأنه على الرغم من أن مشكلة الوجبات السريعة قد تكون راسخة علمياً، لكن ليس من السهل التعامل معها على المستوى الفردي.
الوجبات السريعة منتشرة على نطاق واسع لدرجة أن تجريدها تماماً من النظام الغذائي سيكون كابوساً لوجستياً ويستغرق وقتاً طويلاً. علاوة على ذلك، يستمتع الناس بمذاقها الصناعي المحسن.
أحد الأمثلة على كيفية تغلغل الأطعمة السريعة في جميع المجالات هو ظهور المأكولات النباتية، والتي تم إنتاجها بكميات كبيرة وتسويقها بعناية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن الكثير من البدائل النباتية المعبأة بشكل لامع هي في الواقع وجبات سريعة.
تقول بيري: " انظر إلى حليب الشوفان، المستخدم بديلاً عن حليب الأبقار، هيكله الأصلي تم إزالته وهو مليء بالإضافات".
وتقول صوفي ميدلين، أخصائية التغذية ورئيسة فرع لندن لجمعية الحمية البريطانية: "كلما حاولت جعل شيء ما قريباً من شيء آخر، زادت المعالجة التي يجب أن يمر بها".
ضرر المعالجة بالصحة
منذ وقت ليس ببعيد، كان النقد الرئيسي بشأن الوجبات السريعة المعالجة هو أنها تفتقر إلى مادة غذائية، ولمواجهة هذا الغياب، تمت إضافة ما يسمى بالعناصر الغذائية الصحية.
تقول بيري: "عندما تتناول وجبة غنية بالدهون أو عالية الكربوهيدرات، يكون لديك شيء يسمى شحوم الدم بعد الأكل، وهو زيادة في الجليسريدات الثلاثية والدهون المنتشرة في الدم".
وتضيف: "هذا طبيعي، لكن المشكلة إذا كان في المكان الخطأ في الوقت الخطأ وبشكل مفرط. هذا يعرضنا للإصابة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى السرطان".
حمى الوجبات السريعة
يعتقد بعض الباحثين أن الالتهاب يزداد لأن الجسم يستجيب لعناصر الوجبات السريعة المعالجة كما لو كانت مسببة للأمراض، كما هو الحال مع البكتيريا الغازية. هذه الزيادة في الالتهاب في جميع أنحاء الجسم تسمى "حمى الوجبات السريعة".
ومع ذلك، فهي ليست صورة مباشرة لما يمكن تسميته الوجبات السريعة المسببة للأمراض. لم تثبت دراسة سرطان القولون الأمريكية وجود صلة بين زيادة الالتهاب والرجال الذين يستهلكون الأطعمة الأكثر معالجة، لكن الالتهاب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
تقول بيري إن أحد العوامل المعقدة هو أن المكونات في حد ذاتها ليست هي التي تسبب الالتهاب بالضرورة، ولكن الشكل الذي تتخذه المكونات.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg
جزيرة ام اند امز