صديق المحن.. مدربو الدوري الإنجليزي يستعرضون خصال "البابا مارادونا"
انتفض عالم كرة القدم بعد وفاة الأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا ليتسابق الجميع إلى توديعه والثناء عليه وإبراز قيمته التاريخية.
نجم نابولي الإيطالي ومنتخب الأرجنتين الأسبق وافته المنية، الأربعاء الماضي، عن عمر يناهز 60 عاما، متأثرا بتوابع خضوعه لعملية جراحية في المخ قبل بضعة أسابيع.
وتسابق مدربو فرق الدوري الإنجليزي الممتاز على رثاء أسطورة الساحرة المستديرة، الذي يعتبره كثيرون اللاعب الأعظم في تاريخ اللعبة.
وكان البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب توتنهام هوتسبير، أول المودعين لمارادونا بنشره رسالة عبر حسابه على موقع "أنستقرام" أرفق بها مجموعة من الصور للحظات جمعت بينهما طوال السنوات الماضية.
وكتب مورينيو في رسالته: "السيد دييجو، صديقي سأفتقدك".
الصديق وقت المحن
المدرب البرتغالي لم يكتف بذلك، بل تحدث عنه في مؤتمر صحفي عقب مباراة فريقه ضد لودوجوريتس البلغاري، الخميس، في الدوري الأوروبي، قائلا: "أنا حزين لرحيله، لكني أبقى مبتسما كلما تذكرته، نظرا للمواقف السعيدة التي جمعت بيننا".
وكشف مورينيو عن الجانب المميز في شخصية مارادونا، بقوله: "كان دييجو يتصل بي دائما كلما تعرضت لخسائر ثقيلة، ولم يهاتفني أبدا بعد أي مباراة فزت بها"، وذلك في دلالة على الدعم المعنوي الذي كان يقدمه لمدرب السبيرز وقت الانكسارات.
لقاء البابا
أما الألماني يورجن كلوب، مدرب ليفربول، فقال عنه: "كان الأفضل طوال حياتي، ربما لا يكون هذا صحيحا الآن لأنني قابلت كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي مرات عديدة، لكنه خلال أيامي كلاعب كان هو اللاعب الأبرز".
وأضاف: "أعتقد أن حياته تظهر مدى جمال وصعوبة حياة لاعب كرة قدم من الطراز العالمي".
ولم يحظ كلوب بفرصة اللعب كثيرا ضد مارادونا، لكنه كشف عن شعوره بالمواجهة الوحيدة التي جمعت بينهما، قائلا: "قابلته مرة واحدة. وعلى مستوى لاعب مثلي فإن اللقاء يعادل لقاء البابا".
فقدان المثل الأعلى
وتحدث الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، مدرب ليدز يونايتد، عن مواطنه بحزن بالغ، قائلا: "بالنسبة لنا كان دوما وسيظل مثلا أعلى، وغيابه عنا يشعرنا حقيقة بحزن عميق، لأن فقدان المثل الأعلى يجعلنا نشعر بالضعف".
وأضاف: "مارادونا كان فنانا، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك الأشعار التي كتبت عنه والتي كانت غير عادية، وقد قرأت 10 نصوص بعد وفاته كانت مؤثرة عاطفيا".
وأتم: "مثل العمل الفني المؤثر، انبهرت تماما عند ما رأيت هدف مارادونا الشهير ضد إنجلترا في مونديال 1986، رغم أنني لا أذكر مكان وجودي وقتها".
لافتة تلخص مسيرة
ويرى الإسباني بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، أن مارادونا أسهم في تغيير كرة القدم وجعلها أفضل.
وأضاف: "كانت هناك لافتة في الأرجنتين قرأتها قبل عام واحد، تتضمن عبارة (لا يهم ما فعلته في حياتك يا دييجو، بل الأهم ما فعلته لحياتنا) وذلك لأنه منحنا الكثير من الفرحة".
وأشار بيب إلى ما حققه مارادونا طوال مسيرته مع نابولي ومنتخب الأرجنتين في مونديال 1986، واصفا ذلك بالمذهل.
أصعب منافس
وانضم كارلو أنشيلوتي مدرب إيفرتون، لقائمة الحزانى على رحيل الأسطورة، حيث قال: "مارادونا كان لاعبا رائعا وكان أفضل لاعب على وجه الأرض وقتها، حيث جاء إلى نابولي وأصبح أصعب منافس عندما كنت لاعبا في ميلان".
وأردف: "لعبت ضده مرات عديدة.. أحيانا لم أتمكن من التصدي له وحاولت ركله أحيانا، لكنه كان في غاية السرعة والقوة.. لدي ذكريات رائعة عنه".
واستطرد: "بعد نهاية مسيرتينا في الملاعب قابلته مرتين أو ثلاثا، وكان فعلا شخصا مرحا ولطيفا، بالطبع حياته كانت حافلة لكنه كان وسيظل أسطورة في كرة القدم".
وعن المكانة التي يرى فيها دييجو، قال "لا يمكن القول من كان الأفضل بين مارادونا وبيليه، فكل منهما أسطورة، ولقد ساعدا كرة القدم على اكتساب المزيد من الأهمية في العالم".
جراهام بوتر مدرب برايتون، قال أيضا: "كان مارادونا شخصية أسطورية في كرة القدم، وأتذكر مشاهدته في كأس العالم 1986، وكانت هذه تجربة مذهلة بالنسبة لشخص عمره 11 عاما".
واستدرك: "كان الأمر يشبه مشاهدة كرة القدم في عالم مختلف تماما، لقد كان رائعا وبالطبع تساءلت وقتها عن عدة أمور تتعلق بأسرته وحياته. إنه أسطورة بالفعل".
شخص ألهم مدينة
أما الإسباني مايكل أرتيتا، مدرب أرسنال، فقال "إنها لحظة حزينة حقا، كنت من أشد المعجبين به، وأعرف الكثير من الأشخاص كانوا قريبين جدا منه، فقد كان شخصا يلهم مدينة بأكملها أينما لعب".
وأضاف "كان جذابا ويملك قدرة على توليد مشاعر مختلفة لأي لاعب كرة آخر، وأعتقد أننا جميعا كأطفال كنا مرتبطين به، والآن قد رحل".
بينما قال ستيف بروس مدرب نيوكاسل يونايتد: "دائما كنت أحرص على مشاهدته كلما ظهر على شاشات التلفزيون أو في أي مباراة شارك فيها".
واختتم: "من المحزن فقدان هذا اللاعب العظيم جدا، فمارادونا ببساطة كان الأفضل".
aXA6IDEzLjU4LjQ1LjIzOCA=
جزيرة ام اند امز