ساديو ماني في وحل قريته.. نحو "ميركاتو" السياسة السنغالية

ظهر في ملعب مليء بالأوحال بقريته الفقيرة جنوبي السنغال وشارك بمباراة خيرية في حركة رمزية ذات بعد اجتماعي قد تكون بنكهة سياسية.

ساديو ماني؛ نجم ليفربول يسوق لنفسه من جديد في إطار اجتماعي لم يعد غريبا عليه، وهو الذي يلعب منذ فترة أدوارا مشابهة في بلده الأفريقي، كما ظهر في فعاليات بحضور الرئيس السنغالي، ما يفجر تساؤلات بشأن انتقاله من الرياضة إلى السياسة على خطى العديد من مشاهير كرة القدم من قارته.

ونشر ماني صورة له في المباراة التي أقيمت بقريته بامبالي، حيث ظهر في ملعب مليء بالأوحال، في صورة منحت انطباعا بالتواضع والتشبث بالجذور، واستنبطت رسائل منحت شبه قناعة بأن الرجل يتحضر للعب أدوار تتجاوز المستطيل الأخضر.

أدوار اجتماعية وسياسية قد تخطف النجم من جماهير كرة القدم، وتضعه في أروقة السياسة، تجسيدا لمقولة إن السياسة تبدأ من ملاعب كرة القدم، ولعل الليبيري جورج ويا أكبر مثال على ذلك، وهو الذي انتقل من الملاعب إلى الرئاسة.

فهل يفعلها النجم السنغالي ويقتحم عالم السياسة عبر بوابة الأعمال الخيرية؟ سؤال يفرض نفسه بقوة لشاب ينحدر من إحدى قرى أفريقيا الفقيرة، واستطاع بالكثير من الإصرار والعمل الشاق أن يصبح واحدا من أبرز نجوم الكرة العالمية أمثال ديديه دروجبا وصامويل إيتو والعملاق جورج ويا.

 ماني؛ الشاب الذي نجح في نحت اسمه مع عمالقة المستديرة، قد يجد نفسه في مسار السياسة الذي يعتبره البعض مناقضا للرياضة، فيما يراه البعض وجهه الآخر استنادا لمقولة أن السياسة تبدأ من الملاعب.

إلى بايرن ميونخ

علّق مهاجم ليفربول على صورته خلال المباراة الخيرية في مسقط رأسه والتي شاركها عبر تطبيق "أنستقرام" قائلا: "عودة إلى مسقط رأسي بمباراة احتفالية في ملعب بامبالي، حيث بدأ كل شيء. شكرا جزيلا لإخوتي: سيسيه ودياني وسيغبي، وطبعا مثلي الأعلى الحاج ضيوف".

وسبق أن كشفت تقارير صحفية بريطانية عن أن ماني تلقى وعدا بإمكانية الرحيل إلى بايرن ميونخ، شريطة أن يقدم النادي الألماني عرضا "مُرضيا" لليفربول، حيث قالت صحيفة "إكسبريس" إن النادي البافاري قدم عرضين لليفربول من أجل ضم ماني، وأوضحت أن العرض الأخير وصفته إدارة وصيف "البريميرليج" بالمضحك.

ويعتقد أن العرض الثاني كانت قيمته 23.5 مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى 6.5 مليون بناء على أداء ماني في "أليانز أرينا" وفرصه في الفوز بالكرة الذهبية خلال السنوات الثلاث المقبلة.

والآن يستعد بايرن للعودة إلى طاولة المفاوضات بعرض ثالث، وهناك ثقة بأنه قد يكون كافيا لإنهاء الصفقة، فيما لم تكشف "إكسبريس" عن قيمته.

ويعتقد أن ماني توصل بالفعل لاتفاق مع إدارة بايرن على تفاصيل عقده الذي يستمر 3 سنوات، بما في ذلك راتبه، لكن تتبقى موافقة ليفربول على الانتقال.

وفي حال قبوله بالعرض، فستكون تجربة جديدة لماني في واحدة من البطولات الخمس الكبرى في أوروبا بعد 8 مواسم في الدوري الإنجليزي الممتاز مع كل من ساوثهامبتون وليفربول.

على خطى ويا

كان أيضا صبيا صغيرا في بلد فقير يدعى ليبيريا بقلب القارة الأفريقية، ومن رحم حيه "كلارا تاون" المعدوم، ولد وترعرع ودرس وتعلم، ولم يكن يحلم في كل ذلك بأكثر من حذاء بسيط يقيه الحر والقر.

لم يكن ليدر بخلده أنه سيصبح الأشهر في بلده وفي أفريقيا بفضل موهبته الكبيرة في كرة القدم، والتي جعلت اسمه ينافس نجوم الساحرة المستديرة، بل تحول إلى أسطورة واللاعب الوحيد من القارة السمراء الذي توج بلقب أفضل لاعب في العالم.

ولأكثر من 15 عاما امتدت مسيرته في الملاعب ودوّن اسم بلاده بحروف من ذهب على خارطة الكرة الأفريقية والعالمية، قبل أن تبدأ خطواته نحو عالم السياسة لكن بشكل رصين، شبيه بمسار ماني الحالي.

ومع أنه خسر سباق الرئاسة في 2005 و2011، إلا أنه أعاد الكرة لينتقل من الملاعب إلى سدة الحكم حيث استطاع أن يجمع واحدة من أصعب المقاربات في العالم: حاز إعجاب جماهير الملاعب وفاز بأصوات المنتخبين في آن واحد.