رأسا السلطة في مالي "بدون صلاحيات".. وقائد انقلاب أغسطس يعد بالانتخابات
أعلن الكولونيل أسيمي غويتا؛ قائد انقلاب أغسطس في مالي، تجريد رأسي السلطة من الصلاحيات، في قرار يُعيد الأزمة السياسية في البلاد.
واتهم غويتا رئيسي الفترة الانتقالية اللذين يقضيان يومهما الثاني قيد الاعتقال من طرف قادة عسكريين في الجيش، بمحاولة "تخريب" المرحلة الانتقالية.
وسجل غويتا اعتراضه على تشكيل الرئيس الانتقالي باه نداو ورئيس الوزراء مختار وان، حكومة جديدة دون التشاور معه مسبقاً، رغم أنه مسؤول عن الدفاع والأمن، وهما قطاعان هامان في هذا البلد الذي يشهد اضطرابات.
وقال إن "هذا الإجراء يدل على إرادة واضحة لرئيس المرحلة الانتقالية ورئيس الوزراء بانتهاك الميثاق الانتقالي (...)، حيث ثبت وجود نية لتخريب العملية الانتقالية".
ويُعد الميثاق الذي أعده إلى حد كبير العسكريون نصاً مرجعياً للانتقال الذي من المفترض أن يعيد السلطة إلى المدنيين.
واعتبر غوتا أنه "ملزم بالرد" وبـ"تجريد الرئيس ورئيس الوزراء وجميع الأشخاص المتورطين من صلاحياتهم".
كما أشار في بيان قرأه أحد المتعاونين مرتدياً الزي الرسمي على التلفزيون الرسمي، إلى أن "العملية الانتقالية ستواصل مسارها الطبيعي وأن الانتخابات المقررة ستجرى خلال عام 2022".
انقلاب خامس أم تصحيح مسار؟
ولا يعرف على وجه الدقة إن كان التجريد من الصلاحيات يعني عمليا تنفيذ انقلاب جديد على السلطة، إذ لم يصرح بيان غويتا بشكل واضح بتوليه مهام رئيس السلطة الانتقالية.
وبدأت الأزمة الجديدة يوم الإثنين الماضي، بتعديل وزاري في الحكومة الانتقالية أدى إلى تذمر وسط قادة عسكريين نافذين في الجيش المالي.
وما إن عين رئيس الوزراء المعتقل وزراء جدد وأسند حقائب رئيسية لشخصيات عسكرية، وإعفاء أخرى حتى بدأت تجليات أزمة جديدة.
فقد اعتقل الجيش مساء أمس، رئيس البلاد ورئيس الوزراء ووزير الدفاع، واقتادهم إلى ثكنة عسكرية قريبة من العاصمة باماكو.
وسبق أن تعهدت الحكومة الانتقالية في الدولة المضطربة الواقعة غرب أفريقيا، بتعيين وزراء "من قاعدة واسعة"، وسط غضب متنامِ لبروز الشخصيات العسكرية وبطء الإصلاحات الموعودة.
وشهدت دولة مالي، في أغسطس/آب الماضي، انقلاباً عسكرياً قاده ضباط في الجيش على حكم إبراهيم أبو بكر كايتا؛ بعد أن تمكنوا من السيطرة على عدد من الوزارات والمقار الحكومية، بالإضافة إلى اعتقال رئيس البلاد ورئيس حكومته.
وشهدت دولة مالي عبر تاريخها 4 انقلابات عسكرية وعدة اضطرابات أمنية، وعملية تمرد في شمالها قادها الطوارق في تسعينيات القرن الماضي.
وتحولت البلاد إلى واحدة من أكثر الدول الأفريقية "بؤرة للجماعات الإرهابية، وكذا الجريمة المنظمة بكل أنواعها من تجارة المخدرات والأسلحة إلى الإتجار بالبشر"، وسط صراعات على الزعامة أيضا بين تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين على أراضيها.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA== جزيرة ام اند امز