شاب يروي لـ"العين الإخبارية" تجربته مع المساكنة.. وداعية توضح الحكم الشرعي (خاص)
قبل أسبوع، أثار الفنان المصري محمد عطية جدلًا واسعًا، جراء عدة تصريحات أدلى بها في مقابلة تلفزيونية.
محمد عطية، عبّر عن آرائه في عدد من الأمور الاجتماعية، كالتحرش، وحرية المرأة في ارتداء ملابس البحر (المايوه)، وحتى الزواج، وهي القضية التي فتحت عليه باب النقد على مصراعيه، ووضعته في مرمى النيران.
وقال الفنان المصري إنه من الأنسب أن "يكون الزواج من غير عقد كما المساكنة"، باعتبار أن هذا الأمر هو "عُرف بشري"، بما يضمن تعرف الطرفين على بعضهما البعض "حتى في حياتهما الجنسية".
وأضاف "عطية": "الأنسب نتجوز من غير عقد زي المساكنة، لأن المعظم بيتجوز عمياني مع أن الجنس جزء مهم في العلاقة، وأغلب حالات الطلاق بتحصل بسبب عدم توافق الحياة الجنسية، فالأفضل نعيش مساكنة ونشوف ينفع نعيش مع بعض ولا لأ".
انتقادات لاذعة لمحمد عطية
عقب عرض حلقة الفنان المصري ضمن برنامج "شو القصة"، قوبلت "تصريحات المساكنة" بهجوم لاذع من قِبَل كثيرين، سواء كانوا من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى من قِبَل بعض الدعاة.
كما تطور الوضع إلى رفع محام مصري دعوى قضائية ضد "عطية"، فاتهمه بأنه "ضرب بعرض الحائط التعاليم الدينية وكذلك الأعراف الإسلامية، ويساعد على نشر الفسق والفجور، وحلل أمرًا حرمه الله"، حتى طالب بإحالته إلى المحاكمة الجنائية.
شاب مصري: "هذه تجربتي مع المساكنة"
وسط الموجة العالية التي استهدف تيارها الفنان محمد عطية وتصريحاته، كان آخرون مؤيدين لما طرحه الأخير، باعتبار أن ما أدلى به كفيل بحل مشكلات الزواج، وتجنيب الطرفين تبعات الطلاق.
من هذا المعسكر، تحدثنا مع الشاب المصري إسلام ملبا، مخرج تسجيلي، الذي بدوره روى لـ"العين الإخبارية" تجربته "الجزئية" بحسب إشارته مع المساكنة، قائلًا إن هذا الأمر تتحمل تبعاته المرأة، لما تعانيه من توتر أعصاب وخشية على خدش سمعتها، موضحًا: "الستات اللي حبيتهم وساكنتهم أو كان بينا علاقات رضائية شايل جميلهم عليّ فوق راسي وممتن لكل واحدة فيهم".
ينوه "ملبا" بأن تجاربه مع المساكنة كانت لها تأثيرات إيجابية بحسب زعمه: "كل واحدة فيهم أضافت لي حاجة على طريق نضجي العاطفي والنفسي".
وعدد الشاب المصري، خلال تصريحه لـ"العين الإخبارية"، بعض الأمور التي استخلصها من تجاربه مع المساكنة وفق رأيه، فيقول، إن أنسب حل للمطلقين أن يحتفظوا بعلاقة المساكنة بينهما، أي يقضي كل طرف حياته منفردًا، على أن يكون اللقاء يومين أو ثلاثة على الأكثر في الأسبوع الواحد حسب تصوره، بما يرفع عنهما أي عبء.
يضيف "ملبا" أن المصارحة وكشف كل طرف لأوراقه أمر هام، بحيث يوضح الرجل أو تفصح المرأة عما يرغبان فيه من وراء المساكنة: "في إنسان الزواج مهم له عشان الخلفة، وفي إنسان عايز يتجوز عشان الونس، وفي حد عايز يتجوز عشان الحميمية".
يرى "ملبا" أن الشاب والشابة قبل إتمام زواجهما يصبون جم تركيزهما على ما تحتاجه شقة الزوجية، دون الاهتمام بصفات وسمات كل شخص، وإهمال اكتشاف عادات الطرفان لبعضهما البعض، شارحًا: "لما بيتقفل عليهم باب واحد حاجات كتير بيكتشفوها، مين بيحب يسمع أغاني عشان ينام؟ ومين ما بيحبش يسمع صوت ونومه خفيف؟ مين اللي بتصحيه صوت تكتكة الموبايل ومين بيشخر وهو نايم؟ مين هيستحمل مين وهو بيعمل صوت وهو بياكل؟ مين بيحب النور الأبيض ومين ما بيطقش الإضاءة البرتقالي؟ مين بخيل ومين جشع؟ مين بيحب الحميمية في الجنس ومين مابيطقش حد يلمسه؟ ومين اللي بيحبه بعنفوان؟ مين يقدر يشتري الخضار والفاكهة مين بيدفع الفواتير؟ مين اللي بيقف مع السباك؟"، وغيرها.
بناءً على ما سبق، تساءل: "هيعرفوا بعض كل ده إزاي من غير مساكنة؟ أنا عن نفسي وأنا عندي ٣٦ سنة بعتبر نفسي رجل لا إنجابي، وبالتالي من الجحود أعرف ست عندها ٢٠-٢٥-٣٠ سنة ولسه ماخلفتش، وأقول لها أصل أنا راجل لا إنجابي، أو أفاجئها بعد الزواج بعدم الرغبة في الخلفة، ما هو ده يبقى جحود ونرجسية ضدها".
يعتقد الشاب المصري بأن الصيغة الاجتماعية في حاجة إلى التغيير، خاصةً مع ارتفاع حالات الطلاق بحسب إشارته، متسائلًا: "طب ده مش مؤشر إن طريقة الزواج أصلًا غلط ومعطوبة ومحتاجة تطوير؟ وإن الأطر الاجتماعية وشكل التعارف ما بين الجنسين ما بقيتش نافعة ومحتاجة تتطور؟".
يختم "ملبا" تصريحه لـ"العين الإخبارية" بتأييده لما صرح به الفنان محمد عطية: "أعلن دعمي وتأييدي لكل ما ذهب إليه، وفخور به وبشجاعته، وشايفه إنسان استثنائي، هو ببساطة إنسان على خلق واشتغل على نفسه كتير".
داعية: "المساكنة في حقيقتها زنا"
في المقابل، كان للدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر في مصر، رأيًا مخالفًا فيما يخص المساكنة، فافتتحت تصريحها لـ"العين الإخبارية" بالقول: "نحن في مرحلة هب علينا فيها ثقافات الغرب وثقافات غريبة علينا لم نرها لا في تاريخنا ولا في ثقافتنا المصرية".
وأضافت "آمنة" بشأن المساكنة: "هذا نوع من التراجع الخسيس، وملء الفراغ بما هو ليس من الإسلام أو من ثقافتنا، أي ما يدعو إليه هؤلاء الشباب لا هو من ديننا ولا هو من ثقافتنا ولا من موروثاتنا ولا من قيمنا، ولا يُقبل شكلًا أو موضوعًا".
شددت أستاذ الفلسفة على أن المساكنة في حقيقتها "زنا": "يُوضع لها أي مصطلح أو اسم، لكن حقيقتها زنا.. هم يبحثون عن طريقة لإرضاء غرائزهم بعيدًا عما سمّاه الله رب العزة بالميثاق الغليظ، الذي له قيمة وأهمية ويضبط الأسرة والشباب والشابات".
وضعت "آمنة" تصورًا لتجنب انتشار أو الدعوة لمثل هذه الظاهرة، فشرحت: "لابد للأسر التي يتقدم إليها الشاب الذي يرتضى دينه وأسرته وأن ييسروا له الزواج، ولا داعي للموروثات كإحضار عدد من الملاءات واللّحفة، ولأئمة المساجد دور هام في التصدي لمثل هذه الأفكار، فيجب أن يتناولوا هذه المسائل ويردوا عليها بوضوح لا لبس فيه".
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز