لويس فيليبي سكولاري.. بطل دخل تاريخ منتخب البرازيل بالأبيض والأسود
باللونين الأبيض والأسود، دخل المدرب القدير لويس فيليبي سكولاري تاريخ منتخب البرازيل مرتين، حتى قرر الاعتزال في الأرض التي كتبت تاريخه.
وبرسالة مؤثرة، أعلن سكولاري، المدير الفني الحالي لفريق أتلتيكو باراناينسي البرازيلي، اعتزاله مهنة التدريب بشكل نهائي.
صاحب الـ74 عامًا حقق الانتصار في ظهوره الأخير في ختام الدوري البرازيلي على حساب بوتافوجو بثلاثية نظيفة، لينهي فريقه الموسم في المركز السادس.
وقال سكولاري متأثرًا في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة: "إنني أعلن اعتزالي كمدرب، مساعدي باولو تورا سيصبح المدرب الجديد للفريق، وسأكون المدير الرياضي للنادي في الموسم المقبل".
مسيرة متقلبة
كلاعب كرة قدم، لم يحظ سكولاري الذي لعب كقلب دفاع بمسيرة كبيرة، حيث لعب لأندية مغمورة في البرازيل، وترتكز سيرته الذاتية على مسيرته التدريبية الناجحة إجمالًا.
على صعيد الأندية، قاد سكولاري عدة أندية برازيلية وحقق نجاحًا تصاعديًا، حيث بدأ بلقب كأس البرازيل مع نادي كريسيوما في 1991، كما قاد نادي جريميو للقب كأس البرازيل في 1994 وحقق معهم لقب الدوري في 1996، ولم يتكرر الأمر سوى مع نادي بالميراس في 2018.
قاريًا، نجح سكولاري في التتويج بلقب "كوبا ليبرتادوريس" في مناسبتين مع ناديين برازيليين مختلفين، وهما جريميو في 1995، وبالميراس في ولايته الأولى في 1999.
محطات آسيوية
خلال رحلته التدريبية التي بدأت منذ عام 1982، توقف سكولاري عند بعض المحطات الآسيوية.
وحقق سكولاري الدوري الأوزبكي مع بونياديكور في عام 2009، بينما يظل نجاحه الأكبر داخل القارة الصفراء حين قاد جوانزهو إيفرجراند الصيني لفترة ناجحة، وفاز معاهم بلقب الدوري المحلي في 3 سنوات متتالية بين أعوام 2015 و2017، كما قادهم للتتويج بدوري أبطال آسيا في 2015.
نجاحات عربية
في بداياته، توقف سكولاري عند بعض المحطات العربية وحقق نجاحات ملحوظة.
نجاحاته الأبرز عربيًا كانت في دولة الكويت، حيث حقق لقب كأس الأمير مع نادي القادسية في 1989، ثم قاد منتخب الكويت للتتويج بكأس الخليج العربي في عام 1990.
وقاد سكولاري أيضًا نادي الأهلي السعودي في عام 1991، وعاد لتدريب القادسية الكويتي في 1992 ولكن دون تحقيق نجاحات.
صعوبات في أوروبا
إحدى محطات سكولاري التدريبية البارزة كانت قيادته لمنتخب البرتغال ما بين أعوام 2003 و2008.
وكانت فترة سكولاري مع المنتخب البرتغالي من الفترات البارزة فنيًا لجيل ضم لويس فيجو وشهد الصعود الأول دوليًا لقائد المنتخب الحالي كريستيانو رونالدو.
وكان سكولاري قريبًا من قيادة البرتغال للتتويج الأوروبي الأول لها في 2004، ولكن حدثت المفاجأة حين تعرضت "برازيل أوروبا" للخسارة على أرضها أمام اليونان في نهائي استثنائي في لشبونة.
وساهم سكولاري في وصول البرتغال لنصف نهائي كأس العالم 2006 بألمانيا، وكانت آخر محطاته مع البرتغال حين ودعت منافسات يورو 2008 أمام ألمانيا.
ومع بداية موسم 2008-2009، تم إعلان سكولاري مديرًا فنيًا لتشيلسي، ولكنه لم يصمد مع أجواء كرة القدم الإنجليزية وتمت إقالته في فبراير/شباط 2009 دون أن يترك بصمة هناك.
الانجاز الأعظم والهزيمة الأسوأ
يتمثل الإنجاز الأكبر في مسيرة لويس فيليبي سكولاري في التتويج بكأس العالم مع منتخب بلاده في نسخة 2002 التي نظمتها كوريا الجنوبية واليابان.
وقاد سكولاري كتيبة تاريخية تكونت من رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وكافو وروبيرتو كارلوس للفوز باللقب الخامس والأخير حتى الآن في تاريخ البرازيل، بعد أن تفوق "راقصو السامبا" في المباراة النهائية على حساب ألمانيا بهدفين نظيفين.
بعد 12 عامًا، ومع استضافة البرازيل للبطولة، تم استقطاب سكولاري من جديد لقيادة البرازيل أملًا في تحقيق لقب سادس في 2014.
البوادر كانت جيدة حين حققت البرازيل بقيادة نجمها الصاعد نيمار لقب كأس القارات في 2013 بعد اكتساح بطلة العالم آنذاك إسبانيا بثلاثية نظيفة في النهائي.
سارت البرازيل بثبات في مسيرتها نحو تحقيق لقب كأس العالم، ولكن جاء الانكسار الأعظم في نصف النهائي، حين تلقت البرازيل الهزيمة الأكبر في تاريخها المونديالي، وفي قلب ملعبها التاريخي "ماراكانا"، أمام المنتخب الألماني بنتيجة 1-7.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز