خبراء لـ«العين الإخبارية»: هذه أهداف مناورات الصين وروسيا وإيران بخليج عمان
حوّلت هجمات مليشيات الحوثي على الملاحة الدولية بالبحر الأحمر المنطقة إلى ساحة صراع على النفوذ.
فبعد تشكيل واشنطن ائتلاف "حارس الازدهار" بمشاركة عدة دول وتوجيه ضربات جوية مكثفة لأهداف حوثية، أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة أمنية في المنطقة بهدف حماية الملاحة.
وأمس الإثنين أعلنت روسيا والصين وإيران شروعها في مناورة عسكرية عند خليج عمان، ما فتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت هذه المناورات موجهة للقوى الغربية الأخرى، أم لحماية الملاحة من هجمات المليشيات الحوثية.
وبحسب محللين يمنيين، استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، فالمناورات الحالية هي جزء من سباق دولي لعسكرة الممرات الدولية التي تربط تجارة الشرق والغرب، من بينها باب المندب وخليج عدن وخليج عمان ومضيق هرمز.
- الحوثي يعلن استهداف «بينوكيو» بالبحر الأحمر.. ويتوعد بالتصعيد
- ثمن باهظ.. تحركات يمنية لمواجهة تداعيات تصعيد الحوثي في البحر الأحمر
سباق سيطرة؟
المحلل السياسي اليمني أدونيس الدخيني قال إن "أطراف المناورة يريدون حجز موقع لهم في تلك المنطقة وقطع الطريق أمام أمريكا والغرب، خصوصا مع الهجمات ضد السفن التجارية والمدنية".
وأضاف الدخيني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "استقرار الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب قد يكون العامل المشترك للشرق والغرب، لكن انتشار الفوضى يتسبب للجميع في خسائر اقتصادية فادحة، التي مردها هجمات الحوثيين".
وأوضح أن الصين وروسيا وإيران تنطلق رؤيتها لتأمين الملاحة البحرية القائمة على ضرورة تحجيم الوجود الأمريكي الذي يترسخ ويتحكم في أحد أهم الممرات المائية، لافتا إلى أن الدول الثلاث ستشارك في تأمين الملاحة الدولية، مع عدم ترك واشنطن ولندن تنفردان بهذه الممرات، في الوقت ذاته.
واعتبر الدخيني أن "الوجود العسكري الدولي والإقليمي بهذه المنطقة جلبته مليشيات الحوثي التي تسببت في عسكرة هذه البحار، وأوجدت مبررات الانتشار فيها بفعل عملياتها الإرهابية تجاه السفن التجارية".
وتعمل في المنطقة عدة قوى دولية، أبرزها تحالف بين واشنطن ولندن وعواصم أخرى، إلى جانب مهمة أوروبية لحماية التجارة الدولية.
دلالات المناورة
من جهته، قال المحلل السياسي اليمني مروان محمود، إن المناورات المشتركة بين روسيا والصين وإيران بدأت فعليا عام 2019، وشهدت تطورا لافتا خلال العامين الماضيين على خلفية تنامي النفوذ الصيني في المنطقة.
وأضاف محمود لـ"العين الإخبارية"، أن "هذه المناورة تهدف لخلق تكتل إقليمي وعالمي على نحو حفز الولايات المتحدة لحشد أصدقائها وتشكيل تحالف بحري واسع في مواجهة التصعيد الحوثي".
وأعرب كذلك محمود عن اعتقاده أن المناورات تعد جزءا من استعراض للقوة، وتحمل رسائل للتحالف الغربي، مفادها بأن "سياسته في تأمين المياه الدولية مع تجاوز الدور الصيني والروسي فاشلة".
وشدد على أن هذا الوضع يشي بأن المنطقة تحولت إلى ساحة صراع بين القوى العظمى، وأن هجمات الحوثي لن تفجر الأوضاع بالشرق الأوسط فقط، وإنما تجر العالم للمواجهة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، أن مجموعة من السفن الحربية الروسية وصلت إلى إيران لإجراء مناورات عسكرية ستشارك فيها الصين أيضا.
رفض للقطبية؟
بدوره، قال المحلل السياسي اليمني عبدالسلام القيسي، إن المناورة المشتركة تكشف "التنافس البحري المحموم على مستوى النظام الدولي بين أمريكا من جهة، والدول الرافضة للقطبية الواحدة مثل الصين وإيران وروسيا من جهة أخرى".
واعتبر القيسي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "العناوين الفضفاضة التي أرادت طهران أن تعلن من خلالها عن المناورات لن تتسبب إلا بمزيد من التوترات وتهديد طرق التجارة العالمية".