حرب غزة تطغى على «حوار المنامة».. تشخيص واقع الأزمة وسيناريوهات الحل
مطالب بوقف فوري للحرب.. والسلام خيار استراتيجي
«السلام هو الخيار الاستراتيجي للمنطقة».. هذا ما أكد عليه المشاركون في حوار المنامة، الذي سيطرت على فعالياته حرب غزة.
المسؤولون والخبراء المشاركون، في جلسات اليوم الثاني لحوار المنامة الأمني في البحرين، شخصوا الأزمة ووضعوا روشتة لسيناريوهات لحل الأزمة، مشددين على أن "المنطقة بحاجة لعملية سلام جادة، وأن الدبلوماسية هي السبيل إلى ذلك، وليس الحرب، مطالبين بوقف التصعيد والوصول للسلام وحل الدولتين".
- قرقاش في «حوار المنامة».. رسائل إماراتية قوية وغزة أولوية
- قبلة إماراتي لطفل فلسطيني من غزة تخطف القلوب (صور)
السلام والإنسانية.. رسائل إماراتية قوية
وبكلمات واضحة ترسم ملامح الحل والوصول للسلام الذي هو ركيزة السياسة الخارجية الإماراتية، أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أننا «أمام أزمة أمنية في المنطقة تستدعي منا التطلع إلى الاستقرار في المنطقة».
وأضاف قرقاش، في كلمته بحوار المنامة، أنه "من الخطأ ألا نعمل على إطار سياسي يمكننا من التوصل إلى حل الدولتين"، موضحا أن "الشرق الأوسط يألف التنافسية الجيوسياسية".
وفي إطار الحرص على خفض التهدئة ووقف النزاعات بالمنطقة، أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أن «العنف لا يجر إلا إلى العنف وعدم الاستقرار في المنطقة»، مشيرا إلى أن "سياسة احتواء القضية الفلسطينية فشلت بشكل واضح".
وحول الجهود الإنسانية المستمرة لدولة الإمارات في تخفيف وطأة الحرب والمعاناة على الفلسطينيين، أشار إلى التزام دولة الإمارات بمحاولة نقل أطفال من غزة لتلقيهم العلاج في دولتنا، تنفيذا لتوجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات باستضافة ألف طفل مصاب من غزة لتلقى العلاج والرعاية في مستشفيات الدولة.
وحول أزمات المنطقة أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنه "لا بد من بذل جهود إضافية لتطوير المنطقة وإيجاد حلول مستدامة لأبرز القضايا التي تواجهنا".
ولفت المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات إلى أن "سياسة دولتنا الخارجية بشأن القضية الفلسطينية ليست بمعزل عن الحلفاء في المنطقة".
وبين قرقاش أن "استمرار القتال يفاقم الأزمة الإنسانية، ونؤكد أهمية إيصال المساعدات إلى قطاع غزة".
وأوضح أن "تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي هرتسوغ حول احتمال وجود إسرائيلي على المدى الطويل في غزة مثيرة للقلق".
وتابع "هذا يشير إلى أنه ربما يكون الدرس الذي نتعلمه نحن كأغلبية الناس في المنطقة من أزمة غزة، وهو ضرورة العودة إلى حل الدولتين، أننا بحاجة إلى العودة إلى دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب".
لا للتهجير ولا لقوات عربية بغزة
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أكد في كلمته أن "الأردن سيفعل كل ما يلزم لمنع تهجير الفلسطينيين في ظل الحرب الراهنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة"، مضيفا: "لن تدخل أي قوات عربية إلى قطاع غزة" الفلسطيني.
وأضاف خلال كلمته بحوار المنامة الأمني: "لن نسمح أبدا بحدوث ذلك، وبالإضافة إلى أنه جريمة حرب فإنه سيكون تهديدا مباشرا لأمننا القومي".
ولفت إلى أن "1.65 مليون فلسطيني نزحوا في غزة ما يوازي بمبدأ النسبة والتناسب 275 مليون أمريكي".
وشدد على أن "حرب إسرائيل في غزة ليست دفاعا عن النفس وإنما عدوان سافر، والحرب لا تحقق الأمن لإسرائيل ولا شيء يمكنه تبريرها".
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى أن "السلام على أساس حل الدولتين هو ما سيسمح للشعوب بالعيش بكرامة".
حرب بلا ثمار تقود لكارثة إنسانية
بدوره، أكد وليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي، أن "الحرب في غزة لن يجني ثمارها أحد ولن تسلم المنطقة من آثارها".
وأضاف نائب وزير الخارجية السعودي في كلمته بحوار المنامة أن "استمرار الحرب وإطالة أمدها سيفضي إلى كارثة إنسانية".
وشدد الخريجي على أن "الأحداث المأساوية التي نشهدها تؤكد لنا أهمية أن يتبع خفض التصعيد عملية سلام جادة"، موضحا أن "للنزاعات عواقب وخيمة ومنها زيادة الكراهية وعدم الاستقرار".
تحرير الرهائن يوقف القتال
من جانبه، اعتبر بريت مكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، أن "إطلاق سراح الرهائن لدى حماس سيؤدي إلى وقف مؤثر للقتال".
وأضاف مكغورك في كلمته بحوار المنامة، أن "إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة".
وتابع: "عندما يطلق سراح المحتجزين ستشهدون تغييرا واضحا".
الدبلوماسية هي سبيل السلام
أما جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فقد أكد أن "علينا أن ننتقل من الحرب إلى السلام ووقف التصعيد"، مشددا على أن "الدبلوماسية هي السبيل إلى ذلك".
وأكد بوريل في كلمته بحوار المنامة، على "رفض تقليص مساحة قطاع غزة أو فصله عن الضفة الغربية"، وشدد على أن "السلطة الفلسطينية فقط هي التي يمكنها السيطرة على غزة بعد الحرب".
حل دائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي
من جانبه، شدد عبداللطيف الزياني، وزير الخارجية البحريني، على "إيجاد حل دائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "الفظائع التي تسبب فيها النزاع لا نزال نعايشها".
وأضاف في كلمته بحوار المنامة أن "البحرين لطالما آمنت بأهمية الاحترام المتبادل والحوار والتسامح".
ولفت إلى أن "التحديات في الشرق الأوسط متجذرة ومعقدة ولا بد من معالجتها"، موضحا أنه "من اجل النجاح في خوض غمار التنافس العالمي لا بد من وجود رؤية طويلة الأمل لمنطقتنا".
وبين وزير الخارجية البحريني أن "عدم احترام القانون الدولي سيؤدي لتلاشي النظام الدولي القائم على القواعد".
ويعد المؤتمر منصة فريدة تمنح المسؤولين الحكوميين والوزراء وصانعي السياسات والخبراء ومشكلي الآراء ومجتمع الأعمال، مساحة نقاش لمواجهة التحديات بالشرق الأوسط، وتحديد بوصلة تتيح لصناع القرار خارطة طريق ترسم السياسات.
كما شارك فيه عشرات الاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين وقادة عسكريون وأكاديميون، من مختلف أنحاء العالم.
كما يعد المنتدى من القمم الدبلوماسية والأمنية العالمية المهمة التي تساعد على ترسيخ أمن واستقرار الشرق الأوسط، ويحمل جوانب دولية مهمة أيضا.
aXA6IDMuMTI5LjY5LjEzNCA= جزيرة ام اند امز