لطفي جبارة لـ«العين الرياضية»: محرز وصلاح مظلومان.. ومنتخب السعودية في خطر
يعتبر لطفي جبارة أحد أبرز المدافعين في تاريخ الترجي التونسي، الفريق الذي حمل قميصه خلال فترة ثمانينات القرن الماضي.
وبعد انتهاء مسيرته كلاعب، اقتحم النجم الأسبق لمنتخب تونس عالم التدريب، وخاض عدة مغامرات تدريبية أبرزها تلك التي قادته لتدريب "شيخ الأندية التونسية" في موسم 2004-2005.
كما سبق له أن أشرف على عدة فرق عربية من بينها فنجاء من سلطة عمان، فضلا عن الاتحاد المصراطي الليبي والاتحاد الزموري للخميسات المغربي ودفاع تاجنانت الجزائري، وأخيرا السد السعودي.
وفي حواره مع "العين الرياضية"، تحدث لطفي جبارة عن حظوظ الترجي أمام أسيك الإيفواري في دوري أبطال أفريقيا وشروط تأهله للمربع الذهبي للمسابقة.
اللاعب الأسبق لمنتخب تونس كشف أيضا عن الأسباب التي تقف وراء غياب الأهداف في مباريات ربع نهائي البطولة القارية، وسر هذا التحفظ الدفاعي الكبير من قبل المدربين، وأيضا الفرق التي يرشحها لإدراك المربع الذهبي.
وفي سياق آخر، علق لطفي جبارة على قرار رياض محرز بالتفكير في حسم مستقبله الدولي مع منتخب الجزائر، كما كشف عن سر تباين مستوى محمد صلاح بين ما يقدمه مع فريقه ليفربول وما يظهر به مع منتخب مصر.
وفي ختام حواره، أبدى المدرب التونسي انبهاره بالتطور الكبير الذي يشهده الدوري السعودي، محذرا في ذات الوقت من إمكانية انعكاس الثورة التي تعرفها كرة القدم السعودية سلبيا على "الأخضر".
التركيز سلاح الترجي في دوري أبطال أفريقيا
بدا المدرب التونسي متفائلا بقدرة فريق القلب "الترجي" على تجاوز عقبة أسيك الإيفواري في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، وقال في هذا الصدد: "حظوظ ممثل كرة القدم التونسية وافرة من أجل التأهل لدور الثمانية، شريطة عدم ارتكاب الأخطاء الدفاعية والتحلي بالتركيز اللازم عند عملية إنهاء الهجمة".
وتابع حديثه بالقول: "الترجي مطالب باعتماد طريقة الكتلة، والخطوط ينبغي أن تكون متقاربة من أجل تضييق المساحات والتحرك بسلاسة داخل الملعب".
وأضاف أيضا: "فرص التهديف في مباراة العودة لن تكون كثيرة، وعليه ينبغي التعامل معها بشكل جيد، على عكس ما حدث في مباراة الذهاب التي أضاع فيها مهاجمو الفريق برعونة بعض الفرص السهلة".
تحفظ دفاعي مبالغ فيه
وبخصوص قلة الأهداف المسجلة في مباريات الذهاب لدور ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، قال لطفي جبارة: "تفاجأت شخصيا بالتحفظ الدفاعي الكبير الذي لعبت به معظم الفرق، وأعتقد أن بعض المدربين بحثوا بشتى الطرق عن تفادي الخسارة".
وتابع قائلا: "هدف وحيد في 4 مباريات يعتبر معدلا ضعيفا للغاية، ويؤكد أن استراتيجية معظم الفرق التي لعبت مباراة الذهاب خارج ملعبها تمثلت في تأجيل الحسم لمباراة العودة".
وأتم قائلا: "أعتقد أن الأهلي ضمن بنسبة كبيرة تأهله للمربع الذهبي، كما أن حظوظ الترجي وافرة للغاية، في حين ينطلق بيترو وصن داونز بأسبقية كبيرة من أجل التواجد في دور نصف النهائي".
محرز قيمة ثابتة في منتخب الجزائر
وفي إجابة عن سؤال له بخصوص مدى قدرة رياض محرز على تقديم إضافة كبيرة لمنتخب الجزائر في المستقبل القريب، قال المدرب التونسي: "نجم الأهلي السعودي قيمة ثابتة، ومازال بإمكانه تقديم الكثير لمحاربي الصحراء".
وأضاف قائلا: "محرز لاعب مؤثر في صفوف منتخب الجزائر داخل وخارج الملعب، ولا ينبغي تحميله وحده مسؤولية تراجع النتائج في الفترة الأخيرة".
وأتم بالقول: "لا ينبغي على الجماهير الجزائرية أن تقسو كثيرا عليه، خاصة وأنه أسهم في النتائج المميزة التي حققها الخضر ما بين 2018 و2021، وأعتقد شخصيا أنه مازال قادرا على استعادة أفضل مستوياته".
منظومة منتخب مصر لا تخدم صلاح
وفي ذات السياق، اعتبر لطفي جبارة أن النجم المصري محمد صلاح مظلوما عندما تقع المقارنة بين ما يقدمه مع فريقه ليفربول وما يظهر به مع "الفراعنة".
وقال في هذا الصدد: "صلاح يستفيد من منظومة متكاملة في ليفربول، تعمل بشكل متناسق من أجل ظهوره بذلك المستوى المبهر طوال السنوات الأخيرة".
وتابع قائلا: "يجدر الاعتراف بأن هذا الأمر غير متوفر في منتخب مصر الذي عانى من حالة عدم الاستقرار الفني، مما أثر على توازنه طوال السنوات الأخيرة".
وأتم بالقول: "صلاح أفضل لاعب عربي في الوقت الحاضر، فالانتظام في المستوى الجيد وفي الأرقام التهديفية العالية في الدوري الأقوى في العالم أمرا ليس بمتناول أي لاعب في العالم، وهو ما نجح فيه باقتدار الفرعون المصري".
الدوري السعودي متطور ولكن
وفي خاتمة حواره مع "العين الرياضية"، تطرق لطفي جبارة للتطور الكبير الذي يشهده الدوري السعودي بعد الميركاتو الناري الذي قامت به معظم الأندية في موسم 2023-2024.
وقال في هذا الصدد: "الدوري السعودي اقتحم قائمة أفضل 10 دوريات في العالم، وبإمكانه مواصلة التطور خلال السنوات القليلة القادمة".
وتابع حديثه: "هناك اهتمام كبير من قبل جميع الأطراف بالدوري المحلي، وهناك أيضا إرادة قوية لجعله الأقوى في العالم في المستقبل القريب".
وأتم قائلا: "شخصيا، لدي مخاوف من إمكانية إضعاف المنتخب السعودي، خاصة وأن النية تتجه لرفع عدد المحترفين الأجانب إلى 10، رغم حاجة اللاعبين المحليين للعب بشكل منتظم، لأن بقاءهم على دكة البدلاء لن يخدم الأخضر الذي تنتظره رهانات كبيرة على الصعيدين القاري والدولي".