اختلال ميزانية الطاقة.. سبب غير متوقع لعواصف المريخ الترابية

أفاد فريق من الباحثين أن الخلل الموسمي في كمية الطاقة الشمسية التي يمتصها ويطلقها كوكب المريخ هو سبب محتمل للعواصف الترابية التي أثارت اهتمام المراقبين منذ فترة طويلة.

وتم توثيق اختلال توازن المريخ الشديد في ميزانية الطاقة (وهو مصطلح يشير إلى قياس الطاقة الشمسية التي يأخذها كوكب من الشمس ثم يطلقها كحرارة) من قبل الباحثين في جامعة هيوستن ، ليمينج لي، أستاذ الفيزياء المساعد، شون جيانج، أستاذ علوم الغلاف الجوي، وإلين كريسي، طالبة دكتوراه، خلال دراسة سيتم نشرها هذا الأسبوع في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS).

• علماء يفجرون مفاجأة بشأن عمر المياه على المريخ

وتقول كريسي: "واحدة من أكثر نتائجنا إثارة للاهتمام هي أن الطاقة الزائدة يمكن أن تكون إحدى آليات توليد عواصف المريخ الترابية، وقد يوفر فهم كيفية عمل هذا على المريخ أدلة حول الأدوار التي تأخذها ميزانية طاقة الأرض في ظهور عواصف شديدة، بما في ذلك الأعاصير على كوكبنا".

ويجعل الغلاف الجوي الرقيق والمدار الإهليلجي للغاية، كوكب المريخ عرضة بشكل خاص للاختلافات الكبيرة في درجات الحرارة، حيث يمتص كميات كبيرة من حرارة الشمس عندما يتأرجح بالقرب من الشمس في مواسم الحضيض (الربيع والصيف في نصف الكرة الجنوبي للمريخ) ، وهو نفس الجزء الأقصى من المدار عندما تظهر عواصفه الترابية.

بينما يأخذه مداره بعيدًا عن الشمس في مواسم أخرى، ويمتص الكوكب طاقة شمسية أقل، وتحدث هذه الظاهرة نفسها على الأرض أيضًا، لكن الباحثين وجدوا أنها شديدة الخطورة على كوكب المريخ.

وتقول كريسي: "المريخ ليس كوكبًا لديه أي نوع من آليات تخزين الطاقة الحقيقية مثل ما لدينا على الأرض، فمحيطاتنا الكبيرة، على سبيل المثال، تساعد في موازنة نظام المناخ، ومع ذلك، فإن المريخ يحمل علامات على وفرة المحيطات والبحيرات والأنهار. إذا ماذا حدث؟"

تقول الباحثة: "الحقائق غير مستقرة حول سبب أو متى جف الكوكب إلى كرة أرضية ساخنة ومغبرة مع وفرة من أكسيد الحديد".

وتضيف: "كان للمريخ محيطات وبحيرات في الماضي لكنه تعرض لاحقًا للاحتباس الحراري وتغير المناخ، وبطريقة ما فقد المريخ محيطاته وبحيراته، ونحن نعلم أن تغير المناخ يحدث على الأرض الآن، فماذا تحمل دروس تجربة المريخ من أجل مستقبل الأرض؟".

توصلت كريسي وزملاؤها إلى استنتاجاتهم من خلال مقارنة 4 سنوات من البيانات (أي ما يعادل 8 سنوات أرضية تقريبًا) لمدارات ودرجات حرارة المريخ بالظروف التي وثقتها بعثات ناسا.