محمود حميدة.. من "سوق المواشي" إلى استديوهات السينما
ينتقل الفنان المصري، محمود حميدة، من دور لآخر برشاقة طائر، يملك ألف جناح، إذ يتوحد مع شخصياته ويجيد فن التقمص.
وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده الذي يحل الثلاثاء، 7 ديسمبر/ كانون الأول، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على أحداث مهمة في حياته الشخصية.
ولد محمود حميدة حسن، في منيل السلطان بمركز أطفيح بمحافظة الجيزة وسط البلاد، عام 1953، والغريب أن هذا الفنان الاستثنائي لم يخطط لاقتحام عالم التمثيل، ولم يحلم في مرحلة الصغر بالوقوف أمام الكاميرا.
وعن طفولته قال محمود حميدة في برنامج السيرة، الذي تقدمه وفاء الكيلاني: "تمنيت أن أكون تاجرا مثل جدي، وبالفعل نزلت سوق المواشي وعمري 11 عاما، وكانت كلمتي مسموعة، ولا يجرؤ أحد على ردها، واختلفت مع والدي ما يقرب من 4 سنوات وأنفقت كل ما جمعته من التجارة عندا في والدي، حتى إنه كان يشعر بالإحراج كلما ذكر اسمي".
وواصل حميدة حديثه عن مرحلة البدايات قائلا: "في السابق كنت أحتقر التمثيل، وعندما اكتشفت غلطتي كنت أول ممثل عربي يكتب في بطاقته مهنة ممثل".
التحول
التحق محمود حميدة بكلية الهندسة عام 1970، ولكنه فشل في دراستها، وهجرها بعد 6 سنوات، وقرر أن يلتحق بكلية التجارة، وعلى خشبة مسرح الجامعة، أعلن عن موهبته في التمثيل وشارك في بطولة العديد من العروض المسرحية.
بمرور الأيام، بدأ حميدة يحب التمثيل، وقرر تطوير مهاراته، فتعلم الرقص وفن الأداء، وفي عام 1986، رشحه المخرج التلفزيوني أحمد خضر للمشاركة بدور صغير في مسلسل تلفزيوني.
نجح حميدة في استثمار الفرصة جيدا، واستطاع جذب أنظار المنتجين، وفي عام 1996، قرر تأسيس شركة إنتاج، وأطلق عليها اسم "البطريق" ومن خلالها قدم العديد من الأفلام المهمة مثل "جنة الشياطين" و"ملك وكتابة" و"جمال عبدالناصر" للمخرج أنور القوادري.
الأعمال
سجل محمود حميدة حضورا لافتا على شاشة السينما، إذ قدم خلالها ما يقرب من 85 فيلما، أبرزها "الإمبراطور، قط وفأر، تلك الأيام، الرجل الثالث، قليل من الحب وكثير من العنف، رغبة متوحشة، عفاريت الأسفلت".
كما قدم للتلفزيون 12 مسلسلا، أشهرها "الوسية، الأب الروحي، لما كنا صغيرين، ميراث الريح، أبيض وأسود".
وحصد حميدة خلال مسيرته الفنية العديد من الجوائز، التي تؤكد موهبته الفنية وجماهيريته، من أبرزها فوزه بجائزة أفضل ممثل عام 2003 من مهرجان تطوان الدولي عن دوره في فيلم "جنة الشياطين".
وفي عام 2005 حصد جائزة أفضل ممثل من جمعية فن السينما، عن دوره في فيلم "إسكندرية ـ نيويورك" كما حصد جائزة أفضل ممثل في 2006 من مهرجان مسقط الدولي، عن دوره في فيلم "ملك وكتابة".
بحب السيما
يعد فيلم" بحب السيما" علامة مميزة في مشوار محمود حميدة، والفيلم من إخراج أسامة فوزي، وبطولة ليلى علوي وزكي فطين عبدالوهاب.
جسد حميدة في هذا الفيلم شخصية الأب المتعصب، الذي يؤثر سلوكه على نفسية زوجته وتضطر لخيانته مع فنان تشكيلي.
الفيلم تم إنتاجه عام 2004، وحقق نجاحا كبيرا وقت عرضه في السينمات.
والحقيقة أن عشق محمود حميدة للسينما، لم يتوقف عند دوره كممثل، إذ بذل محاولات كثيرة للنهوض بالسينما المصرية، حيث أنشأ استوديو الممثل، لتدريب الوجوه الجديدة، وقام أيضا بتأسيس مجلة تحمل اسم" الفن السابع" وكانت أول مطبوعة متخصصة في السينما.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز