زيارة بطريرك لبنان للرياض.. جهود سعودية لتجميد إرهاب حزب الله
كمال ريشا قال إن الزيارة ستعزز الحوار الإسلامي - المسيحي وتعزز شبكة الأمان في لبنان والمنطقة والعالم.
تستمر المملكة العربية السعودية في سياساتها الانفتاحية على مختلف القوى اللبنانية، ولتعزيز مفهوم الحوار والتواصل تنتظر الرياض زيارة تاريخية أولي سيجريها البطريرك الماروني بشارة الراعي، يوم الإثنين.
وتعد زيارة البطريرك الماروني هي الأولى من نوعها لشخصية مسيحية في هذا الموقع، إذ أن الراعي أول رجل دين مسيحي على رأس طائفة مشرقية، وكاردينال أي عضو مجمع الكرادلة في الكنيسة الكاثوليكية من الذين يحق لهم انتخاب بابا، ولقاؤه هو الأول من نوعه بين بطريرك والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على أراضي المملكة.
كذلك تأتى الزيارة، بحسب مراقبين، ضمن الجهود السعودية الهادفة إلى تعزيز مفهوم الحوار والتواصل، ولتعزيز الاعتدال في المنطقة ونبذ الإرهاب والتطرف.
كما تأتي أهمية هذه الزيارة في ظل سياسة الإصلاحات والانفتاح التي تقوم بها السعودية والتي بدأت بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، والمشاركة في عدد من الأنشطة، وإنشاء مجمع البحوث العلمية.
إلا أن توقيت الزيارة يحمل آمالاً بعد استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري بسبب تجاوزات حزب الله الإرهابي الذي يعد ذراع إيران في المنطقة.
وقال وليد غياض، المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي لـ"بوابة العين" إن الزيارة في غاية الأهمية، خاصة في ظل التطورات التي حصلت في لبنان مؤخراً، بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري.
وأضاف أن البطريرك الراعي يحمل عدة ملفات لبحثها مع المملكة، كموضوع الحوار والتواصل ونبذ الإرهاب والعنف والتطرف ووضع اللبنانيين في المملكة، إضافة إلى ملف النازحين السوريين في لبنان والمساهمات السعودية لحل تلك الأزمة".
وأكد غياض أن الزيارة تتميّز بطابعها التاريخي، إذ أنها المرة الأولي، حيث لم يسبق لبطريرك ماروني أن وجّهت إليه دعوة من قبل خادم الحرمين الشريفين لزيارة المملكة.
أما أهدافها، وبحسب غياض، فهي تدعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية في الداخل اللبناني، "لأن وحدتنا الوطنية وسلامة القرار اللبناني وسيادته الوطنية من الثوابت الأساسية لدى بكركي، والبطريرك يدعو دائما إلى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة مع تضامنه مع قضايا الشعوب المحقة."
أما المحلل السياسي كمال ريشا، والذي سيرافق الراعي في هذه الزيارة، فقد أكد لـ"بوابة العين " أن هذه الزيارة ستعزز الحوار الإسلامي - المسيحي، وستطلق مركز حوار الحضارات الذي تريد السعودية افتتاحه، ومن شأنه تعزيز شبكة الأمان الإضافية، لصيانة العيش المشترك في لبنان والمنطقة والعالم.
أما عن البعد السياسي للزيارة ولقاء البطريرك بالحريري قال ريشا إن "المشهد لن يخلو من توجيه رسائل سياسية باتجاه الداخل اللبناني، وهو لمحاولة سحب بساط الشرعية المسيحية من حزب الله الإرهابي، الذي يتمتع بغطاء رئيس الجمهورية وأكبر تيار المسيحي".
إلا أن المراد من هذه الزيارة، هو إظهار العلاقات الجيدة جداً بين المملكة والطوائف الدينية الأخرى، حيث تبدأ من رأس الكنيسة اللبنانية، وصولاً إلى مختلف القيادات المارونية، وإذا ما كان رئيس الجمهورية في صف حزب الله الإرهابي فالسعودية منفتحة وعلى تفاهم تام مع رأس الكنيسة، وزعماء آخرين."
وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي قد تلقى دعوة من خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز آل سعود، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سلمها له القائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري.