"تعويذة شارلي السحرية" تثير الرعب في مدرسة مصرية
ورقة بيضاء يتوسطها صليب مرسوم بها وقلمين رصاص.. "تعويذة سحرية" وهمية نشرت حالة من الهلع والرعب بإحدى المدارس المصرية.
ورقة بيضاء يتوسطها صليب مرسوم بها وقلمين رصاص.. أدوات بسيطة للغاية، لكنها كانت كفيلة بنشر حالة من الهلع في إحدى المدارس المصرية بمحافظة البحر الأحمر، شرق البلاد.
4 تلميذات بالصف الرابع الابتدائي (11 عاما) أثناء تواجدهن بالصف، الثلاثاء الماضي، يحملن تلك الورقة، ويتمتمن بعبارات مبهمة وغير مفهومة مع استمرار النظر إلى الورقة بما تحمله من الصليب والقلمين، فبدا لهن ولزملائهن أن القلم يتحرك بعد التمتمة.
صراخ وعويل التلاميذ بدا يدوي أرجاء الفصل والمدرسة مرددين "القلم يتحرك"، تلميذة تجرى خائفة فتتعثر قدمها في المقعد فتسقط على الأرض فاقدة الوعي، وآخر يَعلق إصبعه بنافذة الفصل فيجرح، فيما شعر آخرون بخوف شديد نتج عنه آلام في المعدة، فيظن التلاميذ أن التعويذة (الورقة والقلم المتحرك بها) هي السبب في كل ذلك.
استدعى الأمر قلق أولياء الأمور؛ وقالت إحدى أولياء الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن أولادها في حالة رعب، خائفين يدخلوا الحجرة أو الحمام.
وأكملت السيدة أنها كانت في المدرسة ورأت ملامح الخوف على وجوه المدرسين أيضاً.
وباستدعاء الشرطة لمعاينة الأمر والتوقف على مدى صحة التعويذة المزعومة، فتح رئيس هيئة النيابة الإدارية بالغردقة (إحدى مدن المحافظة)، المستشار على رزق، تحقيقاً عاجلاً في الواقعة التي تناولتها وسائل التواصل الاجتماعي، وكلف بالانتقال الفوري للمدرسة للمعاينة وسماع أقوال التلاميذ.
انتهت تحقيقات النيابة الإدارية بالبحر الأحمر، بعدم وجود أي "تعويذة سحرية" أو عبارات غريبة على أي من الحوائط بالمدرسة، وإنما محاولة للتلميذات الأربعة بتقليد لعبة رأينها على الإنترنت.
إذن هي "شارلي شارلي التحدي" أو لعبة الأقلام تلك اللعبة الشعبية التي انتشرت من خلال مجموعة فيديوهات على شبكة الإنترنت في عام 2015، والتي يرجع البعض نشأتها إلى البلدان الناطقة باللغة الإسبانية.
انتشار اللعبة وإستهدافها للأطفال المدارس ساهم في قضاء وقت ممتع للأطفال مع اللوازم المدرسية وبالتحديد الورقة وأقلام الرصاص لدعوة شخصية أسطورية مزعومة ميتة تدعى "تشارلي" ثم تصوير حركة قلم الرصاص مع الركض والصراخ.
بالعودة إلى مدرسة البحر الاحمر، وبسؤال العاملين والتلاميذ وأولياء الأمور، خلصت الشرطة إلى أن تلاميذ ذلك الفصل كانوا بحصة احتياطي (بديلة للحصة المقررة)، وأن المعلمة المكلفة بالتواجد في الفصل في ذلك الوقت أرسلت في استدعاء مدير المدرسة والأخصائي المسئول، بعد إثارة الشغب من بعض التلميذات لاحتواء الموقف.
إلا أن المعلمة لم تستطع الإمساك بزمام الأمور بعد أن بدأ التلاميذ في الصراخ والتحرك نحو سلم المدرسة.
وأكدت مدرسة البحر الأحمر الابتدائية بالغردقة عدم وجود أي تعويذة، بنشر بيان في صفحتها على "فيس بوك"، وضحت فيه حقيقة ما حدث بالقول: أثناء الفسحة (وقت الراحة)، حدث موضوع لعب البنات للعبة اسمها تشارلي شاهدوها على النت في منازلهم، وعندما شاهدت إحدى البنات النتيجة خافت وأخذت تبكي، ثم في ثواني انتشر الخبر بين الأولاد، وتواجد بعض أولياء الأمور مع المُبِلغ للشرطة، لكن بعد انتهاء الفسحة انتظم الأولاد في الدراسة.
وقال ولى أمر أحد تلاميذ المدرسة على صفحته على "فيس بوك" يدعى هاشم: "الموضوع شائعات، ولعب أطفال".