تعبيرًا عن الفقد.. فنانة مصرية تحول شعرها المتساقط إلى "شمسية" (خاص)
الشعر تاج الجمال، وليس يسيرا على امرأة في زهرة شبابها أن تجد تاج جمالها يتساقط كل يوم على مدار 9 سنوات.
منذ وفاة والدها عام 2013، بدأ شعر الفنانة التشكيلية المصرية ماجي الشاويش في التساقط، لكنها قررت استثمار شعرها في عمل فني يعبر عن مرارة الفقد.
بفن التجهيز في الفراغ، وهو واحد من فنون ما بعد الحداثة، صممت "الشاويش" مظلة من شعرها المتساقط، وحازت بهذا التصميم الجريء جائزة مهرجان ضي الرابع للشباب العربي.
تعبير عن الفقد
تقول الفنانة المصرية، البالغة من العمر 28 عاما، إن المظلة مصدر احتماء ووقاية وأمان من العوامل الجوية، وبعد وفاة والدي فقدت مظلة كبيرة في حياتي، ومصدرا لا ينضب من الأمان.
وأضافت "الشاويش"، في حديثها لـ"العين الإخبارية"، أن "أحباب الشخص يشبهون المظلات، فتحت أجنحتهم نلقى الرعاية والأمان في أحلك الأوقات والظروف، وهذا ما ألهمني فكرة التصميم".
وفي تصميمها الأخير، نزعت التشكيلية الشابة غطاء إحدى المظلات، لتجدها وقد فقدت جوهرها والغرض الأول والأخير منها، وهو الحماية من الشمس أو الأمطار، في تعبير عن الفقد.
حصيلة 4 سنوات
وعلى مدار 4 سنوات، استطاعت ماجي الشاويش أن تجمع كمية كبيرة من خصلات شعرها المتساقط، لتدمجها في تصميمها، إذ نسقت جدائلها في إطار شبه دائري، لتستبدله بغطاء مظلتها.
وذات يوم، فوجئت والدتها بكمية كبيرة من شعرها بعد أن جمعته "الشاويش" داخل كيس بلاستيك: "أمي فُزعت من المنظر، وظنته في بادئ الأمر عمل (سحر) أسود، لكنني شرحت لها الفكرة، وتقبلتها بصدر رحب".
وعن فكرة المظلة ونزع غطائها الخارجي، تقول الفنانة خريجة كلية التربية الفنية: "وجدت تشابهًا كبيرًا بين حالتي النفسية وحالة هيكل الشمسية من دون غطاء، أنا سلبتها غطاءها والدنيا سلبتني والدي".
إعادة التصميم
وفي التصميم الأول للفكرة، لم يرق التنفيذ لـ"الشاويش"، لذا قررت إعادة تصميمه باستخدام خيط أسود، ولكن الشعر المستخدم لم يكن كافيًا لتغطية كامل الهيكل الحديدي للمظلة، فقررت إعادة التصميم للمرة الثانية.
وفي المحاولة الثالثة، قررت الفنانة الشابة ترك مسافات بين شعرها على المظلة حتى وصلت لشكله النهائي المشارك في المهرجان، بجانب وجه إنسان "كروكي" رسمته على الحائط لينعكس عملها الفني عليه.
وفي العام 2019، صممت ماجي الشاويش أول عمل فني لها بالتجهيز في الفراغ، وجاء بعنوان "حالة طوارئ" بالتزامن مع حرائق الغابات التي شهدها العالم آنذاك.