مدارس خاصة وأطباء نفسيون.. كيف صنع مانشستر سيتي أكاديمية ناجحة؟
نجح بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، في خلق فريق متمرس على النجاحات، لكن جزءا من ذلك الإنجاز يجب أن يتم إرجاعه لمصنع المواهب في النادي السماوي.
وعرف مانشستر سيتي في السنوات الأخيرة التي تبعت تحول ملكيته إلى مجموعة أبوظبي للاستثمارات، في عام 2008، بأنه النادي القادر على جلب أبرز النجوم.
لكن الحقيقة تقول إن مانشستر سيتي يمتلك أكاديمية تعج بالمواهب التي تم تصعيدها للفريق الأول والاستفادة منها بأفضل شكل خلال السنوات الأخيرة خاصة في الموسم الحالي.
ويذهب فريق مانشستر سيتي تحت 15 سنة إلى مدرسة "سانت بيدي" الخاصة، والتي تبلغ تكلفتها السنوية للفرد 13 ألفا و300 دولار سنويا، وهي نفقات يتحملها النادي السماوي.
ويكشف مصدر من داخل نادي مانشستر سيتي، في تصريحات لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه: "في أكاديمية مانشستر سيتي كل شيء متاح لهم.. إنها تدار مثل بعض أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحديداً مثل فريق سيتي".
ويخضع نجوم مانشستر سيتي قبل كل حصة تدريبية لجلسة للتعرف على أسلوب لعب المدرب الإسباني بيب غوارديولا، كي يتعرفوا على الطريقة التي يلعب بها الفريق بشكل عام.
ويحصل بعدها اللاعبون على وجبة غداء ساخنة مليئة بالبروتين وعصائر، والتي ابتكرها اختصاصيو التغذية في الأكاديمية.
من أين تأتي مواهب أكاديمية مانشستر سيتي؟
يكشف أحد وكلاء اللاعبين، في تصريحات للصحيفة الإنجليزية، أن منطقة الشمال الغربي هي مصدر المواهب التي تعتمد عليها أكاديميات مانشستر سيتي وليفربول ومانشستر يونايتد وإيفرتون.
ويقارن التقرير بين أكاديميتي سيتي ويونايتد بالقول: "برنامج يونايتد أقل صرامة، ويركز على الفردية والأمور الفنية، أما السيتي فيتعامل مع أطفال عمرهم 12 عاماً كأنهم محترفون صغار، وذلك إلى جانب علماء النفس ومساعدات أخرى".
التعلم الخاص
لكن فكرة المدارس الخاصة تبقى أحد العوامل المميزة لأكاديمية مان سيتي، إذ إن النادي يتحمل نفقات مدرسة سانت بيدي والتي يكون بها دوماً 100 طفل، ولو قرر النادي الاستغناء عن اللاعب فإن السماوي سيتحمل نفقات المدرسة الثانوية بأكملها مجاناً.
ويوضح مصدر: "إنه عامل جذب كبير للآباء، هذا التعليم ليس للجميع، ولكن الأسر تعتبره عاملا مهما".
وتشير الأرقام إلى أن مانشستر يونايتد باع مواهب للنادي لأندية أخرى خلال آخر فترتي انتقالات صيفية بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني.
ونصح التقرير مانشستر يونايتد بالتعامل بطريقة مماثلة مع نجومه الشباب، مثلما يتصرف السيتيزنز في التعامل مع نجومه.
وتحدث بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي عن نجوم الأكاديمية بالقول: "لاعبو الأكاديمية لدينا لديهم شيء مميز ينجح دائماً، لا تسألني ما هو".
وقد كان لرودولفو بوريل، المدير الرياضي الأسبق لليفربول الذي انتقل لملعب الاتحاد في 2014، دور كبير في تفوق أكاديمية السيتي.
ويعلق المصدر: "رودو شخص عبقري في عمله، دوماً هناك شرح وأسباب".
ويقر بيب غوارديولا بأن نوعية الناشئين الذي يتم تصعيدهم للتدريب معه في السيتي يختلفون عن النوعية التي تعود عليها في الفرق السابقة التي قادها مثل بايرن ميونخ في ألمانيا وبرشلونة في إسبانيا.
ويوضح المدرب المتوج 3 مرات بدوري أبطال أوروبا: "يلتقطون الأفكار بصورة أسهل وأفضل وأسرع، لا يتعلق الأمر بمهاراتهم فحسب، بل يتعلق بكيفية تصرفهم واحترامهم وكيفية استماعهم".
ويضيف: "عندما يلعب ريكو لويس أو فيل فودين أو كول بالمر - قبل انتقاله لتشيلسي - وأوسكار بوب، الأمر لا يتعلق بهذه الأسماء تحديداً، أو الموهبة فقط، إنها طريقة العمل والمرونة والالتزام بالمواعيد والذهاب للمدرسة واتباع المعلمين والسلوك الجيد والقيام بالواجبات المقررة، أن تكون إنسانا أفضل ولاعبا أفضل فأنت لست بحاجة لأسرار".
بالإضافة إلى ذلك هناك بعض التعليمات الخاصة مثل عدم ارتداء أحذية ملونة وأن تكون الجوارب تحت الركبة وفوق الكاحل، وتفرض غرامات صارمة حال عدم الالتزام بهذه القواعد.