ماكرون يرد على «لوبان» ويوجه رسائل للفرنسيين عبر «العين الإخبارية»
دعوة للاستقالة ثم حديث عن الحد من سلطات الرئاسة في حالة فوز التجمع الوطني اليميني المتطرف بالانتخابات المبكرة وتشكيله الحكومة.
هجمات شنّتها ماري لوبان وحزبها التجمع الوطني على الرئاسة خلال الحملة الدعائية للانتخابات التي تنطلق اليوم الأحد، أغضبت الرئيس إيمانويل ماكرون، ودفعته للرد عبر «العين الإخبارية».
وفي مقابلة مع «العين الإخبارية» على هامش القمة الأوروبية التي جرت الخميس والجمعة، وصف ماكرون الذي بدا غاضبا، هذه الدعوات والمطالبات بـ«الغطرسة».
وأوضح: «لن أعلق على كل هذا، أولاً لأنني لا أريد الدخول في جدل دستوري هنا.. أعتقد أن رئيس الوزراء، وزير القوات المسلحة، أوضح ما هو الدستور بكل وضوح».
وتابع: «ولا أريد أن أخوض في هذا الجدل العجيب.. ولكن يا لها من غطرسة».
سيناريو التعايش
وفي حال فوز التجمع الوطني بالانتخابات وتشكيله حكومة، سيحدث ما يعرف بـ«التعايش» في السياسة الفرنسية، حيث تتقاسم الرئاسة ورئاسة الحكومة السلطات بشكل كبير، ويحدث شد وجذب في أحايين كثيرة بين المؤسستين.
وشهدت فرنسا ثلاث فترات من "التعايش" عندما كان الرئيس والحكومة من معسكرين سياسيين متعارضين في عصر ما بعد الحرب. لكن لم تشهد أي منها أطرافا متنافسة على إدارة الدولة تتبنى مثل تلك وجهات النظر المتباينة جذريا حيال قضايا عالمية.
وواصل ماكرون مهاجمة المعارضة، قائلا: «بعد مهاجمتي لمدة أسبوعين لأنني طلبت من الفرنسيين الذهاب للتصويت بكل سيادية.. الآن يقولون لا ينبغي أن نذهب للتصويت».
وفاجأ الرئيس إيمانويل ماكرون البلاد عندما دعا إلى انتخابات مبكرة بعد أن سحق حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان ائتلاف تيار الوسط المنتمي إليه ماكرون في الانتخابات الأوروبية هذا الشهر.
حل البرلمان
وحول قراره حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، قال: «فكرت في المؤسسات بعمق شديد. أنا لا أتخذ القرارات باستخفاف أبدًا. وهذا ما كتبته للفرنسيين في رسالتي وما قلته لهم».
وتابع: «أنا لا أكتب أشياء خيالًية، كما تعلمون، لكن أعتقد أنه نظرًا للتصويت الذي تم التعبير عنه (يقصد هزيمة حزبه في الانتخابات الأوروبية وما تعنيه من غضب شعبي) وما شعرنا أنه يتزايد في البلاد، كان من الضروري طلب هذا التوضيح».
سياسة طموحة
ويدلي الناخبون الفرنسيون بأصواتهم اليوم الأحد في الجولة الأولى من انتخابات برلمانية مبكرة قد ينتج عنها تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يمثل تغييرا جذريا محتملا في قلب الاتحاد الأوروبي.
ومضى الرئيس الفرنسي قائلا: «أعتقد أننا لا نستطيع اتباع سياسة طموحة دون حماية الناس»، مضيفا: «ولذا يجب علينا أن نجعلهم على تواصل معنا ونعمل من خلال الإقناع، وهو ما يمثله جميع من يقودون الحملة، وخاصة مرشحينا في جميع الدوائر الانتخابية، وأشكرهم على ذلك، لكنه طريق أساسي».
ماكرون قال أيضا في رسالة للناخبين عبر «العين الإخبارية»: «أعتقد أننا يجب أن نحترم الفرنسيين الذين سيتعين عليهم التعبير عن آرائهم»، مضيفًا: «يتم إجراء الانتخابات ضمن إطار دستوري، لأن هذه هي القاعدة الأولى التي تجعلنا نعيش معًا».
وتابع في موضع آخر: «الشعب هو صاحب السيادة.. هذا ما أردته وهذا هو ضروري للبلد ومستقبله».
هجوم على العنصرية
وهاجم عنصرية اليمين المتطرف ضد الفرنسيين من أصول مهاجرة، قال ماكرون «لقد أسست فرنسا على يد شخصيات عظيمة، وأذكر أنه من بين الممثلين المنتخبين الأوائل للجمهورية، كان هناك أشخاص غير فرنسيين هم من صنعوا جمهوريتنا، وحبنا للحرية، مثل (الشخصية التاريخية الإيطالية جوزيبي جاريبالدي)، والعديد الآخرين».
ووصف الرئيس الفرنسي العنصرية أو معاداة السامية غير المقيدة، بأنها «شيء من الخيانة العميقة لما هي فرنسا، وقيمها، وماهية جمهوريتنا وقيمها». قبل أن يضيف: «وعلينا أن نحارب هذا بالقوة».
رسائل أوروبية
وحول استمرارية التحالف الوسطي في قيادة الاتحاد الأوروبي. قال ماكرون: «هناك استمرارية حقيقية لأن هناك ائتلافا سياسيا في البرلمان الأوروبي يجسد هذه الاستمرارية، أي العمل المشترك للمحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين. وهناك استمرارية للقادة الموجودين حول الطاولة».
وأضاف: «ورغم صعود اليمين المتطرف، فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المجموعات السياسية التي تمكنت من إيجاد أغلبية في البرلمان الأوروبي يجعل من الممكن توحيد الأمور».
لكنه عاد وأبدى حذرا في ضوء عدم تصديق البرلمان الأوروبي على تعيينات قادة التكتل حتى الآن، قائلا: «أقول هذا الآن بالحذر المناسب، لأن البرلمان لم يعبر عن نفسه بعد، وسيتعين عليه أن يقول ما يؤمن به والخيارات التي يؤيدها في يوليو/تموز».