ساعات مودريتش الأخيرة في ريال مدريد.. دموع وشكر وممر شرفي (فيديو)

غلبت الدموع على مشاهد وداع الكرواتي لوكا مودريتش لفريقه ريال مدريد الإسباني، الذي دافع عن ألوانه ببسالة بين 2012 و2025.
وخاض اللاعب السابق لتوتنهام هوتسبير الإنجليزي مباراته الأخيرة بقميص ريال مدريد في ملعب سانتياغو برنابيو السبت، في الفوز 2-0 على ريال سوسيداد، في ختام رحلة الميرينغي بالدوري للموسم الحالي 2024-2025.
اللاعب المتوج بـ6 ألقاب لدوري أبطال أوروبا غلبته الدموع أثناء حديثه للجماهير في البرنابيو في يوم احتضنه خلاله الألماني توني كروس شريكه لعشر سنوات في وسط ملعب الريال.
ونشرت قناة ريال مدريد الرسمية فيديو لليوم الأخير لمودريتش في ريال مدريد، وهو السبت، الذي بدأ بمعانقة أبنائه داخل المنزل وهو في حالة نفسية سيئة والدموع تأبى مفارقته قبل أن يقود سيارته نحو مقر التدريبات.
الطريق الذي يحفظه الكرواتي عن ظهر قلب إلى فالديبباس يقول عنه: "أستطيع أن أصل إلى هناك وأنا مغمض العينين، إنها مباراتي الأخيرة في البرنابيو وبالطبع سيكون الأمر صعباً".
وبعدها لم يتمكن الكرواتي من مغالبة دموعه وهو يودع النادي لآخر مرة حين ارتطمت عيناه باسم الميرينغي الموضوع على العشب الأخضر، أثناء اتجاهه نحو الملعب لخوض اللقاء الأخير له على الملعب في 24 مايو/ أيار 2025.
ويقر اللاعب المتوج بالكرة الذهبية 2018 بأن: "الطريق للملعب وغرفة خلع الملابس كان صعباً للغاية علي".
على الجانب الآخر، فإن لوكاس فاسكيز الذي لعب أيضاً آخر مبارياته في البرنابيو بقميص الريال ضد سوسيداد بعد رحلة ليست قصيرة، ضحك حين رأى دموع الكرواتي ثم احتضنه وضمه إلى صدره.
وفي جنبات ملعب البرنابيو عانق مودريتش خزانة ملابسه الخاصة لآخر مرة.. كان وحيداً يتحدى شعوراً بالوحدة بالصمت الذي يغطي على أفكاره.
داخل غرفة خلع الملابس عانق مودريتش نجوم الريال لآخر مرة، بداية من الفرنسي كيليان مبابي إلى الإنجليزي جود بيلينغهام وصولاً للمدرب الذي كان يلعب مباراته الأخيرة أيضاً كارلو أنشيلوتي، ليجد أمامه صورة كبيرة في المدرجات رسمتها له الجماهير ووصفته فيها بالأسطورة.
وقبل 3 دقائق من نهاية المباراة غادر الكرواتي الملعب وسط دموع حارة من جماهير ريال مدريد التي رفعت قمصانها رجالاً ونساء وهي تصفق وتبكي، من كبيرها إلى صغيرها، بينما أقام لاعبو سوسيداد والريال ممراً شرفياً.. أما أنشيلوتي فلم تتوقف دموعه، والأمر نفسه لأبناء عائلة الكرواتي.
وارتفعت صورة "شكراً" بينما ظهر فجأة الفتى الألماني توني كروس ليحتضن مودريتش بشدة قبل أن يتجه نحو أطفاله الثلاثة وزوجته التي فوجئت ببصمه قبلة مفاجئة على شفتيها، وفي المقصورة كان فلورنتينو بيريز ينجح في التغلب على الدموع بوجه عابس، مثلما نجح الريال في الإجهاز على خصومه عبر السنين بفضل تعاقداته وقراراته.
ووجه الكرواتي الشكر إلى النادي ورئيسه وجماهيره وزملائه ومدربيه على سنوات المجد التي حقق فيها كل الألقاب الممكنة، ليس مرة واحدة بل مرات ومرات، ولم ينس الكرواتي عائلته: "بدونهم لم يكن هذا ممكنا".
ورغم جميع الألقاب والجوائز الفردية والجماعية التي جمعها مودريتش في سنوات مدريد فإنه أكد في تلك اللحظة أن: "مودتكم وحبكم الذي قدمتموه لي هو الأغلى".
وحملت أسقف ملعب سانتياغو برنابيو الذي تم توسيعه خلال سنوات الكرواتي الأخيرة عبارة شكراً لوكا مرتين، واحدة بلغته الأم الكرواتية وأخرى بالإسبانية.
"تحيا مدريد ولا شيء غيرها"، هكذا أنهى مودريتش حديثه المتأجج بالدموع والذي لم يقدر داني كارفاخال الذي بات الأقدم برحيله إلا على البكاء أمامه.
وانحنى مودريتش شكراً وتقديراً للجماهير التي ملأت الملعب لتوديعه قبل أن يرفعه زملاؤه في ريال مدريد إلى السماء ثم يلتقط صوراً مع 28 لقباً حققها في البرنابيو وهو يودع أجمل أيام حياته.