تجربة ماليزية مثيرة لمنع هدر الطعام في رمضان (صور)
مع اقتراب شهر رمضان المبارك من نهايته تتكشف التجارب المميزة التي تعامل بها مسلمون حول العالم خلال الشهر بشكل يتسق مع الحفاظ على البيئة كقيمة دينية مضافة لبقية المعاني الروحانية الطيبة.
ومن السلوكيات المهمة التي يجب الإشارة إليها في سلوك المسلم خلال هذا الشهر، خاصة مع كشف حساب نهاية رمضان 2024 هو كيف استطاع التغلب على هدر الطعام في الأسواق الرمضانية.
ومن التجارب المميزة في هذا السياق تجربة العاصمة الماليزية كوالالمبور وفيها بازارات رمضان، وأسواقها النابضة بالحياة والمزدحمة.
وتقدم هذه البازارات مجموعة واسعة من الأطباق الماليزية التقليدية والمعاصرة والوجبات الخفيفة والحلويات، مما يجعلها وجهات شهيرة لكل من المسلمين وغير المسلمين الذين يسعون إلى الإفطار أو الاستمتاع بالمأكولات اللذيذة.
وتلعب هذه البازارات دوراً حاسماً في خدمة المجتمع خلال شهر رمضان من خلال توفير مكان مناسب وسهل الوصول إليه للأفراد والعائلات لشراء الوجبات الطازجة والوجبات الخفيفة لوجبتي "البربوكة" و"السحور".
وتلبي مجموعة متنوعة من خيارات الطعام المتوفرة في هذه البازارات الأذواق والتفضيلات المتنوعة، مما يضمن أن الجميع يمكنهم العثور على ما يستمتعون به.
ومع ذلك، فإن إحدى القضايا الملحة التي تعاني منها الأسواق الرمضانية في كوالالمبور كغيرها من الأسواق هي هدر الطعام.
ومع وفرة الطعام الذي يتم إعداده وبيعه في هذه الأسواق، هناك خطر ترك الطعام الزائد دون بيع أو عدم تناوله، مما يؤدي إلى إهدار لا لزوم له.
وهذا لا يسهم في الاهتمامات البيئية فحسب، بل يتعارض أيضًا مع روح رمضان، التي تؤكد الامتنان والاعتدال والرحمة تجاه الآخرين.
ووفقا لمؤسسة إدارة النفايات الصلبة والتطهير العام في ماليزيا، بلغ هدر الطعام في هذه الأسواق العام الماضي نحو 75 ألف طن، أو نحو 15٪ إلى 20٪ أكثر مقارنة بالأشهر الأخرى.
ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام خلال هذا العام في رمضان 2024.
ومع ذلك، لمعالجة هذه المشكلة تطوعت العديد من حركات المجتمع المدني لضمان عدم هدر الغذاء، في تجربة رائدة يقوم فيها المتطوعون بجمع الفائض من الطعام وتنظيمه ومن ثم توزيعه على المحتاجين.
وبصرف النظر عن ذلك، قام التجار أنفسهم أيضا بتشجيع البائعين على ممارسة التحكم في الأجزاء وتقديم أحجام خدمة أصغر لتقليل بقايا الطعام.
ويشير الكاتب الماليزي نذير سوفاري في تحقيق نشرته منصة "themalaysianinsight"إلى أن "ما نحتاجه هو رفع مستوى الوعي بين البائعين والعملاء حول أهمية الحد من هدر الطعام وتعزيز الممارسات المستدامة لضمان ألا يكون هدر الطعام مشكلة في السنوات القادمة، خاصة في بازارات رمضان".