قمم ثلجية وبحيرة خلابة.. "المدينة الرائعة" تجلب الأسى للأرجنتين
بين جبال تكتسي قممها بالثلوج وعلى ضفاف بحيرة خلابة، تقبع واحدة من أجمل مدن الأرجنتين وليس في أذهان سكانها سوى المآسي
بين جبال تكتسي قممها بالثلوج وعلى ضفاف بحيرة خلابة، تقبع واحدة من أجمل مدن الأرجنتين وليس في أذهان سكانها سوى تاريخ من المآسي التي كبدتها خسائر فادحة.. والسبب كورونا.
في مدينة سان كارلوس دي باريلوتشي الواقعة على بعد 1800 كيلومتر جنوب غرب العاصمة بوينوس أيريس، يتذكر السكان أمجاد المنتجع الذي كان رابع أفضل وجهة سياحية في الأرجنتين، بينما يطل الحزن من شوارعها حاليا حيث لا سياح ولا عمل.
- إسبانيا تراقب المصطافين بالطائرات لمنع تسلل "عدو السياحة"
- حشود "صادمة" تغزو شواطئ بريطانيا.. والشرطة تطارد المصطافين
في مثل هذه الفترة من العام الماضي كانت المدينة مكتظة بآلاف المتزلجين والسياح، لموسم الشتاء في نصف الكرة الجنوبي.
ويقول بيلين غارسيا بيرتونه (36 عاما) الذي يدير فندقا تملكه عائلته منذ ثلاثة أجيال في المدينة ويرأس هيئة السياحة فيها "لقد أغلقنا ولا نشاط لدينا بتاتا".
في مطلع العام 2020، عندما كان وباء كوفيد-19 لا يزال يبدو بعيدا، كانت باريلوتشي تحلم بتحسين النتائج الممتازة التي سجلتها الموسم الماضي عندما أتى 112 ألف سائح للنزول في فنادقها من بينهم 15 ألفا في رحلات جوية مباشرة من البرازيل.
لكن، في 20 مارس/ آذار فرضت السلطات الحجر الإلزامي على 44 مليون أرجنتيني، وحتى الآن تبقي البلاد حدودها مغلقة والرحلات الجوية التجارية معلقة.
ويقول خوسيه ليبيا (46 عاما) مالك مطعم في سيرو كاتيدرال بأسى "المدينة جميلة بل رائعة، تهطل الثلوج بكثافة عليها إلا أنها مدينة من دون سياح الآن".
ويقول نيستور لوبيس دافالوس رئيس جمعية رواد الأعمال في سيرو كاتيدرال "لقد خبرنا الكثير من الأمور: رماد البركان وفيروس أنفلونزا الخنازير وفيروس هانتا.. لكن ما نشهده الآن لا يصدق!".
في العام 2009 أثرت إنفلونزا الخنازير سلبا على موسم السياحة المدرسية وهو قطاع رئيسي لاقتصاد المدينة التي تستقبل طوال السنة بين 80 و100 ألف تلميذ من المدارس الثانوية يأتون للاحتفال بنيلهم الشهادة الثانوية العامة.
وفي العام 2011، أغلق مطار المدينة لأشهر عدة بسبب سحب الرماد الناجمة عن ثوران بركان بوييهو الواقع على بعد 90 كيلومتر منها.
وكانت بؤرة محلية لفيروس هانتا أسفرت عن 11 حالة وفاة في بلدة قريبة وأبعدت السياح في العام 2018.
لكن بيلين غارسيا بريتنه يستشهد بذكريات والده ليقول انه ينبغي العودة إلى العام 1978 عندما كانت الأرجنتين وتشيلي على وشك التواجه في نزاع مسلح بسبب خلاف حدودي، لرؤية باريلوتشي التي كان عدد سكانها يومها أقل بثلاث مرات، من دون أي سائح.
وبطبيعة الحال، ستكون العواقب الاقتصادية كارثية في بلد يعاني أساسا من أزمة قبل الجائحة.
ويعرب نيستور لوبيس دافالوس عن خشيته من رؤية الكثير من الناس يفقدون عملهم.
في باريلوتشي البالغ عدد سكانها 140 ألف نسمة، توفر السياحة حوالى 15 ألف وظيفة مباشرة و34 ألفا غير مباشرة على ما تفيد هيئة السياحة التي تقدر الخسائر في تموز/يوليو وهو أفضل شهر في السنة عموما، ب3,6 مليارات بيزو (42 مليار يورو).
ويؤكد خوسيه ليبيو صاحب المطعم "المستقبل غامض. لا نعرف ما سيكون البروتوكول الصحي الذي علينا اتباعه عندما نستأنف نشاطنا.. هذا في حال استأنفناه".