ماجدة الرومي.. من «مرتلة كنسية» إلى «ملاك الطرب العربي» (بروفايل)

ضجة واسعة أثارتها المطربة اللبنانية ماجدة الرومي بعد حديثها عن الحال الذي وصلت إليه بلدها، ووصفها ما تعيشه بيروت بـ"أبشع الكوابيس".

الفنانة المخضرمة، التي طالما صالت وجالت على مسرح الوطن العربي بأكلمه، طالتها موجة من الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حديثها الأخير، خصوصا أنه جاء خلال حفلها خارج حدود وطنها.

• «أبشع كوابيس» ماجدة الرومي يثير موجة جدل.. كيف ردت؟

وقالت الرومي، خلال حفلها الكبير ضمن ليالي السعديات في العاصمة الإماراتية: "اشتقت كثيرا لأبوظبي الحلوة، كل شيء فيها بيضحك في وجوه الناس، أرض الخضار والعمار، كل شيء فيها يسعد القلب.. ربنا يديم هذه النعمة على الأرض الطيبة".

وأكملت: "أنا قادمة من لبنان، الذي بات أبشع كوابيسنا، حيث الإجرام المستمر في حقنا، بسبب ناس مفروض أنهم منا، من الطبيعي أن نتوقف أمام الإنجازات التي نراها في أبو ظبي، وأتذكر ما يحدث في لبنان".

وبعد هجوم ضارب عبر السوشيال ميديا، ردت ماجدة على منتقديها عبر حسابها على منصة "إكس"، قائلة: "بعدو بلدنا حلو.. وبعدو جنة، وراح يبقى، ومهما عملوا فينا، وأجرموا .. اتاكدوا ان الكلمة الأخيرة لربنا.. لبنان عنده رب".

من هي ماجدة الرومي؟

ولدت ماجدة الرومي يوم 13 ديسمبر/كانون الأول عام 1956 في بلدة كفرشيما اللبنانية، لأسرة فنية تعشق الفن الراقي والطرب الأصيل، فهي ابنة الموسيقار اللبناني الشهير حليم الرومي، أحد المساهمين في سطوع نجم المطربة الكبيرة فيروز.

ومنذ طفولتها، نجحت ماجدة في لفت الأنظار إليها، خصوصا بعد تأثرها بكبار الموسيقيين العرب أمثال محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ واسمهان، وتعليم والدها لها أصول الغناء مبكرا.

لكن انطلاقتها الحقيقية كانت بعمر 18 عاما، عندما شاركت في برنامج اكتشاف المواهب "استوديو الفن" عام 1974، وفي العام التالي قدمت أولى أغنياتها بعنوان "عم بحلمك يا حلم يا لبنان".

لكن سبق أغنيتها الأولى التي أصدرتها في عام 1975 تقديم ماجدة أول تسجيل غنائي بعنوان "ميلادك"، وهو ترتيل كنسي، وسجلت أيضًا في تلك الفترة "الهوا هوايا" و"عيون القلب".

وفي لمح البصر صعدت الشابة الموهوبة وبدأ اسمها في السطوع، فلعبت دور البطولة بفيلمها السينمائي الأول "عودة الابن الضال" في عام 1976، وطرحت أول ألبوماتها "وداع" في عام 1977.

ومنذ صعودها الأول على المسرح في منتصف السبعينيات لم تنزل السيدة الملقبة بـ"ملاك الطرب العربي" و"مطربة المثقفين"، وقدمت خلال مشوارها الفني الناجح 13 ألبومًا غنائيًا.

أيضا خلال مشوارها عملت ماجدة مع كثير من الملحنين والشعراء المعروفين، منهم نزار قباني وكاظم الساهر، ومن أشهر أغانيها: "رسائل"، و"كلمات"، و"اعتزلت الغرام"، و"آدم وحنان" و"حبيبي".

كما غنت صاحبة الصوت المثقف أمام العديد من الملوك والرؤساء، ووقفت على مسارح أغلب المهرجانات الكبرى بالعالم العربي، وحصلت على العديد من التكريمات والجوائز، أبرزها نيشان الفنون والآداب برتبة ضابط، ووسام الأرز الوطني رتبة كومندور، والدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية، وغيرها.

في عام 1979 تزوجت ماجدة من انطوان دفوني، وأنجبت منه طفلين هما هلا ونور، واستمرت الزيجة ناجحة حتى عام 2003 عندما انفصلت عنه بعد ارتباط دام أكثر من 20 عاما.

ولا تقتصر إبداعات ماجدة الرومي على المجال الفنِّى، إذ أسهَمت في جهود إغاثة إنسانية، تحديدا عندما تولَّت سفارة دول الشرق الأوسط لبرامج منظَّمة "أنقذوا الأطفال" التابعة لشركة بولغاري، وهي سفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وسفيرة لدى منظمة الفاو.

أيضا في 2012 زارت مبنى الإسكوا في بيروت للتعرف على آخر إجراءات الحد من الفقر لدى الشباب، وقامت بالعديد من التبرعات المالية لصناديق المنح الدراسية في الجامعة الأمريكية ببيروت.