منصف اليازغي لـ"العين الرياضية": المغرب فاز باستضافة المونديال بخطة مدروسة
فتح المغرب آفاقا جديدة للعرب على المستوى الرياضي، بعدما فاز بحق استضافة كأس العالم 2030، في ذكرى الاحتفال بمرور 100 عام على انطلاق المونديال.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أعلن في شهر مارس/ آذار الماضي عن تقدم المغرب بملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال من أجل استضافة كأس العالم 2030، قبل أن يعود ليزف البشرى لشعب بلاده والشعوب العربية كافة، الأربعاء، بإعلان قبول الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الملف، ومنح الدول الثلاث حق استضافة البطولة.
وسيصبح المغرب وفقا لذلك البلد العربي الثاني الذي يستضيف مباريات في كأس العالم، بعد قطر التي احتضنت بمفردها مونديال 2022 الذي فازت به الأرجنتين للمرة الثالثة في تاريخها.
"العين الرياضية" تواصلت مع الدكتور منصف اليازغي، الباحث المغربي المتخصص في السياسة الرياضية، للحديث حول ملف ترشح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030، والفوائد التي قد تتحقق من تلك الاستضافة، والعوامل التي ساعدته على تحقيق أول خطوة في هذا الحلم.
عوامل تساعد المغرب على استضافة المونديال
كشف منصف اليازغي، في حواره مع "العين الرياضية" عن عدة مؤشرات واعدة ساعدت المغرب على الفوز بحق استضافة كأس العالم 2030، وستساعده أيضا في احتضان البطولة، بعد الإنجاز الخارق الذي حققه منتخب "أسود الأطلس" في النسخة الماضية من المسابقة، بالحصول على المركز الرابع، كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
وقال اليازغي في هذا الصدد: "المغرب أثبت أنه بلد كروي بامتياز، وهو ما تترجمه النتائج التي حققها منتخب الرجال في كأس العالم 2022، ومنتخب السيدات في كأس العالم للسيدات 2023".
وأضاف: "هذا التألق الرياضي كان مهما للغاية باعتباره شكل مفتاح نيل ثقة الفوز بشرف تنظيم مسابقة كبرى بقيمة كأس العالم".
وأردف: "المغرب يملك تقاليد كبيرة في ملف الترشح لاحتضان المسابقة الأبرز في العالم، وكاد يكتب التاريخ منذ نسخة عام 2010، لولا تدخل بعض الأطراف النافذة في الاتحاد الدولي لكرة القدم".
وتابع: "ظهرت عدة مؤشرات واعدة جعلت حظوظ المغرب وافرة للغاية، من بينها النجاحات الرياضية التي حققها في نسخة 1970 وصولا لنسخة 1986، ومن بعدها نسخة 1994، وأخيرا 2022، بجانب الإرادة الملكية والحكومية والشعبية من أجل تحقيق هذا الحلم، فضلا عن المكانة القوية التي يحتلها المغرب في صلب الهياكل القارية والدولية وعلاقاته المميزة مع جميع الأطراف المؤثرة في كرة القدم العالمية".
فوائد استضافة المغرب كأس العالم 2030
من ناحية أخرى، تحدث اليازغي عن الفوائد التي سيجنيها المغرب من تنظيم كأس العالم 2030، حيث قال: "تنظيم البطولة الأبرز في العالم سيشكل فرصة سانحة للمملكة من أجل تدعيم النهضة التي تعيشها على جميع المستويات، وبصفة خاصة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والرياضية".
وواصل: "الاقتصاد المغربي يقوم بشكل رئيسي على قطاع السياحة الذي يستفيد سنويا من توافد عدد قياسي من الزائرين، وعليه فإن تنظيم المونديال من شأنه أن يدعم سمعة المملكة كإحدى أبرز الوجهات السياحية في العالم".
وأكمل: "الرياضة تُعتبر عاملا مهما للغاية من أجل النهوض بقطاع السياحة، ولعل أبرز مثال على ذلك الاستفادة الكبيرة التي حققتها مدينة برشلونة في إسبانيا بعد احتضانها الألعاب الأولمبية عام 1992، حيث تضاعف عدد السياح 3 مرات بعد هذه الدورة".
واستطرد: "احتضان البطولة سيسمح للمغرب بمواصلة تحسين البنية التحتية في جميع المجالات، الأمر الذي سيسهم في مزيد من استقطاب الاستثمارات الخارجية".
وتابع: "الفوائد ستطال الجانب الاجتماعي، حيث ستتوافر فرص عمل جديدة، كما ستتحسن جودة الحياة بحكم المبالغ الكبيرة التي سيتم صرفها من أجل تطوير البنية التحتية".
وأتم: "على الصعيد الرياضي، عمليات تطوير الملاعب والمنشآت الرياضية ستكون لها أيضا انعكاسات إيجابية على كرة القدم المغربية".
ملف جذاب للغاية
من جهة أخرى، اعتبر الأكاديمي المغربي ملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2030 جذابا للغاية، موضحا: "من حسن حظ المغرب أنه يتواجد في موقع استراتيجي، بحكم قربه الكبير من قارة أوروبا، بجانب انتمائه لقارة أفريقيا وللعالم العربي".
وتابع: "سهولة السفر للمغرب من جميع أرجاء العالم، وبصفة خاصة من أوروبا، جعلت ملف المغرب جذابا للغاية بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم".
وأضاف: "هذا الأمر سيساعد على الحضور الجماهيري الكبير خلال نهائيات كأس العالم 2030، وهو ما سيسمح بتحقيق عائدات مالية كبيرة للغاية".
وواصل: "المدن التي تم ترشيحها لاحتضان كأس العالم 2030 تمتاز بالتنوع المناخي والحضاري والثقافي، وهو الأمر الذي يشكل إضافة قوية لملف المغرب".
وأكمل: "الشعب المغربي منفتح بشكل كبير على الأجانب، مما سيسهم في تسهيل مهمة الجماهير التي ستحضر المسابقة من كل أرجاء العالم".
واستطرد: "المغرب يملك بنية تحتية مميزة بعد تطويرها لتصبح مطابقة للمواصفات التي يفرضها الهيكل المشرف على الكرة العالمية".
وأتم: "كل المؤشرات كانت تؤكد أن الملف المغربي جذاب للغاية، وبالتالي فإنني كنت أعتبر فوزه بشرف تنظيم مسابقة كأس العالم مسألة وقت فقط، وهو ما تحقق في النهاية".
مخطط تنموي شامل
وبخصوص المشاريع الكبرى التي تخطط المملكة المغربية لإنشائها حال نجاحها في نيل ثقة الاتحادات المحلية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، قال الدكتور منصف اليازغي: "هناك مخطط تنموي شامل لفترة 6 أعوام، سيتم تفعيله من أجل إنجاح هذا التحدي".
وتابع: "هذا المخطط يقوم على بناء ملاعب جديدة، بجانب تطوير الملاعب الحالية، فضلا عن إعادة تهيئة شبكات الطرق وبناء مستشفيات ومطارات جديدة وتطوير النزل وأيضا مواصلة تحديث وسائل النقل".
وأتم: "الخطة التنموية ستسمح للمغرب بتحقيق نسبة نمو قياسية، خاصة أنها ستفتح الآفاق أمام الأجيال المقبلة التي ستجد الطريق معبدا من أجل إثبات وجودها ومواصلة النهوض ببلادها".
خطة مدروسة
اعتبر الدكتور منصف اليازغي أن المغرب ضبط خطة ناجحة من أجل تدارك الفشل العربي السابق في تنظيم نهائيات كأس العالم (باستثناء نسخة قطر 2022).
وقال في هذا الصدد: "المملكة اعتمدت خطة مدروسة من أجل الفوز بشرف تنظيم نسخة عام 2030، عبر التحالف مع بلدين أوروبيين يملكان تقاليد كبيرة في عالم الساحرة المستديرة".
وتابع: "المغرب تعلم من أخطائه السابقة وقام بضبط خطة عمل ذكية من أجل احتضان منافسات كأس العالم، ولو أنه كان قريبا من تحقيق هذا الحلم في عدة مناسبات، باستثناء نسخة عام 2006 التي خسرها منذ المرحلة الأولى".
وأتم: "يجدر الاعتراف بأن الترشيحات العربية السابقة كانت حماسية أكثر منها واقعية، مما يفسر فشلها في نيل ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم، قبل أن يتعلم المغرب الدرس ويحقق حلم العرب مجددا".
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز