إيميل لـ«العين الرياضية»: توقيت مونديال الأندية سيئ.. وميسي والوداد مهمتهما صعبة

يملك المدرب البلجيكي لوك إيميل معرفة كبيرة بكرة القدم العربية والأفريقية، حيث حقق نجاحات عديدة جعلته مطلوباً في "القارة السمراء" بشكل خاص.
وسبق لإيميل أن درب عدة فرق عربية منها شبيبة القيروان والملعب التونسيين، بجانب المريخ السوداني ومولودية وهران الجزائري والنصر العماني وطلائع الجيش المصري وأيضاً الاتحاد المصراتي الليبي.
وفي آخر مغامرة له، قاد إيميل نادي سانت إيلوا لوبوبو لتصدر المرحلة الأولى من دوري الكونغو الديمقراطية على حساب نادي مازيمبي.
وفي بداياته، اشتغل المدرب صاحب الـ65 عاماً في مراكز تطوير المواهب الشابة في بلجيكا، حيث أسهم في تكوين عدة نجوم من الجيل الذهبي على غرار رميلو لوكاكو وإيدين هازارد وكريستيان بنتيكي.
كما أشرف إيميل على تدريب عدة فرق بلجيكية من بينها روايل راسينغ كلوب هاموار وأرلون وسارتواز.
وقبل ضربة انطلاق كأس العالم للأندية، التقت "العين الرياضية" مع المدرب البلجيكي لوك إيميل الذي أبدى موقفه بخصوص قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم برفع عدد الفرق المشاركة في البطولة إلى 32 فريقاً، بجانب تقييمه لحظوظ ممثلي كرة القدم العربية في المسابقة.
وفي سياق متصل، كشف إيميل عن الأسباب التي جعلت الأندية الأوروبية تسيطر على المسابقة منذ ظهورها ، كما اعتبر النسخة الحالية من كأس العالم للأندية مفتوحة على كل الاحتمالات لعدة اعتبارات وصفها بالمنطقية والموضوعية.
توقيت البطولة سيئ للغاية
اعتبر المدرب البلجيكي قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بتنظيم كأس العالم للأندية في فترة نهاية موسم بـ"غير المدروس".
وقال في هذا الصدد: "أعتقد أن توقيت البطولة سيئ للغاية، ولا يأخذ بعين الاعتبار حالة الإرهاق التي يعاني منها معظم اللاعبين في جميع القارات بعد خوضهم لموسم صعب للغاية".
وتابع: "من حق الاتحاد الدولي لكرة القدم تنظيم مسابقات جديدة والبحث عن تحقيق أرباح مالية إضافية، غير أنه مطالب أيضاً بالحفاظ على صحة اللاعبين الذين استنزفوا بشكل كبير خلال الموسم الأخير".
وواصل: "أعتقد أن البطولة ستكون لها انعكاسات سلبية على الجاهزية البدنية لعدة لاعبين، الذين سيخوضون عدة منافسات خلال الموسم المقبل على غرار كأس أمم أفريقيا وكأس العالم".
وأتم حديثه في هذه الجزئية: "في كل الحالات، المستقبل القريب سيكشف لنا الاستفادة الفنية من هذه البطولة ومدى مساهمتها في تطوير أداء بعض الفرق العربية والأفريقية والآسيوية التي ستواجه منافسين من أصحاب المستويات العالمية".
حظوظ موجودة.. ولكن
وفي إجابة عن سؤال وجه له بخصوص حظوظ الفرق العربية في النسخة المستحدثة من كأس العالم للأندية، قال إيميل: "معظم ممثلي كرة القدم العربية بإمكانهم خلق المفاجأة في البطولة ولما لا الترشح لأدوار متقدمة، ولو أن مهمة الوداد ستكون صعبة للغاية خاصة وأنه عاش موسماً صعباً فشل خلاله في تحقيق جميع أهدافه".
وتابع: "أعتقد أن مفتاح التأهل لدور الـ16 للفرق العربية يرتبط بقدرتها على تحقيق نتائج إيجابية في الجولة الأولى من دور المجموعات".
وواصل: "مهمة الفرق العربية لن تكون سهلة بالتأكيد، خاصة وأنه ستواجه فرق الصف الأول في أوروبا وفي أمريكا الجنوبية".
وأردف: "بإمكان الفرق العربية استغلال حالة الاسترخاء والإرهاق البدني الذي تعاني منه بعض الفرق الأوروبية بشكل خاص من أجل تحقيق المفاجأة".
سر السيطرة الأوروبية
وفي معرض إجابته عن سؤال وجه له بخصوص سر سيطرة الأندية الأوروبية على بطولة كأس العالم للأندية منذ ظهورها، قال المدرب البلجيكي: "هذه السيطرة منطقية في ظل اختلال موازين القوى وتفوّق فرق القارة العجوز في عدة جوانب".
وأوضح: "أعتقد أن الفجوة بين الفرق الأوروبية وباقي منافسيها في مونديال الأندية، بما في ذلك الأندية العربية والأفريقية، هي تكتيكية بالأساس".
وأكمل: "الجوانب التكتيكية تظل حاسمة في مباريات المستوى العالي، وهو ما تفتقده الفرق الأفريقية والعربية التي لا تتحلي بالالتزام التكتيكي الضروري قي المباريات القوية بشكل خاص".
بطولة مفتوحة على كل الاحتمالات
وفي ذات السياق، رفض المدرب البلجيكي ترشيح أي فريق للفوز ببطولة كأس العالم للأندية معتبراً أن الأمر سابقاً لأوانه.
وفي هذا الصدد، قال إيميل: "لا يمكن الحديث عن مرشح قوي لأن هذه البطولة ستدور في ظروف صعبة للغاية من الناحيتين البدنية والذهنية".
واستطرد: "الفريق الذي سيفوز بالبطولة هو ذلك الذي سينجح في التعافي بدنياً بعد المجهودات الكبيرة التي بذلها طوال موسم 2024-2025، أنا واثق من أن الجانب البدني سيكون حاسماً في تحديد هوية البطل".
وأضاف: "هناك عامل آخر ينبغي أخذه بعين الاعتبار وهو مدى تحلي بعض الفرق الأوروبية بالجدية اللازمة من أجل اللعب على حقيقة إمكاناتها، أعتقد أن البعض منها سيشارك في البطولة لأسباب مالية بالأساس من دون أن يسعى للذهاب بعيداً لأن ذلك قد يعرقل استعداداته للموسم الجديد".
مهمة ميسي شبه مستحيلة
وفي خاتمة حواره، استبعد لوك إيميل نجاح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الجمع بين كأس العالم التي فاز بها مع الأرجنتين وكأس العالم للأندية بصيغتها الجديدة.
يقول إيميل: "صحيح أن إنتر ميامي يضم في صفوفه عدداً كبيراً من النجوم العالمية، غير أن معظمهم متقدمين في السن ولم يعد بإمكانهم اللعب في مستوى عالٍ، وأرى أن ميسي أمامه مهمة صعبة وشبه مستحيلة".
واختتم: "ما لم تحدث مفاجأة مدوية، لا أظن أن إنتر ميامي بإمكانه الذهاب بعيداً في البطولة، وحتى مسألة الترشح إلى ثمن النهائي، تبدو مستبعدة للغاية".