المهمة المستحيلة.. هل يهرب "الكبار" من تدريب مانشستر يونايتد؟
قررت جماهير مانشستر يونايتد الإنجليزي التعبير عن غضبها لأول مرة منذ سنوات، وذلك في وجه المدرب الألماني المؤقت رالف رانجنيك.
ورغم إحباطها، لم تطلق جماهير مانشستر يونايتد صيحات استهجان ضد المدربين السابقين للفريق مثل النرويجي أولي جونار سولشاير أو سلفه البرتغالي جوزيه مورينيو، لكنها عبرت عن استيائها من رانجنيك بمدرجات ملعب أولد ترافورد خلال الخسارة أمام ولفرهامبتون واندرارز 0-1 في الدوري الإنجليزي.
وأثار قرار المدرب الألماني باستبدال ماسون جرينوود بعد مرور ساعة من البداية صيحات استهجان مرتفعة من الجماهير التي شاهدت المهاجم الشاب يتألق بمفرده تقريبا في عرض ممل آخر ليونايتد.
وما حدث كان انتقادا لفظيا لقرار محدد، لكنه يعكس أيضا مخاوف أوسع، رغم تحسن الأداء إثر إقالة سولشاير في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، من تراجع جودة عروض الفريق تحت قيادة المدرب المؤقت.
وزاد هذا الشعور بعد فوز ولفرهامبتون على مانشستر يونايتد يوم الإثنين، محققا انتصاره الأول في أولد ترافورد خلال 40 عاما.
وكان هذا الوضع سخيفا نظرا لأنه بعد 5 مباريات في الدوري بقيادة رانجنيك تلقى الفريق خسارته الأولى مع المدرب الألماني.
لكن باستثناء أول نصف ساعة من مباراته الأولى أمام كريستال بالاس، لم تكن هناك مؤشرات تذكر على الطاقة والضغط العالي اللذين اشتهر بهما رانجنيك في الدوري الألماني.
وبدا الفريق مرتبكا من الناحية الخططية أمام ولفرهامبتون وبدون أي نهج وبروح معنوية منخفضة، وفق ما اعترف به الظهير الأيسر لوك شوك بعد المباراة.
وتوقع النادي أيضا درجة من الاستمرارية عند تعيين رانجنيك على أمل أن يتمكن من تطوير المدربين الشبان الذين عملوا كمساعدين لسولشاير.
دور المستشار
لكن اللاعب السابق مايكل كاريك، الذي تولى مسؤولية تدريب الفريق مؤقتا، رحل في اليوم الذي تولى فيه رانجنيك منصبه الجديد، وبعدها رحل كيران مكينا المدرب بالفريق الأول من أجل تدريب إبسويتش تاون المنافس في الدرجة الثالثة مع زميله في يونايتد منذ فترة طويلة مارتن بيرت الذي سيعمل مساعدا له.
وتولى رانجنيك، الذي جلب الأمريكي كريس آرماس مدرب نيويورك رد بولز السابق لمساعدته، تدريب الفريق حتى نهاية الموسم لكنه سيلعب أيضا دورا لمدة أطول كمستشار، وسيشارك في اتخاذ قرار تعيين المدرب الجديد.
ورغم أنه اقترح بجرأة في أول مؤتمر صحفي له أنه قد ينتهي به الأمر بالتوصية بالتعاقد معه بعقد دائم، فإن خبرته كمدير لكرة القدم وصنع البيئة المناسبة للتدريبات والهياكل المتعلقة بالأداء كانت عامل الجذب الرئيسي للنادي للتعاقد معه.
ويكمن الخطر في أنه إذا تسببت فترة رانجنيك على مقاعد البدلاء في إفساد علاقته بالجماهير والضرر بسمعته الكبيرة فقد يقوض ذلك دوره الأكبر في البحث عن المدرب الجديد.
وما أبرزته اخفاقات مورينيو وسولشاير والصعوبات المبكرة التي تواجه رانجنيك هو أن تشكيلة يونايتد تحتاج إلى مواهب أفضل من المتاحة حاليا مع رحيل اللاعبين الأكبر سنا أو دون المستوى.
وتعرضت تعاقدات النادي لانتقادات شديدة بسبب سلسلة من الصفقات الباهظة والفرص الضائعة، وهذا الجانب تحديدا يحتاج لاهتمام من رانجنيك من خلال تقديم نهج أكثر ذكاء وانسيابية في التعاقدات.
ويكمن الخطر الحقيقي الذي يواجه يونايتد في أنه إذا لم يتم حل المشاكل الأعمق في التشكيلة والتعاقدات وهيكلة النادي بشكل عام، فسيتعين على المدرب القادم التعامل ببساطة مع نفس القضايا التي أعاقت المدربين الثلاثة السابقين.
ولن يخاطر مدربون مثل ماوريسيو بوكيتينو مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، وإيريك تن هاج مدرب أياكس أمستردام الهولندي، المرشحين لتدريب الفريق، بتكرار نفس الإحباطات التي واجهها سولشار ومورينيو وقبلهما الهولندي لويس فان جال مع يونايتد.
وبعد كل ذلك، ما هي الرسالة التي وصلت إلى مدرب شاب مميز مثل ماكينا وجعلته يقرر الرحيل عن يونايتد العريق لتجربة حظه في الدرجة الثالثة؟
ويُوصف منصب مدرب الفريق الإنجليزي بأنه "الوظيفة المستحيلة" نظرا للتوقعات الاستثنائية التي قد لا يمكن تحقيقها بسبب الحقائق الموضوعية التي تواجهه.
وبالنظر للإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها النادي، فإن عودة مانشستر يونايتد للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مواجهة مانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي ليست في حد ذاتها مهمة غير قابلة للتحقيق.
لكن ذلك قد يظل بعيد المنال بشكل محبط ما لم تتم معالجة الأسباب الجذرية والحقيقة للفشل في الوصول للنجاح.