خبير لـ"العين الإخبارية": الملالي يضطهد الصوفيين لرفضهم ولاية الفقيه
الدكتور فتحي المراغي قال إن أزمة دروايش جنابادي مع نظام الملالي بسبب التعارض الجوهري مع نظرية ولاية الفقيه.
قال خبير بالشأن الإيراني إن نظام الملالي الحاكم في إيران يمارس موجة قمع جديدة ضد أبناء طائفة "دراويش جنابادي" الصوفية، والتي تعارض ولاية الفقيه، كما أن نظام المرشد مرعوب من تلك الطائفة التي سجنت إيران بعضا من أتباعها في حملة مستمرة.
- إيران.. مقتل 3 ضباط شرطة في اشتباكات مع محتجين بطهران
- بلومبرج: فقراء إيران يدفعون ثمن فشل سياسات ملالي طهران
وكانت اشتباكات دامية، اندلعت، ليل أمس الإثنين، في منطقة باسداران بالعاصمة الإيرانية طهران بين قوات الشرطة ومحتجين تابعين لطريقة "دراويش جنابادي" الصوفية، المناهضة لولاية الفقيه التي يقوم على أساسها نظام الحكم في إيران.
وأعلنت السلطات الإيرانية اعتقال المئات من أعضاء تلك الحركة بزعم إثارة الشغب والاعتداء على قوات الشرطة، على خلفية احتجاجهم أمام أحد مقرات الشرطة شمال طهران، للمطالبة بالإفراج عن "نعمت الله رياحي"، أحد قادة الحركة الصوفية.
وقال الدكتور فتحي المراغي، رئيس وحدة الدراسات والبحوث بمركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، إن "أزمة الدراويش مع نظام الملالي تأتي انطلاقًا من حالة التعارض الجوهري مع نظرية ولاية الفقيه".
وأضاف "المراغي"، في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية"، أن هناك رفضا من الولي الفقيه سواء الخميني أو خامنئي لطائفة الدراويش التابعين لطريقة "شاه نعمت " أو الذين يعرفون حاليا بالـ"جنابادي"، لافتًا أن النظام الإيراني يعتبرهم خطرا على أمنه القومي.
وأكد الخبير في الشأن الإيراني أن خوف الملالي تجاه تلك الطائفة الصوفية بالتحديد؛ نظراً لكونهم غير قابلين للحشد سياسيًا ولا طائفيًا تحت مسميات "نصرة المستضعفين"، أو "تصدير الثورة" وغيرها من شعارات النظام الإيراني التي يستقطب بها مناصريه لنشر إرهابه وشروره بالمنطقة.
وأكد فتحي المراغي أن هناك عمليات تضييق مستمرة واعتقالات بحق أبناء تلك الطائفة منذ عقود، مرجحًا شن السلطات الإيرانية حملة قمعية جديدة ضدهم بعد اتهامهم بالاعتداء على عناصر الشرطة.
واعتبر أن كثرة الحشد السياسي والشحن الجماهيري يولد نوعا من الضجر وتجعل الإيرانيين يبحثون عن زاوية توفر لهم السلامة الروحية والسكينة بعيدا عن دعوات الموت والكراهية التي يكررها نظام ولاية الفقيه بشكل متواصل.
وقال إن طائفة "دراويش جنابادي" رغم عددهم المحدود، ينتشرون في مناطق طهران وخراسان.
وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي نفوا، الإثنين، أي صلة بالمعتقلين من أبناء الطائفة بالمزاعم التي يرددها النظام الإيراني.
ولفت موقع "مجذوبان نور" الإلكتروني المقرب للصوفيين على تويتر، أن عددا من المعتقلين على يد الشرطة الإيرانية يعانون من إصابات بالغة في المستشفيات، ومن بينهم الناشطين الحقوقيين سجاد رزمي، وكسري نوري.
وقال إن مصير المعتقلين من الحركة مازال مجهولا، مشيرا إلى أن عناصر من قوات البسيج تدخلت لفض التجمع السلمي لهؤلاء المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع.
واندلعت الاشتباكات إثر احتجاجات بعض من أتباع طريقة "دراويش جنابادي" بعد احتجاز الشرطة أعضاء من جماعتهم.
وتصاعدت حدة العنف بعد مقتل 3 من عناصر الشرطة دهسا بحافلة.
وتعتبر إيران الصوفية تهديدا للمؤسسة الشيعية الحاكمة وسجنت بعضا من أتباع الطائفة في حملة مستمرة.
وأظهرت لقطات فيديو بثت، الثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي صوفيين من أبناء طريقة "دراويش جنابادي" وهم ملطخون بالدماء.
وذكر مركز حقوق الإنسان في إيران، وهو منظمة غير هادفة للربح مقرها نيويورك، أن السلطات اعتقلت عددا من الصوفيين في الشهرين الماضيين.
وقال المركز إن 10 من أتباع الطريقة الصوفية في إيران أصيبوا واعتقل 3 آخرون في مدينة كوار بإقليم فارس بعدما هاجمت الشرطة مسيرتهم في 14 يناير/كانون الثاني الماضي، حيث كانوا يطالبون أيضا بإطلاق سراح معتقلين صوفيين.
aXA6IDMuMTQ3LjYwLjYyIA== جزيرة ام اند امز