عبر 6 دول بالدراجة للدراسة بالأزهر.. طالب غيني يروي لـ"العين الإخبارية" كواليس رحلة اجتياز صحراء أفريقيا (حوار)
الدراسة في الأزهر الشريف، حلم كان بعيد المنال عن الشاب الغيني مامادو سافايو، لكن إرادته الخارقة جعلته يقطع المسافة من أقصى غرب أفريقيا إلى مصر على متن دراجة هوائية.
رحلة لم يصدقها كثيرون، لكن حديث الشاب الغيني ولقاءه بمسؤولي الأزهر في مصر، وحفاوة استقباله من أبناء جاليته الوافدين للدراسة، تقول الكثير عن رحلة الـ4 آلاف كيلومتر.
على مدار عام كامل، حاول الشاب الغيني جمع المال للحصول على تذكرة طيران للسفر من غينيا إلى مصر لدراسة علوم الدين والقرآن الكريم في الأزهر الشريف، لكنه لم يفلح في جمع المبلغ اللازم.
ويعد الـ17 مايو/آيار الماضي يومًا فارقًا في حياة مامادو، فيه اشترى دراجة هوائية، ليس لممارسة الرياضة، أو قضاء المشاوير في حدود قريته الصغيرة، ولكن للسفر بها عبر صحراء أفريقيا إلى مصر.
استغرقت رحلة مامادو من غينيا إلى تشاد 4 أشهر ونحو أسبوعين، وفي إنجامينا استطاع الحصول على تذكرة طيران إلى القاهرة، وفي مطار العاصمة المصرية استقبله أبناء الجالية الغينية استقبال الفاتحين.
يروي الشاب البالغ 25 عامًا لـ"العين الإخبارية" كواليس رحلته عبر أدغال أفريقيا، وقضاء لياليه في الغابات، ومواصلة ركوب الدراجة تحت الأمطار، وغيرها من الكواليس يوضحها في هذا الحوار:
بداية.. من هو مامادو سافايو؟
أنا محمد الشافعي باري، طالب غيني، متزوج ولدي طفلة تدعى هاجر، وكنا نعيش في غينيا مع أبي وأمي، حاولت على مدار السنين الماضية الحصول على شهادة البكالوريوس في غينيا، لكنني لم أوفق في ذلك رغم 5 محاولات.
متى فكرت بالدراسة في الأزهر الشريف؟
فكرة الدارسة بالأزهر الشريف راودتني منذ العام الماضي، فبعدما فشلت في الحصول على درجة البكالوريوس قررت استكمال دراستي في العلوم الدينية، وبدأت رحلة شاقة لجمع المال اللازم للحصول على تذكرة طيران إلى مصر، لكنني لم أوفق أيضًا في تدبير ثمن التذكرة.
وكيف جاءت فكرة الدراجة؟
أردت فقط أن أصل إلى مصر، لأنني أحببتها كثيرًا بفضل مقاطع الفيديو التي شاهدتها لمشايخ مصر على موقع "يوتيوب"، وكنت أستمع إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ الحصري والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ أحمد الطيب، ولم أكن أعلم أنه هو شيخ الأزهر، كنت أعرف فقط أنه عالم من علماء مصر، ولم أعرف -صدقًا- أنه شيخ الأزهر. لأجل هؤلاء العلماء ولأجل غيرهم من علماء الدين في غينيا ممن تلقوا العلم في جامعة الأزهر والمراكز الدينية بمصر قررت المجيء إلى هنا، والحمد لله.
كيف بدأت رحلتك وما أبرز الصعاب التي واجهتك؟
في 17 مايو/أيار 2023 اشتريت دراجتي، ولم أنم طوال هذا اليوم، حزمت حقيبتي وبدأت سفري بالدراجة إلى مالي ثم بوركينا فاسو ثم توجو وبنين والنيجر وتشاد، وهناك حصلت على تذكرة طيران إلى القاهرة والحمد لله.
في رحلتي كنت آكل مرة أو مرتين يوميا، وكان طعامي من الخبز والمانجو وغيرها من الفواكه، وكنت أنام في الغابات، بينما تجنبت المبيت في المدن، لأن المدن كما تعرف مليئة باللصوص. وفي أثناء مروري ببوركينا فاسو استوقفتني الشرطة، وتم احتجازي في توجو لعدة أيام، وكنت أقود الدراجة لمسافة 10 كيلومترات في اليوم، وأحيانًا لم أستطع استخدامها، وبدأت الأمور تتحسن كثيرًا بعد وصولي إلى تشاد.
كم استغرقت رحلتك؟
رحلتي من غينيا إلى مصر استغرقت 4 أشهر وأسبوعين، قطعت شهرين من غينيا إلى تشاد، وفي رحلتي قابلت الكثير من الناس، لم يصدقوا رحلتي، وكنت أقول لهم إنني مسافر من غينيا إلى مصر، لكنهم لم يصدقوني وقالوا إني كاذب، لكني فعلتها ولا بأس في ذلك، والحمد لله أنا الآن في مصر.
ما الذي تتذكره من مشهد وصولك إلى مصر؟
وصلت إلى مصر وذهبت إلى الأزهر الشريف وقابلت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، والله ما كنت أظن أنني سأقابلها عندما أصل، وأنا مسرور وسعيد بهذا اللقاء وهذه الحفاوة الحمد لله، وأهداني الدكتور أحمد الطيب منحة دراسية، ووعدوني بالمساعدة لكي أجد ما كنت أطلب في مصر، وأشكره على ذلك، وأسأل الله أن يبشره ويبشر كل المسلمين والمسلمات بجنة الفردوس.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز