موالون ومناوئون.. «فيلق أفريقيا» يقسم عسكر النيجر
خلافات تتفاقم داخل المجلس العسكري الحاكم في النيجر بسبب احتمال انتشار مقاتلين روس، في صدع ينذر بالتصاعد ببلد تكبله الاضطرابات.
ويفجر وصول مقاتلين روس جدد إلى الساحل الأفريقي جدلا محتدما، في وقت طردت فيه دول بالمنطقة فرنسا وسط تنامي المشاعر المناهضة للوجود الغربي بشكل عام.
وفي 24 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن "الفيلق الأفريقي" الذي يحل محل مجموعة فاغنر، عبر تطبيق تليغرام، نشر فرقة قوامها حوالي مائة رجل في بوركينا فاسو.
وفي اليوم نفسه، نشرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية مقالا يشير إلى أنه سيتم تعزيز هذا "الفيلق الأفريقي" بـ200 رجل، وأنه بحلول الصيف سيكون قادرا على العمل في خمس دول، وهي جمهورية أفريقيا الوسطى، وليبيا، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر.
و"فيلق أفريقيا" تشكيل عسكري روسي تم الكشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة "فاغنر" الخاصة، ويعتقد محللون أن هذا البرنامج يختزل مساعي روسيا لتوسيع نفوذها العسكري بالقارة السمراء، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني بمواجهة الغرب.
انقسام
يبدو أن احتمال نشر جنود روس بالنيجر لا يحظى بإجماع في نيامي.
فخلال اجتماع عقد بمقر الجيش النيجري بالعاصمة في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، ناقش القادة الرئيسيون للمجلس العسكري احتمال وصول الجنود الروس.
وبحسب تقارير إعلامية، نقلا عن مصادر مطلعة، فقد كانت النقاشات ساخنة بين الموالين لروسيا من ناحية، وهما الجنرال عبدالرحمان تياني رئيس المجلس العسكري، وساليفو مودي وزير الدفاع، ومن ناحية أخرى موسى برمو، رئيس أركان القوات المسلحة.
ويقال إن موسى برمو، ضابط تدرب في الولايات المتحدة ويوصف بأنه رجل واشنطن، عارض بعنف الخيار الروسي.
وحتى وقت قريب، كانت الانقسامات محصورة في كواليس المجلس العسكري، لكن بعد الاجتماع سرت للعلن، في تطورات تنذر بأكثر من سيناريو، وفق مراقبين.