صحيفة: ماراثون دبلوماسي يوناني لمواجهة أطماع أردوغان
صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية تقول إن اليونان تسعى للحصول على دعم في منطقة البحر المتوسط، للحد من آثار الاتفاق غير الشرعي بين ليبيا وتركيا.
ذكرت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، الثلاثاء، أن اليونان تسعى إلى الحصول على دعم في منطقة البحر المتوسط، للحد من آثار الاتفاق غير الشرعي بين ليبيا وتركيا، الذي وقّعه رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج.
- "لوفيجارو" تحذر من طموح أردوغان التوسعي لاحتلال ليبيا
- صحيفة فرنسية: أردوغان يستخدم ليبيا للتغطية على فشله داخليا
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس يقوم بجهود دبلوماسية وزيارات مكوكية إلى شرق ليبيا ومصر وقبرص، للعثور على الدعم والاصطفاف ضد المطامع التركية.
وبعد جولة وزير الخارجية اليوناني مباشرة، أعلنت أثينا أنه سيتم توقيع اتفاقية بشأن خط أنابيب "إيست ميد" بين اليونان وقبرص وإسرائيل، في الثاني من يناير/كانون الثاني.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن خبراء يونانيين قولهم إن "أثينا تواصل ماراثونها الدبلوماسي لمواجهة الأطماع التركية في السيطرة على الغاز، والحد من تأثير الاتفاق الذي توصلت إليه مع ليبيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتوسيع حدودها البحرية".
وقد دعت اليونان الأمم المتحدة إلى إدانة هذا الاتفاق، الذي يسمح لأنقرة بالمطالبة بالحقوق في المناطق الغنية بالنفط في البحر المتوسط، خاصة قبالة جزيرة كريت، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنه "من المتوقع أن يجعل خط أنابيب الغاز الذي يمتد لمسافة ألفي كيلومتر من البلدان الثلاثة، حلقة وصل مهمة في سلسلة إمدادات الطاقة في أوروبا، ومنع محاولات تركيا لتوسيع سيطرتها على شرق البحر المتوسط".
ولفتت "ويست فرانس" إلى أن اكتشاف رواسب الغاز العملاقة في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة، أثار مطامع تركيا، موضحة أن العديد من السفن التركية بدأت بالفعل التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص.
وأوضحت أن ذلك التنقيب التركي غير الشرعي، بات موضوع توتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي، التي تعد قبرص عضواً فيه، فضلاً عن احتلال تركيا الجزء الشمالي من الجزيرة.
بدوره، قال أستاذ مساعد في السياسة الدولية بجامعة "ديموقريتس في تراقيا" سوتيريس سربوس، لإذاعة أثينا المحلية: "إن هذه هي المرة الأولى منذ 20 عاماً التي لاحظنا فيها مثل هذا النشاط الدبلوماسي على الجانب اليوناني".
وفور إبرام الاتفاقية التركية الليبية، طردت أثينا السفير الليبي في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ويرى المحللون أن التقارب بين تركيا وليبيا يهدف إلى تأمين دعم أحد حلفائها القلائل في المنطقة، ولضمان السيطرة التركية على النفط، فضلاً عن مخاوف طرابلس من الجيش الوطني الليبي، الذي تباشر قواته تطهير العاصمة الليبية من الإرهابيين ومليشيات حكومة الوفاق، ما عجل بتوقيع هذة الاتفاقية، وفقاً للصحيفة الفرنسية.
من جانبه، قال أنتونيس كلابسيس، أستاذ مساعد في الدبلوماسية بجامعة بيلوبونيس، للتلفزيون اليوناني: "إن هذه التحالفات تتطلب ضرورة تأسيس تحالفات مضادة لها".
وأضاف: "هذا دفع اليونان إلى اتخاذ مبادرات سريعة من خلال إقامة تحالفات مع مصر، لتشكيل منطقة اقتصادية خالصة".
بدوره، رأى رئيس تحرير صحيفة كاثيميريني اليونانية، أليكسيس بابشيلاس، أن "الأشهر الأولى من عام 2020 ستكون صعبة على العلاقات اليونانية التركية".
وفي مقال افتتاحي للصحيفة، قال أليكسيس بابشيلاس: "كان علينا أن نواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أن أصرت أنقرة على الاعتداء على الأراضي في بحر إيجه، وفي شرق البحر الأبيض المتوسط".
وعادت الصحيفة الفرنسية قائلة: "لقد أدان الدبلوماسيون الأمريكيون الاتفاق التركي- الليبي، لكن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال مجهولاً".