من تصنيف النجوم إلى أبهة القصور.. بلجيكا تقتحم عالم الفنادق الفاخرة جدا

لم يعد الحصول على خمس نجوم كاف في عالم الضيافة الفاخرة، إذ أضحى هناك لقب واحد يحدد القمة وهو : "القصر".
وفي باريس، فإن تسمية (Palace) او قصر محجوزة لعدد محدود من الفنادق الأسطورية، حيث ترتفع الأسعار إلى مستويات مذهلة وتُقدَّم خدمات استثنائية.
واليوم، يسعى فندق كورينثيا غراند أوتيل أستوريا في بروكسل إلى أن يصبح أول من ينال هذا اللقب في بلجيكا، في محاولة لتحويل العاصمة إلى وجهة سياحية راقية تضاهي باريس ولندن وميلانو، وفقاً لمحطة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية.
فرنسا.. 31 قصرت فاخرا وسمعة عالمية
من كريون إلى بلازا أتينيه، شيدت فرنسا هالة خاصة حول تسمية "قصر"، التي لا يحصل عليها سوى عدد محدود من الفنادق، بفضل معايير صارمة: موقع استثنائي، تصميم معماري فريد، تاريخ غني، مطاعم رفيعة، خدمات دقيقة، ومنتجعات فاخرة.
ومنذ 2010، منحت وكالة التنمية السياحية الفرنسية "آتوت فرانس" اللقب لـ31 فندقاً فقط، من باريس إلى كورتشوفيل، حيث يصل معدل الموظفين إلى 2.5 لكل غرفة، ما يضمن خدمة شخصية فائقة، لكن بكلفة تشغيلية ضخمة.
بروكسل.. الحلم البلجيكي
من جانبه، قال نيكولا كيبر، المدير العام لفندق كورينثيا غراند أوتيل أستوريا، إن بروكسل تفتقد تماماً لهذا التصنيف، موضحاً أنه بالنسبة إليه، ليس الهدف فقط رفع شأن الفندق الذي افتُتح لأول مرة سنة 1910 بمرسوم ملكي من ليوبولد الثاني، بل جعل العاصمة البلجيكية تتألق كوجهة فاخرة على الخريطة الأوروبية.
الفندق، المصنف أثراً تاريخياً، أُعيد ترميمه بعناية ليجمع بين أناقة حقبة الآرت نوفو وتجهيزات القرن الحادي والعشرين: 126 غرفة و36 جناحاً فاخراً، مطبخان بإشراف شيفين حائزين على نجوم ميشلان، منتجع صحي عالمي يحمل توقيع "Sisley"، ومسبح فريد.
رفاهية تتجاوز الخيال
الفنادق المصنفة "Palace" ليست مجرد عنوان للجمال، بل هي محركات اقتصادية، ففي باريس، سعر الليلة في فندق 5 نجوم يبلغ نحو 700 يورو، بينما في "Palace" قد يتجاوز بسهولة 1,500 يورو للغرفة العادية و20 ألف يورو للجناح الفاخر.
وبالنسبة لبروكسل، فإن دخول فندق من هذه الفئة إلى السوق قد يعيد رسم ملامحها السياحية بالكامل.
بين الطموح والتحدي
يعترف كيبر بأن التحدي ضخم، خاصة مع الافتتاح الجديد، لكن "الحفاظ على اللقب يتطلب أن تبقى في القمة دائماً"، موضحاً أنه إذا تحقق الحلم، فسيكون "أستوريا" أول فندق بلجيكي يكتب صفحة جديدة في تاريخ الضيافة الأوروبية، جامعاً بين التراث العريق والفخامة المعاصرة.
وما بين براعة باريس التي تتصدر السباق بـ31 "قصر فاخر" وطموح بروكسل لكسر القاعدة، تبدو المنافسة في سوق الفندقة الفاخرة الأوروبية مفتوحة على مرحلة جديدة، حيث لا يكفي البريق وحده، بل يلزم أن يتحول الفندق إلى أيقونة تُجسد تجربة استثنائية لا تُنسى.