دبابيس أولبرايت "اللادغة".. إكسسوار "مشفر" جربته مع روسيا
طوّعت الدبابيس للتعبير عن مزاجها وآرائها وبث رسائل سياسية حتى تحولت بالنسبة لها "إكسسوارا دبلوماسيا" مشفّرا.
وعرف عن وزيرة الخارجية الأمريكية الراحلة مادلين أولبرايت، أنها دائما ما تضع دبوسا على ملابسها، ومع أن البروتوكول يفرض على الشخصيات الرسمية وضع علم بلادها، إلا أنها اختارت بروتوكولا بديلا.
وأولبرايت التي توفيت الأربعاء عن عمر ناهز 84 عاما إثر معاناتها مع السرطان، هي أول امرأة تولت حقيبة الدبلوماسية في الولايات المتحدة وإحدى أكثر الشخصيات السياسية نفوذا في جيلها.
وتولت أولبرايت حقيبة الخارجية خلال عهد الرئيس بيل كلينتون بين 1997 و2001، وكانت أيضا سفيرة لبلادها لدى الأمم المتحدة، ويعتبر خبراء أن نفوذها على المستوى الدولي يضاهي دور مارجريت ثاتشر ببريطانيا في ثمانينيات القرن الماضي.
دبلوماسية الدبوس
الصحفية البريطانية من أصل إيراني، كريستيان آمانبور، من شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نشرت مقطع فيديو لمقابلة سابقة أجرتها مع أولبرايت، تطرقت فيها إلى السبب وراء ارتدائها الدبوس أمام وفد روسي.
وكتبت آمانبور في تغريدة عبر صفحتها الرسمية بموقع تويتر، تقول: "اشتهرت مادلين أولبرايت بدبلوماسية الدبوس - ولم يتم استخدامها على الإطلاق بشكل أفضل مما كانت عليه عندما اكتشفت أن الروس كانوا يتنصتون على وزارة الخارجية، كما أخبرتني في عام 2015".
وبالمقابلة، قالت أولبرايت: "ما عثروا عليه كان غرفة في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية قرب مكتب وزير الخارجية تم (وضع أجهزة تنصت فيها مستخدمة المصطلح المتعارف عليه بأن الغرفة كانت BUGGED أي بداخلها حشرة) من قبل الروس..".
وتابعت قائلة: "كان هناك شخص روسي يجلس خارج مبنى وزارة الخارجية يستمع إلينا، وبعدها قمنا بما نقوم به عادة عند العثور على أمر مماثل والقول لموسكو إنه لا ينبغي القيام بذلك".
واستدركت الوزيرة: "ولكن أعلم أنك تعلمين أن لدي دبلوماسية الدبوس فعندها وبالمرة التالية التي التقيت فيها مع الروس، ارتديت دبوس حشرة كبيرة وهم علموا تماما ما كنت أقصده".
رسائل أولبرايت
وفي إحدى المقابلات، سئلت أولبرايت عن الدبابيس وعما يعكسه هذا الإكسسوار عن شخصيتها، فردت قائلة: "آمل أن تقول إن لدي روح الدعابة. معظم الدبابيس عبارة عن مجوهرات مقلدة ويفترض أن تعكس أية مشكلة نتعامل معها أو ما أشعر به في يوم معين أو المكان الذي سأذهب إليه. لكنها في الغالب ممتعة. إنها مجرد طريقة جيدة للبدء".
وفي معرض ردها عن سؤال حول أول مرة استخدمت فيها الدبوس كإكسسوار دبلوماسي، أجابت بأن الأمر "بدأ عندما كنت في الأمم المتحدة. كان ذلك بعد حرب الخليج مباشرة وكانت الولايات المتحدة تضغط من أجل قرارات تفرض عقوبات على العراق".
وأضافت: "خلال ذلك الوقت، كان لدي شيء مخيف لأقوله عن صدام حسين بشكل يومي، وهو ما يستحقه لأنه غزا الكويت. ثم شبهتني وسائل الإعلام العراقية التي تسيطر عليها الحكومة بـ'ثعبان لا مثيل له'، وتصادف أن لدي دبوسًا على شكل ثعبان، فارتديته خلال اجتماعي حول العراق".
و"عندما سألتني الصحافة عن ذلك"، تتابع، "فكرت أن الأمر ممتع، وكنت المرأة الوحيدة في مجلس الأمن، وقررت الحصول على المزيد من المجوهرات. وفي الأيام العادية، كنت أرتدي الزهور والفراشات والبالونات، وفي الأيام السيئة، كنت أضع جميع أنواع الحشرات والحيوانات آكلة اللحوم. وجدت في ذلك مجالا إضافيا للتعبير عما كنت أقوله وطريقة مرئية لإيصال رسالة".
وبخصوص الرسائل الأخرى التي تركت أولبرايت لدبابيسها مهمة إيصالها، تقول: "كان لديّ دبوس سهم يشبه الصاروخ، وعندما كنا نتفاوض بشأن معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية مع الروس، سأل وزير الخارجية الروسي 'هل هذا أحد صواريخك الاعتراضية؟".
فردت قائلة: "نعم. نحن نجعلها صغيرة جدا. دعونا نتفاوض"، في رسالة أكدت يقينها بأن الروس تلقوها بشكل كامل.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMDUg جزيرة ام اند امز