مهندس الإنجاز الأوروبي الوحيد يرسم خطة سان جيرمان للقب «الأبطال»

استدعى اللاعب والمدرب الفرنسي السابق لويس فرنانديز ذكريات قيادته مواطنه باريس سان جيرمان للتتويج بلقبه الأوروبي الوحيد، قبل ساعات من نهائي دوري أبطال أوروبا.
وكان فرنانديز قاد سان جيرمان كمدرب للتتويج بلقبه القاري الوحيد عام 1996، بتحقيق لقب كأس الكؤوس الأوروبية، عن طريق الفوز على رابيد فيينا النمساوي بهدف دون رد، قبل أن يخسر نهائي العام التالي أمام برشلونة الإسباني بالطريقة ذاتها.
ويواجه باريس سان جيرمان نظيره إنتر ميلان الإيطالي (السبت) في نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي يخوضه الفريق العاصمي للمرة الثانية في تاريخه بعد خسارته نهائي نسخة 2020 أمام بايرن ميونخ الألماني 0-1.
رجل الإنجازات يستعيد الذكريات
قبل المواجهة المنتظرة بين سان جيرمان وإنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا، يعود لويس فرنانديز، أحد أعمدة التاريخ الباريسي، ليتحدث من موقع العارف والعاشق، باعتباره مهندس
اللقب الأوروبي الوحيد الموجود في خزائن النادي، حيث تحدث لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن ذكرياته، وطموحات الفريق، وسحر الجيل الحالي الذي يقول عنه ببساطة: "لقد وقعت في حبه".
وفي حديث مؤثر مليء بالشغف والعاطفة، عبّر أسطورة باريس، الذي يعمل حاليًا كمحلل لشبكة بي إن سبورتس، عن فخره وانبهاره بما يقدّمه الجيل الحالي، مشاركا ذكرياته ونظرته الفنية والإنسانية.
وقال فرنانديز: "نحن جميعًا، الذين ارتدوا هذا القميص بفخر، نشعر بسعادة غامرة.. الوصول إلى نهائي دوري الأبطال مجددًا أمر مفرح.. اقتربوا من اللقب قبل 5 سنوات، واليوم لديهم فرصة جديدة".
ومنذ بداياته بالقميص الباريسي، ترك فرنانديز بصمة لا تُنسى في تاريخ النادي، فقد خاض 273 مباراة كلاعب و244 مباراة كمدرب، وكان شاهدًا على أولى صفحات المجد: التتويج بكأس فرنسا عامي 1982 و1983، ثم تحقيق لقب الدوري الفرنسي في 1986.
غير أن الإنجاز الأهم جاء بعد عقد، حين قاد الفريق من على دكة البدلاء للفوز بكأس الكؤوس الأوروبية عام 1996، وهو اللقب القاري الوحيد الذي زُيّن به تاريخ باريس سان جيرمان حتى اليوم.
كيف يتوج سان جيرمان بدوري الأبطال؟
عن رأيه في قدرة الفريق على التتويج بدوري الأبطال، أجاب بحسم: "نعم، هذا الفريق قادر.. هناك مزيج مثالي بين اللاعبين أصحاب الخبرة مثل ماركينيوس وديمبلي، والشباب الموهوب مثل زائير إيمري. ورغم رحيل مبابي، فإن الفريق واصل تقديم أداء مميز، وأظهر وحدة وروحا جماعية كبيرة، وهذا هو المفتاح الحقيقي للفوز".
وعن الفروقات بين جيله والفريق الحالي، قال: "كل زمن وله طابعه.. نحن كنّا مجموعة متواضعة ومتماسكة، أما اليوم فهناك موهبة خارقة ومنظومة احترافية قوية.. ما يعجبني هو جوع هذا الفريق للفوز، ورغبته في كتابة فصل جديد من تاريخ النادي".
وأبدى فرنانديز إعجابه الكبير بالمدرب الحالي، الإسباني لويس إنريكي، مشيرًا إلى قدرته على إعادة التوازن إلى الفريق في ظل ضغوط إعلامية وجماهيرية هائلة، موضحا: "إنريكي يتعامل بذكاء مع النجوم، يضع كل لاعب في مكانه المناسب، وخلق بيئة مستقرة في غرفة الملابس.. يعجبني هدوؤه وتفكيره الواضح".
تتويج لمسار طويل
اعتبر فرنانديز أن تتويج باريس باللقب القاري سيكون بمثابة "ختم ذهبي" على مشروع بدأ قبل أكثر من عقد، حين تولى ناصر الخليفي رئاسة النادي، حيث قال: "الفوز بدوري الأبطال هو تتويج لرحلة طويلة.. سيكون رسالة واضحة إلى أوروبا: باريس لم يعد فقط ناديًا ثريًا، بل أصبح ناديا عظيما".
واختتم فرنانديز حديثه برسالة وجدانية للاعبين، كشف فيها وصفته لتحقيق الفوز: "استمتعوا، قاتلوا، وكونوا على طبيعتكم.. لقد وصلتم إلى هنا لأنكم تستحقون.. العبوا من أجل القميص، من أجل الجماهير، ومن أجل كتابة التاريخ. ومن مكاني هذا، أقولها بكل حب: لقد وقعت في حب هذا الفريق".