لماذا لا يتوقف مانشستر سيتي عن النجاح؟.. أفكار غوارديولا تجيب
يتطلع مانشستر سيتي لمواصلة سيطرته على الدوري الإنجليزي الممتاز، حين يبدأ الموسم الجديد من المسابقة التي حققها في آخر 4 مواسم.
وينطلق الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الجمعة المقبل بمواجهة مانشستر يونايتد وفولهام في ملعب "أولد ترافورد"، بينما يأمل مانشستر سيتي في تحقيق اللقب الخامس توالياً.
وحين حقق مانشستر سيتي لقب البريميرليغ في الموسم الماضي، بات الأول في تاريخ المسابقة منذ نشأتها عام 1888 الذي يحقق اللقب 4 مرات متتالية.
ولهذا النجاح أسباب وأسرار كثيرة يحتفظ بها الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني للفريق السماوي الذي نجح في تحقيق اللقب 6 مرات خلال 8 سنوات داخل جنبات ملعب "الاتحاد".
الراحة الاستثنائية
يشير الكاتب البريطاني جاك جاوجان، في مقال بصحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن بيب لا يعول كثيراً على تجهيز لاعبيه خلال فترة الإعداد في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة أنه في هذا العام لم يكن معه إلا 13 لاعباً فقط عند بدء المعسكر.
افتقاد اللياقة البدنية أدى لسقوط مانشستر سيتي ودياً أمام سيلتك الاسكتلندي بنتيجة 3-4 ثم ميلان 2-3 وبعد ذلك، التعادل 2-2 مع برشلونة وبعدها الخسارة بركلات الترجيح.
ورغم أن هذا جاء قبل أسبوعين أو أقل من مباراة مانشستر سيتي في افتتاح الموسم ضمن الدرع الخيرية إلا أن رجال المدرب الإسباني انقضوا على اللقب المحلي ببراعة وحققوه وثأروا من الخسارة ضد الشياطين الحمر في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بالموسم الماضي.
ويدرك بيب غوارديولا جيداً أن الموسم الطويل الذي يتخلله خوض ما بين 70 إلى 80 مباراة يحتاج إلى راحة استثنائية وخاصة، ومن ثم فهو لم يجبر نجومه الذين شاركوا في كأس أمم أوروبا على العودة بشكل سريع إلا عندما يشعروا بقدرتهم على ذلك.
البدايات السلبية يتبعها انتفاضات كبرى
يعاني مانشستر سيتي في السنوات الأخيرة من عدم انتظام النتائج خاصة في شهري أكتوبر/ تشرين أول، ونوفمبر/ تشرين ثاني، وهو ما بدا جلياً في الموسم الماضي وتسبب في سيطرة أرسنال على الصدارة لبعض الفترات.
ولكن بمجرد أن يصل الأدرينالين إلى أدمغة لاعبي السيتي العائدين ويزداد النشاط مع نهاية العام"فترة عيد الميلاد ورأس السنة"، التي تمثل عنصر ضغط على المتنافسين بسبب كثرة المباريات، ومع حلول الخريف، يظهر الوجه الحقيقي لكتيبة بيب.
ورغم أن لاعبي مان سيتي يقسمون على أنه لا توجد وصفة سحرية إلا أن الفريق ينجح في مطلع كل عام أن يحقق سلسلة انتصارات لا تتوقف تمنحه الأفضلية في صراع التتويج، وذلك بفضل الراحة الطويلة التي تزيد عن أي فترة أخرى يحصل عليها منافسيهم في البريميرليغ.
وعن ذلك، قال الكرواتي ماتيو كوفاسيتش لاعب وسط السيتي في تصريحات لصحيفة "ديلي ميل": "يصل اللاعبون مع آخر 3 أو 4 أشهر في الموسم إلى حالة من الانتعاش".
ويشيد البرتغالي برناردو سيلفا بكرم بيب في منح لاعبيه الراحة: "لقد كان كريماً للغاية، هو يتفهم أننا نلعب ضمن جدول زمني مجنون بسبب مباريات الفيفا واليويفا والدوري الإنجليزي والكؤوس الأخرى، نلعب من 70 إلى 80 مباراة، الأمر ليس سهلاً وبالتالي يجب أن نستعد جيداً وبأقصى قدر ممكن من اللياقة".
الحوافز المتغيرة
حين يحقق فريق لقب الدوري الإنجليزي أو أي بطولة 4 مرات متتالية، فإنه يتوقع أن تبدأ الحوافز بالتلاشي تدريجياً ولكن هذا لم يحدث في مان سيتي.
وهنا قرر بيب غوارديولا التركيز على تحسين لاعبيه كأفراد وليس كمجموعة وتوبيخ لاعبي وسط الملعب لو قاموا بتبطيء وتيرة اللعب مثلما حدث في مباراة تشيلسي بمعسكر أمريكا.
يعمد بيب كل عام إلى تغيير الوتيرة والحديث ويؤكد للاعبيه: "إذا ما كان لديكم الطاقة فمنافسيكم أيضاً لديهم مثلها"، مع إجبار لاعبيه على عدم التراخي أثناء التدريب والتهديد بالخروج حال تكرار الأخطاء.
ربما لا يوجد مفتاح حقيقي وواضح للاستمرارية في النجاح لكن ما يفعله بيب هو أن يجعل لاعبيه يفكرون جيداً ويعملون بأقصى طاقة ويبحثون عن مناطق أفضل في قدراتهم كي يستمروا على القمة.