ماكرون وشولتز.. جمعهما دعم أوكرانيا وفرقهما "الدفاع المشترك"
قال المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم الأحد، إن "مستقبل أوروبا يعتمد على المحرك الفرنسي-الألماني".
تصريحات شولتز جاءت خلال احتفال في باريس بالذكرى الستين لتوقيع معاهدة المصالحة بين ألمانيا وفرنسا.
ورغم اتفاق برلين وباريس بشأن المستقبل ودعم أوكرانيا، إلا أنهما اختلفا بعد رفض فرنسا المبادرة الدفاعية "سكاي شيلد" التي اقترحها رئيس الوزراء الألماني بإقامة نظام دفاع جوي أوروبي، بعد العملية العسكرية الروسية لأوكرانيا، رغم إعلان 14 دولة أوروبية رغبتها في الانضمام للمبادرة.
وأضاف شولتز خلال الاحتفال أن "المستقبل، على غرار الماضي، يعتمد على التعاون بين بلدينا كمحرك لأوروبا موحدة".
وعما يعنيه بـ"المحرك" قال المستشار الألماني "المحرك الفرنسي-الألماني آلية تسوية تتيح تحويل الخلافات والمصالح المتباينة إلى عمل متطابق"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأحيت فرنسا وألمانيا، الأحد، الذكرى الـ60 لتوقيع معاهدة المصالحة بين البلدين، التي يطلق عليها "معاهدة الإليزيه" وهي الوثيقة التي وضعت خارطة طريق للتعاون الثنائي بين البلدين، وأكدتا أن "مستقبل أوروبا يعتمد على المحرك الفرنسي-الألماني".
المصالحة بين ألمانيا وفرنسا
المصالحة بين البلدين أو ما أطلق عليه "معاهدة الإليزيه" هي معاهدة وقعها المستشار الألماني الأسبق كونراد أديناور، والرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول، في 2 يوليو/تموز 1963، بهدف إقامة مجالس تنسيق بين البلدين في السياسة الخارجية، والأمن، والثقافة، والشباب.
وقرَّبت تلك الاتفاقية البلدين الجارين بعد عقود طويلة من العداء والحروب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف.
وكان دي جول يحاول بهذه المعاهدة منع التحالف الأنجلوساكسوني مع ألمانيا على حساب فرنسا، كما أنه كان على قناعة بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن أوروبا في حال النزاع النووي.
ماكرون: آفاق جديدة نحو المستقبل
بدوره أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن معاهدة الإليزيه للصداقة بين فرنسا وألمانيا ساهمت في فتح آفاق جديدة لمستقبل التعاون بين البلدين.
وقال الرئيس الفرنسي في تغريدة على حسابه "تويتر"، اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى الـ60 لتوقيع معاهدة الإليزيه، والتي أرست المصالحة بين ألمانيا وفرنسا: "في 22 يناير 1963، أي قبل 60 عاما، أبرم المستشار الألماني كونراد أديناور والجنرال الفرنسي شارل ديجول معاهدة المصالحة بينهما. في ذلك اليوم، قرر البلدان فتح آفاق لمستقبل جديد من أجل ألمانيا وفرنسا ومن أجل أوروبا".
اتفاق وخلافات
أعلنت متحدثة باسم الإليزيه أن اجتماع مجلس وزراء الدولتين الذي تم تأجيله عدة أشهر، وكان من المقرر أن يُعقد في الخريف الماضي سيعقد في القصر الرئاسي، وسيناقش مجالات الدفاع والصناعة والطاقة والنقل وإصلاح الاتحاد الأوروبي والهجرة.
لكن خلال القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل شن ماكرون هجوما على ألمانيا، قائلا: "ليس من الجيد لبرلين ولا لأوروبا أن تعزل ألمانيا نفسها".
كما أعلن ماكرون بمفرده أوائل يناير/كانون الثاني أن فرنسا ستزود أوكرانيا بالدبابات الخفيفة، قبل يوم من إعلان ألمانيا وأمريكيا أن البلدين سيسلمان مركبات قتالية أمريكية وألمانية الصنع إلى كييف.
ويعود خلاف ماكرون وشولتز بشأن منظومة الدفاع الجوية إلى أن ألمانيا تعول في صواريخ الردع على أنظمة "أيريس تي" الألمانية ونظام باتريوت الأمريكي، أو نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "آرو 3"، بينما يرغب ماكرون في الاعتماد على نظام الدفاع الجوي المشترك مع إيطاليا "سامب تي"، للاعتماد بشكل أكبر على القدرات الأوروبية.
وما أبرز الخلاف إعلان ماكرون بشكل فردي للأمر، رغم أنه كان من المفترض أن يصدر رؤساء الدول الثلاث إعلانا مشتركا.
ورغم الخلافات إلا أن شولتز وماكرون تعهدا بدعم أوكرانيا "مادام ذلك ضروريًا وبشكل ثابت".
وقال شولتز: "نتعهد بدعم أوكرانيا معا، بوصفنا أوروبيين، بهدف الدفاع عن مشروعنا للسلام الأوروبي.
فيما قال ماكرون إنه "بعد 24 فبراير/ شباط، لم ينقسم اتحادنا ولم يتنصل من مسؤولياته".
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg جزيرة ام اند امز