نهاية رحلة سلسلة الوجبات السريعة في روسيا.. ماكدونالدز إلى مالك جديد
وافقت شركة ماكدونالدز على بيع مطاعمها في روسيا لصاحب رخصة تشغيلها حاليا ألكسندر جوفور، بعد أيام من إعلان الخروج من روسيا.
اسم جديد
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن بيان اليوم الخميس لسلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية أن جوفور سوف يشتري مطاعمها بالكامل في روسيا ويشغلها تحت اسم جديد.
ولم يتم الإعلان عن شروط الصفقة. ويحتاج إتمام الصفقة للوفاء بشروط، من بينها الحصول على موافقات تنظيمية، وتتوقع ماكدونالدز إتمام الصفقة في غضون أسابيع.
انسحاب سريع لماكدونالدز
يشار إلى أن الانسحاب السريع لهذه العلامة التجارية من روسيا يمثل لحظة رمزية، نظرا لأن ماكدونالدز كانت من أوائل العلامات التجارية الغربية التي تفتح أعمال هناك مع قرب انتهاء الحرب الباردة.
وكانت الشركة قد أغلقت مطاعمها في روسيا في مارس/آذار ثم أعلنت بعد ذلك بشهرين أنها سوف تبيعها.
ويبلغ عدد العاملين في ماكدونالدز في روسيا 62 ألف شخص. وقالت الشركة إن جوفور وافق على الاحتفاظ بالعاملين لما لا يقل عن عامين، بالإضافة إلى الحفاظ على الالتزامات الحالية مع الموردين والملاك والمرافق.
وكان جوفور قد حصل على رخصة تشغيل سلسلة ماكدونالدز في روسيا عام 2015، ويشغل 25 مطعما للمجموعة نفسها في سيبيريا.
تكلفة باهظة للرحيل
أسدلت شركة "ماكدونالدز"، الستار على أزمتها في روسيا، فبعد أن اضطرت لإغلاق 850 مطعمًا الشهر الماضي، قررت الانسحاب نهائيا من البلاد.
وأعلنت سلسلة ماكدونالدز الأمريكية للوجبات السريعة التي أغلقت متاجرها في روسيا مطلع مارس/آذار، الإثنين 16 مايو 2022، انسحابها من البلاد وبيع جميع أنشطتها ردا على الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال المدير العام للشركة كريس كيمبينسكي في بيان "نحن ملتزمون تجاه مجتمعنا في العالم ويتعين علينا المحافظة على قيمنا".
وأضاف أن "احترام قيمنا يعني أنه لم يعد بإمكاننا الاحتفاظ بعلامتنا" في روسيا.
ماكدونالدز موجودة في روسيا منذ أكثر من 30 عامًا، وتملك 850 مطعمًا. وافتتح مطعم ساحة بوشكين عام 1990، وكان رمزا لازدهار الرأسمالية الأمريكية في الاتحاد السوفيتي الذي كان يحتضر. وحضر الافتتاح أكثر من خمسة آلاف شخص.
في 8 مارس/آذار، أعلنت الشركة إغلاق جميع مطاعمها بشكل موقت وتعليق جميع أعمالها في البلاد، حاذية حذو الكثير من الشركات المتعددة الجنسيات التي قررت النأي بنفسها عن موسكو.
وقال العملاق الأمريكي للوجبات السريعة إن "الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب في أوكرانيا والبيئة الاقتصادية غير المتوقعة التي نتجت عنها دفعت ماكدونالدز للاعتقاد بأن استمرار أنشطتنا في روسيا لم يعد ممكناً ولا يتوافق مع قيمنا".
اعتبرت المجموعة أنها ستسجل أعباء غير قابلة للتحصيل تتراوح بين 1.2 مليار و1.4 مليار دولار بسبب انسحابها من البلاد.
وتشكل روسيا حيث تدير ماكدونالدز مباشرة 80 % من المطاعم التي تحمل اسمها، 9 % من إيرادات المجموعة الأمريكية و3 % من أرباحها التشغيلية.
وقال مسؤولون تنفيذيون في الشركة إنه منذ أن أغلقت ماكدونالدز مطاعمها في روسيا، تخسر ما يقرب من 55 مليون دولار شهريا في صورة رواتب للموظفين ومدفوعات لأصحاب الملكيات والموردين لمطاعمها في أوكرانيا وروسيا.
وتوالت انسحابات الشركات الدولية الشهيرة من السوق الروسية إثر الحرب على أوكرانيا، بينما تبدو الخسائر ضخمة على كل الأطراف.
والانسحابات تنوعت ما بين خروج كامل بلا عودة، او سحب استثمارات أو تعليق العمل جزئيا ريثما تضح مآلات الحرب الروسية الأمريكية.
وتضم قائمة الانسحابات شركات "هينكن للمشروبات"، و"لوفتهانزا لصيانة الطائرات"، و"ألستوم" الفرنسية، و "مرسيدس-بنز موبيلتي"، وسلسلة متاجر التجزئة البريطانية "مازر كير".
وتغذي العقوبات الأمريكية الأوروبية، موجة الانسحابات تلك خاصة وأنها تطال القنوات المالية التي تتعامل بها موسكو مع العالم، وهو ما يعني تعطيلا عمليا لأنشطة تلك الشركات.
كما مارست عدة جهات، من بينها صندوق معاشات التقاعد في ولاية نيويورك، ضغوطا على شركات عالمية كبرى، من بينها ماكدونالدز وبيبسيكو، من أجل وقف عملياتها في روسيا.