السرطان ينهي حياة أسير فلسطيني رفضت إسرائيل إطلاق سراحه
الأسير أبو دياك استُشهد بعد أشهر طويلة من التحذير من خطورة حالته الصحية وسط تعنت إسرائيلي في الإفراج عنه.
تُوفي، اليوم الثلاثاء، الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان سامي أبو دياك المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان، إن الأسير أبو دياك استُشهد بعد أشهر طويلة من التحذير من خطورة حالته الصحية وسط تعنت إسرائيلي في الإفراج عنه.
ويعاني سامي أبو دياك (36 عاما) الذي صدرت بحقه 3 أحكام بالسجن المؤبد ورابع بالسجن 30 عاما، من مرض السرطان الذي أصابه في الأمعاء ومن فشل كلوي وقصور في الرئة.
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، انطلقت تحذيرات فلسطينية من استشهاد أبو دياك في أي لحظة بعد التدهور الخطير على حالته الصحية.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان سابق، إن أبو دياك تعرض لخطأ وإهمال طبي في سجون الاحتلال بعدما أُجريت له عملية جراحية في مستشفى سوروكا الإسرائيلي، حيث تم استئصال جزء من أمعائه.
وأضاف: "أدى نقله المتكرر إلى إصابته بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وأجريت له 3 عمليات جراحية وبقي موصولا بأجهزة التنفس الاصطناعي لمدة شهر حتى ثبتت إصابته بالسرطان".
وسمحت السلطات الإسرائيلية، الخميس، لعائلة أبو دياك بزيارته، وتمكنت والدته و4 من أشقائه وشقيقاته قضاء 20 دقيقة معه.
وذكر شقيقه الأصغر الذي تمكن من زيارته: "كان سامي خلال الزيارة شبه فاقد للوعي ولا يقوى على الكلام".
وفي رسالة مؤثرة له مؤخرا، قال أبو دياك: "أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة.. لا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا".
وأضاف: "إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي".
وتابع: "أريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانهم، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين".
وقبل أيام، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان، أن "الأسير أبو دياك يعاني من نقصان حاد في الوزن، ووصل وزنه إلى قرابة 40 كجم"، محذرة من وفاته في أي لحظة.
وحملت الهيئة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير سامي أبو دياك، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.
من جهته، أفاد عبدالناصر فروانة، مدير دائرة الإحصاء والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى (حكومية)، بأن استشهاد الأسير المريض سامي أبو دياك داخل سجون الاحتلال، نتيجة الإهمال الطبي، يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى ٢٢٢ شهيدا.
وأشار إلى استشهاد عشرات آخرين بعد خروجهم من السجن بمدد وجيزة نتيجة لأمراض ورثوها عن السجون.
والأسير أبو دياك (37 عاما) من سكان بلدة سيلة الظهر في جنين جنوب الضفة الغربية، ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم عليه بالسّجن المؤبد 3 مرات و30 عاما، وهو مصاب بالسرطان منذ أكثر من 3 أعوام، وأيضا بالفشل الكلوي والرئوي، وهو واحد من بين 14 أسيرا مريضا يقبعون بشكل دائم في معتقل "عيادة الرملة"، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
وبوفاته يلحق أبو دياك بمصير الأسير بساح السايح الذي كان هو الآخر يعاني من السرطان وتُوفي نتيجة الإهمال في سجون الاحتلال سبتمبر/أيلول الماضي.
ومن بين 5700 أسير في سجون الاحتلال هناك نحو 700 يعانون من أمراض خطيرة، وهم بحاجة إلى رعاية صحية حثيثة من بينهم أكثر من 200 يعانون من أمراض مزمنة، و10 أسرى على الأقل مصابون بالسرطان، وفق معطيات فلسطينية رسمية.