كوريا الشمالية تطلق صواريخ الغضب على ماليزيا وكوالالمبور ترد
مسئول حكومي في ماليزيا يرد على ذلك بأن بلاده قد تطرد سفير بيونج يانج وتقطع العلاقات
قال مسؤول حكومي كبير ، الخميس، إن ماليزيا تبحث طرد سفير كوريا الشمالية لديها أو إغلاق سفارتها في بيونجيانج مع تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية اغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية في مطار بكوالالمبور.
ويأتي هذا بعد ساعات قليلة من توجيه كوريا الشمالية اتهاما لماليزيا بالمسئولية عن اغتيال كيم جونج نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية عبر "التآمر" مع كوريا الجنوبية.
وقال مسؤول في الحكومة الماليزية إن تصريحات سفير كوريا الشمالية أغضبت ماليزيا التي تعد حاليا ردا ربما يتضمن إعلان السفير "شخصا غير مرغوب به." ، بحسب ما نشرته "رويترز".
وهذا الإعلان في حال صدوره سيكون أقوى رد يمكن لماليزيا توجيهه لدبلوماسي أجنبي وقد يعني أن على السفير مغادرة البلاد.
وأضاف المسؤول أن ماليزيا تبحث خيارات أخرى. ويمكن للدولة -وهي واحدة من دول قليلة تحتفظ بعلاقات ودية مع كوريا الشمالية المنعزلة- أن تغلق سفارتها في بيونجيانج أو توقف دخول مواطني كوريا الشمالية إلى ماليزيا بدون تأشيرة مسبقة.
وقال إنه إذا لم توقف كوريا الشمالية انتقادها يمكن قطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها.
وجاء اتهام كوريا الشمالية لماليزيا في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، بعد فترة صمت دامت 10 أيام منذ اغتيال "نام" في مطار بكوالالمبور، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ونقلت وكالة كوريا الشمالية عن لجنة حقوقيين كورية شمالية أن "ماليزيا ملزمة بتسليم الجثمان إلى كوريا الشمالية، لأنها أجرت عملية تشريح وفحص طب شرعي بطريقة غير قانونية وغير أخلاقية".
واغتيل كيم جونج-نام الذي كان يعيش خارج كوريا الشمالية منذ سنوات، في 13 فبراير/شباط الجاري بمطار كوالالمبور الدولي حيث كان يستعد ليستقل طائرة متوجهة الى ماكاو.
ووقع أول تصادم بين كوريا الشمالية وماليزيا في هذه القضية حين رفضت السلطات الماليزية تسليم الجثة إلا بعد انتهاء التشريح، كما قالت إنها ستسلمها لأقاربه وبعد التأكد من صلة القرابة عبر اختبار الحمض النووي، فيما طلبت بيونج يانج تسليمها للسفارة مباشرة.
ووصفت كوريا الشمالية في البيان شرط الحصول على الحمض النووي بأنه "ذريعة سخيفة"، أن هذا "يثبت أن الجانب الماليزي سيقوم بتسييس نقل الجثمان في ازدراء كامل للقانون الدولي والاخلاق وبهدف مريب".
وتابعت أن "المسؤول الرئيسي عن هذه الوفاة هو حكومة ماليزيا لأن مواطن الجمهورية الشعبية والديموقراطية لكوريا الشمالية توفي على أرضها".
كما كشف البيان عن مطلب بيونج يانج بإجراء تحقيق مشترك، وأنها مستعدة لإرسال فريق من الحقوقيين إلى ماليزيا.
ونسبت الوكالة فرضية عملية تسميم إلى "الشائعات الجنونية" لوسائل الإعلام الكورية الجنوبية.
وقالت الوكالة ان كوريا الشمالية "ستراقب الموقف المقبل للجانب الماليزي".
اغتيال شقيق كوريا الشمالية يهددها بخسارة"الصديق النادر"
وكشفت لقطات كاميرات المراقبة في المطار ان امرأتين اقتربتا من كيم جونج-نام وقامت إحداهما بإمساكه من الخلف وبدت وكأنها تضع قطعة قماش على وجهه، يشتبه أنه كان بها مادة سامة.
بعد ذلك طلب الرجل البالغ من العمر 45 عاما مساعدة طاقم المطار قبل أن يتوفى خلال نقله الى المستشفى.
وأعلنت الشرطة الماليزية، الخميس، أنها طلبت من منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" إصدار مذكرة اعتقال لـ4 كوريين شماليين مشتبه بهم في قضية الاغتيال، وهي الخطوة التي كانت تصعيدًا في التوتر بين البلدين، على خلفية عدم تعاون كوريا الشمالية في وقت سابق.
وقال مدير الشرطة، خالد أبو بكر، إن الشرطة أرسلت طلباً رسمياً كذلك إلى سفارة كوريا الشمالية لاستجواب السكرتير الثاني للسفارة ومسؤول من الخطوط الجوية الكورية الشمالية في إطار القضية نفسها.
وماليزيا من الدول القليلة في العالم التي تحتفظ بعلاقات مع كوريا الشمالية.
وقد استدعت هذا الأسبوع سفيرها من بيونج يانج بعدما ألقى سفير كوريا الشمالية في كوالالمبور بظلال من الشك على حيادية التحقيق الماليزي، ورفضت بلاده تشريح الجثمان.
ويعمل حوالى الف كوري شمالي في ماليزيا، وتشكل عائداتهم مصدر عملات صعبة مهم لكوريا الشمالية التي تستورد نفطا مكررا والمطاط الطبيعي والزيت من ماليزيا.
وتشتري كوالالمبور أغراضا كهربائية او الكترونية وكذلك منتجات من الصلب من كوريا الشمالية.
وكانت ماليزيا تعتبر صلة وصل بين ممثلي بيونج يانج وبقية العالم، واستضافت كوالالمبور في السنوات الماضية لقاءات سرية بين النظام الكوري الشمالي والولايات المتحدة.
ولم يذكر البيان اسم كيم جونج-نام، وهو الأخ الأكبر لزعيم كوريا الجنوبية كيم جونج-أون، وترددت أنباء غير مؤكدة عن وجود خلافات بينهما نظرا لاعتراض الأخ القتيل على سياسات النظام الحاكم.
ومنذ بداية هذه القضية الاشبه برواية تجسس، توجه كوريا الجنوبية أصابع الاتهام إلى عدوتها كوريا الشمالية، وتشير إلى وجود "أمر دائم" أصدره كيم جونج-اون بتصفية أخيه غير الشقيق المعارض للنظام الكوري الشمالي.
ودعا وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونج-سي المجتمع الدولي إلى "اتخاذ اجراءات" ضد الشمال.
ونقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن يون قوله بعد لقائه نظيره البريطاني بوريس جونسون أن "الأسرة الدولية ستعتبره عمل إرهاب دولة يمس بسيادة ماليزيا".