ماكرون يراوغ لوبان ويكسر «حصار الاستقالة»
ضغوط عدة على الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قبل أيام من الانتخابات التشريعية المبكرة، وضعته في "حصار كامل".
لكن الرئيس الفرنسي خرج من "الحصار"، ليعد "بالعمل حتى مايو/أيار 2027"، موعد نهاية ولايته، رغم أن معسكره يجد نفسه في موقف حرج في مواجهة اليمين المتطرف قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية.
ماكرون أقر في رسالة وجهها للفرنسيين ونشرتها الصحافة، الأحد، بـ"وجوب إحداث تغيير عميق في كيفية الحكم".
وقال ماكرون، إن "الحكومة المقبلة التي ستعكس بالضرورة تصويتكم، آمل أن تجمع الجمهوريين من تيارات مختلفة بعد أن يكونوا قد عرفوا عبر شجاعتهم كيف يواجهون المتطرفين".
يأتي ذلك بعد أيام من قول زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، الجمعة، إنه لن يبقى أمام الرئيس سوى خيار "الاستقالة للخروج المحتمل من أزمة سياسية" أثارها حل الجمعية الوطنية (البرلمان) والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية قد تأتي بحزبها إلى السلطة في يوليو/ تموز.
وصرحت لوبان أثناء جولتها في إقليم بادو كاليه في إطار الحملة الانتخابية "أنا لا أدعو إيمانويل ماكرون إلى الاستقالة. أنا أحترم المؤسسات".
لكنها قالت إنه "عندما يكون هناك جمود سياسي، وعندما يكون هناك أزمة سياسية، فثمة احتمالات ثلاثة، هي التعديل (الوزاري) أو حل البرلمان أو الاستقالة".
وأضافت أن التعديل الوزاري "لا يبدو لي في هذا الظرف مفيدا جدا، وحل البرلمان حصل بالفعل هذا العام. لذلك لن يبقى للرئيس سوى خيار الاستقالة" للخروج من الأزمة السياسية.
وأشارت لوبان إلى أن ماكرون "سيفعل بالضبط ما يريده وما يمنحه الدستور الحرية لفعله".
تراجع في الاستطلاعات
وقبل أسبوع من موعد الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، ما زال معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى لتقليص تأخره عن ائتلاف اليسار، واليمين المتطرف الأوفر حظا، واعدا بـ"تغيير" وحكم أكثر قربا من الشعب.
وقال رئيس الوزراء غابريال أتال خلال مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية "أيا تكن النتائج سيكون هناك ما قبل وما بعد".
وأضاف أتال الذي يقود حملة معسكر ماكرون الانتخابية "في النهج في الحوكمة يجب أن يكون الأداء أفضل (...) في البحث عن ائتلافات مع الفرنسيين والمجتمع المدني".
وأظهر استطلاعان للرأي أجريا مؤخرا أن التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاءه سيحصدون ما بين 35,5 و36 بالمئة من الأصوات، متقدما على الجبهة الشعبية الجديدة، تحالف أحزاب اليسار (27 إلى 29,5 بالمئة)، ومعسكر ماكرون (19,5 إلى 20 بالمئة).
بدورها أقرّت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون-بيفيه في تصريح لقناة "بي إف إم تي في" بأن معسكر ماكرون اتّبع نهجا "عموديا"، وأوضحت "أعتقد أننا لم ننشئ رابطا مع الفرنسيين في السياسات التي اتّبعناها".
هذه الانتقادات للرئيس ليست جديدة وقد سعى لمعالجتها عبر خطوات على غرار "الحوار الوطني"، المبادرة التي أطلقها لمحاورة هيئات مدنية بعد انتفاضة "السترات الصفراء" التي شارك في إطارها في عامي 2018 و2019 مئات الآلاف في تظاهرات ضد السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg
جزيرة ام اند امز