قمة بروكسل.. الأزمة الألمانية تضع ماكرون وحيدا في القيادة
يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضور قمة الاتحاد الأوروبي الإثنين في بروكسل وهي الأولى له منذ إعادة انتخابه.
وتأتي القمة بعد أن عرض ماكرون سلسلة من المقترحات المفاجئة حول إصلاح تكتل الاتحاد وترسيخ وجود أوكرانيا في أوروبا، في ظل معارضة شديدة من الشرق.
وأعيد انتخاب الرئيس الفرنسي بنسبة 58% من الأصوات في 24 أبريل/نيسان الماضي أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن بعد معركة انتخابية تابعها الاتحاد الأوروبي من كثب بسبب الرهانات الأوروبية.
وماكرون مناصر عتيد لأوروبا والاتحاد على عكس منافسته لوبن، لذلك رأى المراقبون أن نجاح ماكرون فوز للاتحاد الأوروبي.
الدبلوماسي الفرنسي والخبير في الشؤون الأوروبية بيار فيمون وهو اليوم باحث مشارك في مركز كارنيغي أوروبا للدراسات في بروكسل قال إن "كل هؤلاء القادة الأوروبيين يعرفون ماهية الانتخابات وينظرون إلى نظرائهم بطريقة مختلفة وفقا لنتائجها".
وأضاف بيار فيمون، هو أيضا الأمين العام السابق للخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي قائلا: "تخرج سلطة ماكرون أقوى من هذه الانتخابات" حتى لو كان لا يزال عليه تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات التشريعية في 12 و 19 يونيو/حزيران المقبل.
وصدر عن الرئيس الفرنسي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية يونيو/حزيران المقبل، موقف قوي في 9 من مايو/ أيار الجاري في ستراسبورغ مؤكدا تأييده لإصلاح المعاهدات الأوروبية لجعل الاتحاد الأوروبي أكثر فعالية، ومن خلال اقتراح إنشاء "منظمة سياسية أوروبية" لإلحاق أوكرانيا بشكل أسرع بأوروبا بعد العمليات العسكرية الروسية في 24 فبراير/شباط الماضي.
وأشار فيمون إلى أنه "سيطرح عليه شركاؤه بلا شك الكثير من الأسئلة" حتى لو لم يدرج الموضوع رسميًا على جدول الأعمال. وستخصص القمة لتقديم المساعدة المالية لأوكرانيا وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وسرعان ما صدرت مواقف عن الأكثر عداءً لهذه المسألة. ودعا الرئيس البولندي أندريه دودا في 22 مايو/أيار من كييف لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
كما أعرب نظيره الليتواني جيتاناس نوسيدا عن قلقه بشأن "غياب إرادة سياسية" لدخول أوكرانيا بسرعة إلى الاتحاد الأوروبي.
لوكاس ماسلانكا الباحث في المعهد البولندي للشؤون الدولية يقول "هناك انعدام ثقة. نرى هذه المقترحات كوسيلة لتأخير عملية انضمام أوكرانيا".
وأكد ماكرون أن "المنظمة السياسية الأوروبية" ليست بديلاً من انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ولكنه حل وسط، مع العلم أن هذه العملية ستستغرق "عقودًا".
كما تلقى دعوات الرئيس الفرنسي لعدم "إذلال" روسيا أصداء سلبية جدا في أوكرانيا وأوروبا الوسطى والشرقية.
من خلال اقتراحه، قد يكون ماكرون ارتكب خطأ "في التواصل" من خلال التسرع في إلقاء كلمة أو عدم شرح مشروعه بما فيه الكفاية، كما ذكر لوكاس ماسلانكا.ويضيف الخبير البولندي قائلا: "يؤمن بشدة بالقوة الإبداعية لكلمته، لكننا نعلم جيدا أن كل شيء في أوروبا يخضع لتنازلات، وليس بالضرورة كلمة الرئيس الفرنسي التي سيصدر عنها القرار الفصل".
لكنه يرى أن لفرنسا "أسسا متينة لتصبح الدولة القائدة في أوروبا" خصوصا في وقت تنتهج ألمانيا سياسة تعتبر خجولة للغاية في ملف أوكرانيا.
لكن الرئيس ماكرون يحتاج إلى بقاء الثنائي "الفرنسي - الألماني" لدعم أفكاره، فيما اعتبر المستشار أولاف شولتز أن فكرته عن المنظمة السياسية الأوروبية "مثيرة للاهتمام".
جان دومينيك جولياني رئيس مؤسسة روبرت شومان في باريس من جانبه يقول إنه "لا توجد قيادة ألمانية في الوقت الحالي. هناك مشكلة ألمانية".
في هذا السياق، يبدو ماكرون في الصفوف الأمامية للاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى.
ويذكر جان دومينيك جولياني بأن "الدور التقليدي لفرنسا هو طرح الأفكار. نحن لسنا على صواب في كل مسألة لكننا نساهم في إعطاء دفع للأمور".
ويقول "الأفكار الفرنسية التقليدية التي يقترحها الرئيس ماكرون بشكل فظ وتكون أحيانًا جريئة تحمل الأوروبيين على التفكير".
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg جزيرة ام اند امز