لبنى ولمياء.. حكاية معلمتين مصريتين تبيعان الكبدة
وراء عربة صغيرة متنقلة في أحياء القاهرة تقف المعلمتان "لبنى ولمياء" لإعداد وجبات طعام سريعة للمارة.
لا وقت للراحة هو شعار "لبنى ولمياء"، الاولى معلمة بمدرسة ثانوية، والثانية معلمة بإحدى المدارس الدولية صباحاً، وفي الليل فإن موقد الطعام هو عشقهما.
وبين ضواحي العاصمة المصرية القاهرة، تشعل الفتاتان موقدهما لطهي الطعام وبيعه للزبائن المتلهفين للمأكولات الشهية، بعد انتهاء اليوم الدراسي.
لجوء الشقراوتين إلى مهنة الطهي عقب الانتهاء من اليوم الدراسي، يرجع في المقام الأول لحبهما وشغفهما الكبير بهذه المهنة.
قرار النزول إلى الشارع وممارسة المهنة على الأرض لم يكن سهلاً، فهو محفوف بمخاطر التنمر من جهة والفشل من جهة أخرى، بيد أن الشقراوتين لا تعرفان اليأس.
الأهل في المنزل كالمعتاد غلبهم الخوف من نزول الفتاتين إلا أن إصرارهما جعلهم يوافقون على السماح لهما بخوض التجربة.
ولأنهما لا تملكان مصروفات عمل مطعم مخصص أو شراء سيارة مخصصة للطهي، قررت الفتاتان إيجار عربات الطهي في أكثر من منطقة شعبية، حيث يكثر الزبائن، وحركة البيع في تلك الأماكن أكثر حيوية من غيرها من الأماكن التي يكون لها طابع خاص، ولهذا فإن حرصهما على التمركز في الأحياء ذات الكثافة السكانية الأكبر كان اختياراً اقتصادياً من قبلهما قبل الإقدام على العمل، على حد تعبيرهما.
تتلزم لبنى ولمياء، بمعايير السلامة الغذائية، فتحرصان على ارتداء الجوارب الواقية، فضلاً على الحرص على نظافة المكان أولاً بأول كي يطمأن لهما الزبائن.
رحلة الشتاء لاختيار أماكن العمل والوجبات تختلف عن رحلة الصيف، ذلك بأن عملهما كمعلمتين يجعلهما خلال فصل الشتاء يبدأن عملها في الطهي في ساعة متأخرة على أن ينتهي في العاشرة مساء للاستيقاظ في اليوم التالي للمدارس.
أما في فصل الصيف مع بدء الإجازة الدراسة، فإنهما تحرصان على النزول إلى الشارع منذ السابعة صباحاً لإعداد المأكولات وتقديمها لزبائنهما.
لا يقتصر عمل لبنى ولمياء على طهي أكلة واحدة أو الوجود في مكان واحد، وبحسب تصريحات لهما في وسائل إعلام مصرية، يتنوع الأكل الذي تقدمانه للزبائن بحسب وجودهما أو موعد تقديمه، فأحيانا تقدمان وجبات الفول الشهية في الصباح الباكر، أو المأكولات الشعبية المصرية المعروفة كالكبدة والسجق والمكرونة في وجبة الغداء والحواوشي، أو إعداد الحلويات في وبيعها في مساء اليوم.
بين التنمر والتشجيع، تقف الفتاتان في حيرة، إذ أن كثير من أفراد المجتمع يتقبلهما بصدر رحب، حتى تلاميذهما في المدراس. غير أن ألسنة التنمر قد تطالهما في بعض الأحيان، إلا أنهما لا تنشغلان بمثل تلك الأحاديث وتركزان في عملهما فقط.
الفتاتان الجميلتان لا تفكران حتى الآن في فتى الأحلام، ما يشغلهما فقط هو تحقيق الذات في العمل، وتحقيق الحلم المنشود بافتتاح مطعم للمأكولات الشعبية.