رئيس مجلس النواب الليبي بالمغرب.. ومحللون: عربون ثقة
زيارة رسمية تستغرق يومين يقوم بها عقيلة صالح إلى المغرب لبحث الأزمة الليبية.
وصل، اليوم الأحد، إلى العاصمة المغربية الرباط، رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، في زيارة رسمية للمغرب، يضم برنامجها عدداً من اللقاءات الرسمية.
وفي هذا الصدد، اعتبر أكاديمي مغربي أن هذه الزيارة، وحرص الفرقاء الليبيين على استشارة المسؤولين المغاربة، يُمكن اعتباره "عربون ثقة" بالمغرب، ومصداقيته وقيمته المضافة في رعاية الوساطات وعمليات السلام وفض النزاعات خاصة في القارة الافريقية.
وفد مهم
وبحسب مصادر "العين الإخبارية"، فإن الزيارة التي ستمتد يومين، تضم لقاء مع رئيسي مجلسي البرلمان المغربي، الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، وحكيم بنشماش رئيس مجلس المستشارين، بالإضافة إلى لقاء ثالث مع وزير الخارجية ناصر بوريطة.
وأفادت المصادر ذاتها، بأن عقيلة صالح، قد حل بالمملكة مرفوقاً بوفد ليبي كبير يتقدمه وزير الخارجية عبد الهادي الحويج، الذي سيعقد لقاء ثنائياً مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وعند وصوله مطار الرباط سلا، وجد عقيلة في استقباله مجموعة من المسؤولين المغاربة، على رأسهم رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، وسفير ليبيا بالمغرب عبد المجيد سيف النصر.
وأوردت وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية)، أن زيارة عقيلة تأتي في سياق التشاور مع رئيسي مجلسي البرلمان المغربي بشأن مبادرته لحل الأزمة في بلاده، التي تتلخص في تشكيل مجلس رئاسي، كما ترتكز على الحل السياسي، وتنتهي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
وعبرت المملكة المغربية في أكثر من مناسبة عن رفضها للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، مؤكدة تشبثها بالحل الدبلوماسي والسلمي للملف.
وعام 2015، احتضنت المملكة مفاوضات الصخيرات بين الفرقاء الليبيين، بإشراف مُباشر من الأمم المتحدة، تُوجت بتوقيع "اتفاق الصخيرات" في 17 ديسمبر/كانون الأول، وكان المستشار عقيلة صالح أحد أبرز المشاركين في هذه المفاوضات.
عربون ثقة بالمغرب
وأوضح محمد بودن، الأكاديمي والمتخصص في الشؤون الدولية، أن حرص عقيلة صالح على زيارة الممكلة المغربية ضمن جولته العربية، يُعتبر عربون ثقة في المساعي الدبلوماسية التي مافتئت المملكة تقودها.
وقال في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "توجه الوفد الليبي للرباط نابع من ثقة الأطراف الليبية بالمغرب ومصداقيته وقيمته المضافة في رعاية الوساطات وعمليات السلام وفض النزاعات خاصة في القارة الافريقية".
وأوضح أن "الدور المغربي في حل الأزمة الليبية ينطلق من وضع مصلحة ليبيا والليبيين كأسبقية، والمغرب بحكم حياده وتوازنه يُمكنه اليوم النجاح في دور الوسيط، كما نجح فيه عام 2015".
ولفت إلى أن الاهتمام المغربي بالملف الليبي نابع من إيمانه العميق بالمصير المغاربي المشترك، وأيضاً الحرص على وحدة ليبيا، ناهيك عن الروابط العميقة بين الشعبين المغربي والليبي.
وشدد بودن على أن المملكة المغربية لا ترى أية مصلحة أخرى غير مصلحة ليبيا والليبيين، بالإضافة إلى استقرار المنطقة. الشيء الذي يجعل أي "مبادرة مغربية ستكون مع الحقوق المشروعة لليبيين وفي إطار القانون الدولي".
رفض للتدخل العسكري
وترفض المملكة المغربية الحل العسكري للملف الليبي، إذ سبق وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة عن رفض المملكة للتدخلات الأجنبية في ليبيا، مشدداً على أن "التدخلات الأجنبية لا تخدم مصالح تلك البلد ولا تساعد الفرقاء الليبيين على الارتقاء فوق مصالحهم الخاصة إلى المصلحة المشتركة لجميع الليبيين".
وفي هذا الصدد، يرى سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله، والأستاذ السابق بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، أن السر الذي جعل المغرب يحتل هذه المكانة الكبيرة على مستوى الملف الليبي، هو رفضه للتدخل العسكري في المنطقة.
وقال الصديقي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "قوة المغرب في هذا الملف هو اعتماده على الآليات الدبلوماسية، من مفاوضات ومساع حميدة".
وأوضح أن "عدم تدخل المغرب عسكرياً في ليبيا رفع من أسهمه، وزاد من ثقة مختلف الفرقاء والمعنيين بالشأن الليبي، وبالتالي قد ينجع في تدشين نُسخة جديدة من مفاوضات الصخيرات".