الفائدة المنخفضة تدفع الدولار للقمة.. "باول" أشعل الفتيل
ارتفع الدولار لأعلى مستوى بعدة أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية، الجمعة، ويبدو أنه المستفيد الوحيد من تصريحات البنك المركزي الأمريكي.
يأتي ارتفاع الدولار، بعدما لم يبد جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قلقا إزاء موجة بيع شهدتها سندات في الآونة الأخيرة وتمسك بموقفه في الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة لمدة طويلة.
وقال باول في منتدى لصحيفة وول ستريت جورنال أمس الخميس، إن موجة بيع لسندات الخزانة لا تخل بالنظام وليس من المرجح أن تدفع أسعار الفائدة طويلة الأمد لمستويات شديدة الارتفاع للدرجة التي تدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي للتدخل بشكل أكثر قوة. وأعادت تصريحاته إشعال فتيل موجة البيع في سندات الخزانة.
كما كرر أنه ملتزم بالحفاظ على سياسة نقدية بالغة التيسير لحين قطع الاقتصاد "لشوط طويل جدا على طريق التعافي".
وقال نيل جونز رئيس مبيعات الصرف الأجنبي لدى بنك ميزوهو "ارتفع الدولار بقوة بعد تصريحات باول إذ أرى أن الكثيرين في السوق كانوا يتطلعون لتصريحات أقوى من المركزي الأمريكي تكبح المزيد من الارتفاعات في العائدات... لم تصدر تلك التصريحات والدولار يصعد بوجه عام بفعل توقعات بارتفاعات أخرى في العوائد الأمريكية".
وتراجع اليورو 0.4% لأقل مستوى في 3 أشهر مسجلا 1.19255 دولار بعد هبوطه 0.7% أثناء الليل، وبلغ الدولار أعلى مستوى في 8 أشهر أمام الين مسجلا 108.45، مرتفعا 0.5% أمام العملة اليابانية.
وأحجم وزير المالية الياباني تارو آسو عن التعليق على تراجع قيمة الين لدى سؤاله عن أثره المحتمل على الاقتصاد في بلاده.
وبلغ مؤشر الدولار أعلى مستوى في 3أشهر واستقر في أحدث تعاملات عند 91.960 في المعاملات المبكرة في لندن بعد أن ربح 0.7% أمس الخميس.
أما العملات العالية المخاطر، ومنها الدولار الأسترالي ونظيره النيوزيلندي، فقد تراجعت مقتفية أثر الأسهم مع تحول معنويات المستثمرين مرة أخرى إلى التشاؤم.
وهبط الدولار الأسترالي 0.6% إلى أدنى مستوى في 3 أسابيع عند 0.7673 دولار أمريكي مواصلا خسائر تكبدها أمس الخميس بلغت 0.7%. وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.6% إلى 0.7140 دولار أمريكي.
وفي سوق العملات المشفرة، تراجعت بيتكوين 3.7% إلى 46571 دولارا. وانخفض الإيثر 5.52% إلى 1453.29 دولار.
وكان بنك الاستثمار بنك أوف أمريكا، الذي يحلل التدفقات استنادا إلى بيانات إي.بي.إف.آر، قال اليوم الجمعة، إن المستثمرين ضخوا مليارات الدولارات في الأسهم شديدة الارتفاع حتى في الوقت الذي أدى فيه اضطراب سوق السندات لخسائر حادة بوول ستريت .
وسجلت صناديق الأسهم تدفقات داخلة بقيمة 22.2 مليار دولار، بقيادة 2.3 مليار دولار إلى التكنولوجيا وملياري دولار إلى أسهم الشركات المالية في الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء.
وارتفعت عوائد الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، والتي تحوم بالقرب من 1.6%، قرابة 45 نقطة أساس في الشهر الماضي، مما أطلق موجة بيع في الأسهم التي خسرت أربعة تريليونات دولار من القيمة السوقية منذ ذروة سجلتها في منتصف فبراير/شباط.
وما زال هبوط سوق السندات يحفز تعديلا كبيرا في المراكز بين المستثمرين، مع استثمار 62.6% من عملاء بنك أوف أمريكا في الأسهم وهو مستوى قياسي.