نبوءة القديس مالاشي تعود للواجهة.. هل البابا فرنسيس آخر بابوات الفاتيكان؟

بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس يوم 21 أبريل، تجددت الأحاديث حول واحدة من أكثر النبوءات المثيرة التي تحتفظ بها ذاكرة الكنيسة الكاثوليكية.
"نبوءة البابوات"، المنسوبة إلى القديس مالاشي، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وتثير في كل مرة جدلًا جديدًا حول نهاية الكنيسة وبداية زمن مختلف كليًا.
تتكون هذه النبوءة من 112 مقطعًا غامضًا، كُتبت باللاتينية، وتُفَسَّر على أنها إشارات رمزية تصف الباباوات الذين سيحكمون الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 1143، بدءًا من البابا سيليستين الثاني، وصولًا إلى البابا الأخير المُلقّب بـ"بطرس الروماني"، الذي يُفترض أن يتولى المنصب في زمن مضطرب، قبل سقوط مدينة روما وانهيار المؤسسة البابوية، وفقًا للتأويلات المتداولة.
الغموض تصاعد مع وفاة البابا فرنسيس، إذ بدأ كثيرون بالربط بين النبوءة والواقع الراهن، خصوصًا مع بروز تسعة أسماء لخلافته، من بينهم ثلاثة كرادلة يحملون اسم "بطرس" — أحدهم المجري بيتر إردو، المعروف بمواقفه المحافظة؛ وبيتر توركسون من غانا، الذي يُشيد به في قضايا الإنصاف الاجتماعي؛ وبيترو بارولين من إيطاليا، أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في الفاتيكان.
البعض ذهب إلى حد الربط بين البابا الراحل و"بطرس الروماني" ذاته، خاصة أن اسمه عند الولادة يتضمن اسم بطرس (جيوفاني دي بيترو دي برناردوني)، وأصوله تعود إلى إيطاليا، ما غذّى تصوّرات بأن النبوءة ربما تشير إليه، أو إلى خليفته القريب.
النبوءة لا تتوقف عند التنبؤ بأسماء القادة الروحيين، بل تتعمق في ما يُعتقد أنه إشارات إلى أحداث تاريخية ومواعيد فاصلة. فمثلًا، يرى مؤيدوها أن منتصف القائمة تحقق عام 1585 مع البابا سيكستوس الخامس، ما يدفعهم للاعتقاد بأن نهاية العالم، بحسب النبوءة، ستقع بعد 442 عامًا من ذلك التاريخ، أي في 2027، وهو ما تبقى له أقل من عامين فقط. وقد لاقت هذه الرؤية رواجًا أكبر بعد تدهور صحة البابا فرنسيس مؤخرًا، وإصابته بأزمات تنفسية في فبراير الماضي.
النصوص التي تتضمنها هذه النبوءة ليست خالية من الإشارات الرمزية الدقيقة التي تُفسَّر بأثر رجعي، كالمقطع المتعلق بـ"مجد الزيتونة"، الذي يُعتقد أنه تنبأ بقدوم البابا بنديكتوس السادس عشر المنتمي لرهبنة الأوليفيتانيين، أو إشارة "كسوف الشمس"، التي يُربط توقيتها بمولد البابا يوحنا بولس الثاني.
وفي عام 1958، جسّد الكاردينال سبلمان من نيويورك شطرًا من النبوءة عندما أبحر في نهر التيبر على متن قارب محمّل بالخراف، تعبيرًا عن رمز "الراعي والملاح"، مما يعكس المكانة الرمزية التي اكتسبتها هذه النبوءة في المخيال الكاثوليكي.
ومع صدور فيلم وثائقي حديث في عام 2024 يتناول هذه النبوءة بتفصيل، تسارعت التكهّنات وازداد زخم النقاش حولها، خاصة في فقرة تتحدث عن "المحور في منتصف علامة"، التي فُسّرت على أنها إشارة إلى نقطة مركزية في التاريخ البابوي تشير إلى العدّ التنازلي نحو النهاية.
رغم تشكيك بعض الباحثين في صحة الوثيقة، مرجحين أنها كُتبت في القرن السادس عشر وتم تلفيق نسبتها إلى القديس مالاشي، إلا أن أنصارها يستندون إلى دقة تفاصيلها في القرون الماضية لتأكيد صدقيتها. ومهما كانت الحقيقة، فإن عودة هذه النبوءة إلى الساحة مع رحيل البابا فرنسيس تعكس قلقًا عميقًا يسكن الوجدان الجمعي تجاه المستقبل، وانتظارًا لِما قد تحمله الأيام القادمة من تحولات دراماتيكية في مصير الكنيسة، وربما العالم كله.
aXA6IDMuMTM5LjEwNy45NiA= جزيرة ام اند امز